تتريت
شعر: علاء نعيم الغول
علاءُ
كنتُ صغيرةً و جهي بنفسجةٌ و زهرةُ لوزةٍ
و الشمسُ تعبثُ بي على سفحٍ قريبٍ جنبَ بيتيَ
يومَ كان أبي يراني نجمةً أخرى تضيء سماءَ
قريتِنا البعيدةِ يومَ كنتُ مَدينةً للريحِ و الجبلِ المحيطِ
بقلبيَ الممزوجِ بالنوارِ و الليمونِ يوم رأيتُ أني لن أفارقَ
وادياً علقتُ فيهِ فراشةً لطفولتي و سحابةً للصيفِ تأخذني
الى أعشاشِ طيرٍ لا تغادرُ نافذاتِ الحيِّ كنتُ صغيرةً
و الليلُ يسكنُ في هواءِ النخلِ و الدنيا التي أحببتها يوماً
و ذاتَ عشيةٍ قطعوا ضفائري الطويلةَ في مكانٍ ليس يشبهني
و باعوا وجهي المسكونَ بالضوءِ الغنيِّ لشارعٍ يمتدُّ في ليلٍ
تغيرتِ الحياةُ على جوانبهِ و صارَ الوردُ يهربُ من نداءاتِ
الصباحِ أنا التي لم يكتملْ فيها النهارُ و ضاعَ بي
قمرٌ بعيدٌ ردَّني لهناكَ و اغمرني بقلبكَ في مكانٍ واسعٍ.
الخميس ١٦/٤/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق