طروادة
شعر: علاء نعيم الغول
الماءُ لم يحمِ المدينةَ
جاءها بالموتِ في خُوَذِ الجنودِ و في مراكبَ
كالتوابيتِ الأخيرةِ كان لون الماءِ يبدو من بعيدٍ
قاسياً و بزرقةٍ متهومةٍ ببهائها الوحشيِّ
تشبه خاتمَ الصَّفِّيرِ في يدِ ناثراتِ الوردِ و المسكِ
الذي خَضَبَ الترابَ و يُغسَلُ الموتَى بماءٍ فاترٍ يخفي
على أجسادِهم معنى النهاياتِ الأكيدةِ ينقلُ
البحرُ الجنودَ لتنتهي طروادةُ القَصَصِ البعيدةِ
و الحصونِ المستحيلةِ و السماءُ تقولُ في غيماتِها ترنيمةً
أخرى و تُتْلَى بينَ أيدي النائحاتِ و ينزلُ المطرُ النقيُّ مُغَيِّباً
فوضى الحروبِ على شواطىءَأحسنتْ ترتيبَ موتٍ دافيءٍ
يا أيها الماءُ اقتربْ من حُلْمِنا شيئاً لنعرفَ كيف نقتسمُ
الكلامَ الحرَّ و الشمسَ النقيةَ كي نمرَّ على
طريقِ المِسْكِ ورداً فائضاً بحكايةٍ لا تنتهي.
٣/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة
ع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق