السبت، 21 فبراير 2015

قولي تعال



قولي تعالَ
شعر: علاء نعيم الغول 

قولي تعالَ و لنْ يقول البحرُ لي عُدْ يا غريبُ
و لنْ تُعَرِّيني الشواطئُ 
و السماءُ ستعتني بالغيمِ كي يجتازَ بي قُزَحَ المفاجئَ 
لنْ تغادرَني الطيورُ و تختفي 
خلفَ البيوتِ و سروِ أيلولَ العفيِّ 
حبيبتي قولي تعالَ و لنْ تساورَني الشكوكُ 
حيالَ ما يجري على تلك الحدودِ 
لطالما جرَّبْتُ كيف تكونُ أيامُ الحروبِ 
و كيفَ أنتزعُ الهواءَ من البنادقِ
سوفَ أعبرُ من هنا لأسيرَ وحدي تحتَ وهجِ الشمسِ 
ترسمُ ذاكراتُ النخلِ لي طُرُقَ الخلاصِ إليكِ
يا زهراءَ ذاكَ الساحلِ المفتوحِ قولي لي تعالَ 
و سوفَ تتركني الرياحُ بلا اختباراتٍ 
و تفتحُ لي شراعَاً يستبيحُ
الزرقةَ الأولى أماميَ 
أنتِ قِبْلَتِيَ الأخيرةُ و اندثارُ الشعوذاتِ
من المدينةِ و انهمارُ الغيثِ فوقَ قِفارِ بلدتِنا
فقط قولي تعالَ و لنْ أفكرَ مرتينْ.
الاثنين ٢٢/٩/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

ثلاثيات لها و للقلب






ثلاثياتٌ لها و للقلب
شعر: علاء نعيم الغول 

يشتدُّ بي قلقي و أعرفُ أنَّ يوماً مرَّ و هي بعيدةٌ
قد طالَ بي و على شفاهي طِيْبُ أحرُفِها التي كمْ مرةً 
 رتبتُها بالأمسِ حتى ضاقَ بي قلبي و نمتُ على وَجَعْ.

سافرْتُ فيكِ وراءَ دقاتِ العقاربِ و اخْتَنَقْتُ كما تَرَيْنَ
و لَمْ أجدْ نفسي التي أحتاجُها حتى وجدتُكِ أولاً
صوتَ الزمانِ و ثانياً وجهَ النهارِ و آخراً حرَّ الوَلَعْ.

اليوم مرَّ و أينَ أنتِ و كيف تجتازينَ وجهَكِ دون أسئلةٍ؟
أنا بيني و بينكِ كلُّ هذا الشوكِ تذروهُ الرياحُ على الطريقِ
و لستُ أخشى غير أنْ نبقى حفاةً نقطعُ البيداءَ رملاً قد لسعْ.

مَنْ قالَ إنَّا صدفةً جئنا هنا نستلُّ من أرواحِنا هذا الكلامَ
نذوبُ في أحلامِنا و توقعاتِ غدٍ بعيدٍ يا لبعدْ شفاهِنا مِنْ
نبعةٍ مِنْ وشوشاتٍ في وسائدَ هزَّها في الليلِ شيءٌ مِنْ دَلَعْ.

قلبي يراكِ و يشتهي منكِ التخلصَ مِنْ وشاياتِ البلابلِ للحَبَقْ
و يراكِ رافعةً رداءكِ عن شفاهِ العشبِ يلحقُكِ الفَراشُ إلى مكانٍ
ليسَ يعرفهُ سوى هذا الفؤادُ إليكِ ساقتهُ النسائمُ في أثيركِ و ارتفعْ.
الأحد ٢١/٩/٢٠١٤ 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 
 

دوائر خزفية


دوائر خزفية
شعر: علاء نعيم الغول 

لكِ وقتُكِ المتروكُ في دقاتِ ساعتِكِ الرقيقةِ
فافتحي زمنَ القصيدةِ و اصعدي في نكهةِ النعناعِ
و اتخذي الصباحَ حكايةً للنومِ أطولَ 
هكذا عيناكِ أجمل بعد أولِ رشفةٍ من قهوةٍ 
تركتْ على شفتيكِ لونَ الماءِ 
و اقتبسي الذي قالَتْهُ قُبَّرةٌ على غُصْنِ يميلْ.

هلْ ما بنا وعْدُ المحطاتِ التي لم تسترحْ فيها المقاعدُ؟
كيفَ ساقَتْنا الغيومُ إلى هنا ليصيبَنا بلَلُ التمنِّي و السَّهَرْ؟
منْ كانَ يعرفُ أننا لُقطاءُ هذا الوقتِ يُنْكِرُنا على بابِ المدينةِ؟
أينَ مقهانا الذي سنطلُّ منه على الموانىءِ و هي نائمةٌ هناكْ؟
هل تعرفينَ لمَ المساءُ هنا طويلٌ و النجومُ قليلةٌ و البحرُ قد خذلتهُ
أولُ مرأةٍ مرتْ بهِ وقتَ الظهيرةِ تلبسُ الفوضى على جسدٍ نحيلْ؟

أهواكِ
 هل يكفي الهوى 
ليكونَ لي هذا المدى خَيْلي الذي لا أمتطيهِ
لغايةٍ أخرى سوى عينَيْكِ 
يا دارَ الحبيبةِ أينَ أوسعُ مدخلٍ لأمرَّ منه
معي الهواءُ و عطْرُ زهرِ الشوكِ 
أحملُ من نبوءاتِ المسافةِ جُلَّها و حقيبتي.
الأحد ٢١/٩/٢٠١٤

من مجموعة أغاني كازابلانكا  

تقويم البدايات و الضجر



تقاويمُ البداياتِ و الضجرْ
شعر: علاء نعيم الغول

① تقويمُ النارِ و القَشْ
أوَ ليسَ يكفي أنَّ بي هذا التعلقَ بالذي سيكونُ
أنتِ بدايتي و نهايةُ البحثِ الدؤوبِ عن النهايةِ
و اشتعالُ الروحِ في قَشِّ المسافةِ بيننا
 هذا الهواءُ المرُّ يُذْكي نارها فتأججي بيني و بينكِ 
كي نسُدَّ على المخاوفِ دَرْبَها نحوي و نحوكِ
كيفَ لا ننجو معاً و نُعيدُ في أعمارِنا معنى الحياةْ.
 
 ② تقويمٌ على ورق المللْ
يا سيِّدَ الأشياءِ كيف يصيبُكَ الضجرُ المراوغُ
كيفَ ينخرُ في هدوئكَ كلُّ هذا الإندهاشِ لما تراهُ
دعِ المكانَ يفيضُ وقتاً آخراً و اخرجْ بهِ نحو الطريقِ
و قلْ لها كيفَ احتملتُ الليلَ من أجلِ ابتسامتِها
التي أوليتُها قلبي الضعيفَ و رغبتي في أنْ أجربَ
مرةً أخرى التفاؤلَ عندها و بدايةً لا تنتهي ببدايةٍ.

 ③ تقويمٌ بيومٍ أقلْ
لو كانَ ينفعُ لاختطفتُ من الزمانِ بدايتينِ لنا و يوماً
ليس ينقصُ ساعةً و نجوبُ ما أخفَتْهُ هاتيكَ الأماكنُ
نختفي عنْ شمسِ هذي الأرضِ نفتحُ في المدى طُرُقَ
الخلاصِ و نتقي بشفاهِنا عطشَ المسافةِ ليتنا نجدُ
الينابيعَ التي ستعيدُ في الوردِ الذي قد ضاعَ منا
ليتنا كنا هنا منذُ البداياتِ التي كم أخرتْ فينا اللقاءْ.
السبت ٢٠/٩/٢٠١٤   

من مجموعة أغاني كازابلانكا 

ما ينبغي في موسم الصيف


ما ينبغي في موسمِ الصيف 
شعر: علاء نعيم الغول 

ما ينبغي هو أن نكونَ و أن تنادينا الحياةُ فنستجيبُ
و أن أُحبَّ فينثني عودُ القرنفلِ فوقَ خدِّ حبيبتي يومينِ
ما لا ينبغي هو أنْ يضيعَ العُمْرُ خوفاً
 أنْ نُغَلِّفَ قلبَنا كي لا يبوحَ بما نريدُ
 و ينبغي أنْ أفتحَ البابَ الذي سنمرُّ
منه معاً إلى ذاك المكانِ الحرِّ حيثُ نكونُ حيثُ أنا و أنتِ
و ظلُّنا يهبُ المكانَ ثراءَهُ فلنا هناكَ بقيةٌ من كلِّ شيءْ.  

يا زهرةَ الصحراءِ يا وجعَ الرمالِ
 و شمسَ هذا الصيفِ
أحلمُ فيكِ منذُ ولِدْتُ أرقبُ في السماءِ بزوغَ نجمكِ
من وراءِ الغيمِ
 أعرفُ أنَّ يوماً ما سأسكنُ فيكِ
 تأخذُني يداكِ إليكِ
 أعرفُ وقتَها أني محقٌّ في انتظاري عند قاطرةٍ و بحرٍ 
وقتَها يتحررُ العمرُ الرتيبُ من الوجوهِ و سطوةِ الترفِ
المُمِلِّ و منْ تقاليدِ التسكعِ في شوارعَ لا تراعي الحبَّ 
في نيَّاتِنا و شفاهِنا
 و أنا أحبكِ تاركاً للقلبِ صوتَكِ عارياً
يا زهرةَ الماءِ القليلِ هناكَ في رملِ البدايةِ
 و الحقيقةُ أنتِ
يا وجعي الذي سافرتُ فيه إليكِ
 فانتظري معي شيئاً لنبدأَ من هنا.
الجمعة 19/9/2014 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

الجمعة، 20 فبراير 2015

ما ينبغي في موسم الصيف


ما ينبغي في موسمِ الصيف 
شعر: علاء نعيم الغول 

ما ينبغي هو أن نكونَ و أن تنادينا الحياةُ فنستجيبُ
و أن أُحبَّ فينثني عودُ القرنفلِ فوقَ خدِّ حبيبتي يومينِ
ما لا ينبغي هو أنْ يضيعَ العُمْرُ خوفاً
 أنْ نُغَلِّفَ قلبَنا كي لا يبوحَ بما نريدُ
 و ينبغي أنْ أفتحَ البابَ الذي سنمرُّ
منه معاً إلى ذاك المكانِ الحرِّ حيثُ نكونُ حيثُ أنا و أنتِ
و ظلُّنا يهبُ المكانَ ثراءَهُ فلنا هناكَ بقيةٌ من كلِّ شيءْ.  

يا زهرةَ الصحراءِ يا وجعَ الرمالِ
 و شمسَ هذا الصيفِ
أحلمُ فيكِ منذُ ولِدْتُ أرقبُ في السماءِ بزوغَ نجمكِ
من وراءِ الغيمِ
 أعرفُ أنَّ يوماً ما سأسكنُ فيكِ
 تأخذُني يداكِ إليكِ
 أعرفُ وقتَها أني محقٌّ في انتظاري عند قاطرةٍ و بحرٍ 
وقتَها يتحررُ العمرُ الرتيبُ من الوجوهِ و سطوةِ الترفِ
المُمِلِّ و منْ تقاليدِ التسكعِ في شوارعَ لا تراعي الحبَّ 
في نيَّاتِنا و شفاهِنا
 و أنا أحبكِ تاركاً للقلبِ صوتَكِ عارياً
يا زهرةَ الماءِ القليلِ هناكَ في رملِ البدايةِ
 و الحقيقةُ أنتِ
يا وجعي الذي سافرتُ فيه إليكِ
 فانتظري معي شيئاً لنبدأَ من هنا.
الجمعة 19/9/2014 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

لِمَ كلما فكرت أكثر



لِمَ كلَّما فكرتُ أكثرَ
شعر: علاء نعيم الغول 

لِمَ كلَّما فكَّرْتُ فيكِ أذوبُ في زمنٍ تلاشى
 بعدَ أَنْ نبتَ البنفسجُ فوقَ سفْحٍ لَمْ تصلْهُ الطيرُ قَبْلكِ
كلَّما فتَّشْتُ في عيْنَيْكِ تأخذُني الطريقُ بخوفِها و هروبِها
لِمَ كلَّما مرَّ الهواءُ أراكِ نافذتي على بحرِ المغامرةِ الأخيرةِ

أيُّها القمرُ الذي تركَتْهُ غيماتُ المساءِ على المدينةِ
كيفَ تترُكُها لأصواتِ الوساوسِ 
كيفَ تَنسى أنَّها مِنْ شِلْحِ زنبقةٍ تهادى عِطْفُها
من لؤلؤٍ برِقَتْ ثنايا ثغْرِها
لا تَنْسَ أنِّي الآنَ أسمعُ صوتَها ينثالُ مِنْ ذهبٍ
تساقطَ فوقَ ألواحِ الرخامِ على مداخلِ معبدٍ لقبائلٍ
منسيةٍ 

و أنا هنا لا شيءَ يمنعُ أنْ أراها موجةً عَلِقَتْ
بها صُوَرُ المراكبِ و السماءِ و لهفتي لأكونَ حيثُ نكونُ
عندَ النبعِ ننسى أنَّ خلفَ بيوتِنا ألمَ الحياةِ و نارَ ذاكرةٍ
من الماضي الذي تركَ الجروحَ تسيلُ فوقَ براءةِ القُبَلِ
التي منها انتهتْ جُمَلُ الوداعْ،
الخميس ١٨/٩/٢٠١٤ 
 من مجموعة أغاني كازابلانكا  

قدر المسافر: مازوركا اول الليل



قَدَرُ المسافرِ: مازوركا أولُ الليل
شعر: علاء نعيم الغول 

كيفَ التقينا فجأةً
 و تسارَعتْ خطواتُنا نحو البدايةِ؟
أنتِ لي ما البحرُ للدنيا الصغيرةِ و النوارسِ و الحروبِ
أنا الذي غرقتْ بهِ سُفُنٌ على جفنيكِ فانتشلي حطامي كلَّهُ
ثم انشُري في الشمسِ خارطةَ الرحيلِ إليكِ
 أنتِ جزيرةُ المنفى البعيدةُ و النهايةُ و التشردُ حيثُ لا أدري
 أنا مَنْ عانَدَتْهُ الريحُ حتى أسْقَطَتْهُ على شواطئكِ
 التي أسمَيْتُها قدَرَ المسافرِ
 فامنحي قلبي العبورَ إلى نهارِكِ
 و امسحي مِلْحَ المسافةِ عن جبينيَ 
ربما سنكونُ أولَ مَنْ بنى دَرجَ الهواءِ إلى ثمارِ الإستواءِ
و غيَّرا معنى العناقِ 
أراكِ فيَّ و كنتُ منتظراً تناديني الموانئُ:
أيُّها المأخوذُ بالسفرِ المفاجئ
 أينَ تأخذُكَ الغريبةُ؟
 لا تَسَلْها كيف لمَّكُما الكلامُ من الفراغِ إلى حدودِ الدِّفْءِ 
لا تُفسِدْ جمالَ لقائِها
بسؤالِها عمَّا تحسُّ تجاهَ لحظتِها مَعَكْ.
----------------------------------
مازوركا
دوَّنْتُ أسماءَ الموانئِ فوقَ صاريةِ الرحيلْ
و كتمتُ ما تهواهُ يا قلبي المكابرُ و العليلْ
و القُرْبُ منها بعدَ بُعْدٍ علَّهُ يُشْفي الغليلْ
و أنا إليكِ يشدُّني من قلبيَ السفرُ الطويلْ
الاربعاء ١٧/٩/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 
     

بعد صوتكِ بقليل


بعدَ صوتِكِ بقليل
شعر: علاء نعيم الغول 

و مِنْكِ الصوتُ مِنِّي خفقةٌ في القلبِ
صوتُكِ مرَّ من حَلْقِ البنفسجةِ البتولِ
يهزُّ أوردتي التي لم تحترقْ من قَبْلُ يرجعُ 
بي بعيداً يومَ صارَ لكلِّ صوتٍ مرأة مكشوفة
للوردِ تعرفُها السهولُ بصوتِها و أنا هنا يمتدُّ 
صوتُكِ فيَّ أوسعَ منْ فضاءِ الأطلسيِّ و عدوةٍ
للخيلِ  تسبحُ في هوائكِ قَسِّمي قلبي على نبراتِ
صوتِكِ و اسمعي دقاتِهِ عزفَ السنابلِ تحتَ لونِ
الشمسِ أعطتكِ الأمازيغُ التلالَ و صوتَ أنسمةِ
البراري في انفتاحٍ مدهشٍ نحو الحياةِ و صوتِ
راعيةٍ أتتْ في صوتِها وجعُ المسافةِ كم أريدُكِ للهروبِ
إلى مكانٍ أعْتَقَتْهُ الريحُ من صوتِ المدينةِ
أمْهِليني كي أراكِ هناكَ نجعلُ من عقودِ الفلِّ
فاتحةَ الحكايةِ و انتهاءَ الانتظارِ على طريقٍ موحشٍ.
الثلاثاء ١٦/٩/٢٠١٤     
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

اسئلة طويلة



أسئلةٌ طويلة
شعر: علاء نعيم الغول 

مَنْ أنتِ يا وهْجَ الندى و برودةَ النارِ التي أشعلتُها في الماءِ؟
هل أنتِ التي سلبتْ من الريحِ الصفيرَ و أمسكتْ بذيولِها
مِنْ أنْ تطيرَ؟
هلِ المدينةُ أنتِ حين تفيقُ لاهثةً وراءَ الوقتِ تبحثُ عن دقائقَ
لا تعودُ الى عقاربَ تائهةْ؟
كم مرةً سأقولُ أنتِ تغيراتُ اللونِ في جسدِ الفراشةِ و انحسارُ
الثلجِ في نهرٍ تجمدَ فجأةً؟
لِمَ كلما قالوا المحيطُ تكسرتْ أمواجهُ يزدادُ شاطئُكِ اتساعاً بينَ
صخراتٍ و رملٍ عالقٍ في العشبِ؟
هلْ في مقلتيكِ مفاتِحُ القلبِ الذي لمْ تُغْوهِ القُبَلُ الأخيرةُ تحت ظلِّ
الزيزفونةِ في الظهيرةِ؟
أينَ خبَّأتِ السماءَ غداةَ عاد الوردُ منْ سفَرٍ على جُنْحِ الأطايشِ
في نهارٍ غائمٍ؟
هلْ أنتِ فاتنتي التي زرعتْ أمامَ البابِ أسواراً من الخشخاشِ
تحفظُ نافذاتِ البيتِ من عبثِ الغبارِ؟
متى سأعرفُ أينَ موعدُنا الذي لا بدَّ منهُ أنا و أنتِ و موقدٌ للنارِ 
في كوخٍ بعيدْ؟
الاثنين ١٦/٩/٢٠١٤
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 
 

ما قالته الغريبة


ما قالتْه الغريبة
شعر: علاء نعيم الغول- فلسطين 

لكَ أيُّها البحرُ الحكايةُ
أيُّها الوردُ انتظرْ لأُريكَ شيئاً
أنتَ يا قمرَ المسافرِ كنْ معي لترى
أين السنونوةُ الصغيرةُ كي ترافقَنا؟
معاً سنكونُ أجملَ حين نأتي بيتها الرعويَّ
يا تلكَ الغريبةُ أينَ كُنتِ و هذه الشمسُ البعيدةُ
تعصرُ الحنَّاءَ في شعرِ الصبيَّةِ؟ أينَ أنتِ الآنَ؟
يا بحرَ البدايةِ قُلْ لها هيَ وجهُكَ النائي وراءَ 
العائدينَ من الخرافةِ
قُلْ لها يا وردُ كيف لوجهِها معنى النهاياتِ الجميلةِ
في حكايا العاشقينَ
و أنتَ يا قمرُ اقْتَبِسْ قولَ السماءِ لها غداةَ تساقطَ
النوارُ في ورقِ الخريفِ
هي السنونوةُ التي قالتْ لها أنتِ النهارُ و غيمةٌ مرَّتْ
على كتفِ الهواءِ
أنا أقولُ لكِ الذي قالوهُ لي فتناثري في الوردِ عطراً 
و اسقني شهدَ الفصولِ على يديكِ و لا تقولي ما يقولُ
الليلُ عنكِ و كيفَ تحملُني الغريبةُ للتلالِ على أثيرٍ باردٍ.
الاحد ١٥/٩/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

ذاكرة التوت و البرد


ذاكرةُ التوتِ و البرْد
شعر: علاء نعيم الغول 

هلْ تقبلينَ مفاجآتٍ رتَّبَتْها الأمنياتُ لصيفِنا؟
هلْ ترغبينَ كما رغبتُ بأنْ تباغِتَنا الحياةُ بصدفةٍ
ننسى بها ألمَ الترددِ و انتظارِ متى اللقاءُ مع القمرْ
فأنا هنا أشكو اختياراتي القليلةَ حيثُ يسكُنني الضَّجَرْ
و القلبُ آنَ لهُ التخلصُ منْ عذاباتِ التساؤلِ مرتينِ و حُرْقةٍ
و أليكِ تحملُني ارتعاشةُ طائرٍ شقَّ الهواءَ بريشةٍ سقطتْ هنا.

وحدي اقتربتُ من السياجِ لعلني اجتازهُ و أرى السماءْ
و أراكِ واقفةً بثوبٍ طرَّزتهُ الريحُ و الورداتُ في ضوءِ المساءْ
و يداي ترتعشانِ من بردِ الطريقِ و صوتِ أوراقِ الشجرْ
و يلفُّني في دفئهِ المنهوكِ هذا المعطفُ المشغولُ منْ صوفِ السَّهَرْ
هلَّا انتظرتِ عناقَ عشقيَ تحتَ لبلابِ الجدارِ و عُشِّ دوريٍّ متى
لاحَ النهارُ يطيرُ خلفَ هشاشةِ الضوء الذي من مُقْلتينا قد أتى.
-------------------------------------------------------
توضيح:
للعطرِ ذاكرةٌ كما للقلبِ فاختاري الذي يغتالُني وقت العناقِ
و حرري نهديكِ من شبَقِ الحريرِ و مغرياتِ الزعفرانِ و قرِّبي 
شفتيكِ للصوتِ المُقَطعِ في الشفاهِ و جرِّبي توتَ البراري مرةً.
الاحد ١٤/٩/٢٠١٣  
 

مطر و مسافة و عنب



مطرٌ و مسافةٌ و عنب
شعر: علاء نعيم الغول 

لِمَ دائماً تحتَ المطرْ؟
لمَ كلما اشتدَّ الحنينُ يهزُّنا صوتُ المطرْ؟
و تقولُ لي عيناكَ حينَ أراهُما يأتي لنافذتي المطرْ
و يذوبُ في جَفْنَيُّ وقتَ تضمُّني لونُ المطرْ
و الشمسُ أبهى في السماءِ بُعَيْدَ زخاتِ المطرْ
و الكستناءُ و شايُ هذا الليلِ رائحةٌ و نَكْهَتُهُ المطرْ
حتى الحياةُ يعيدُها لبيوتِنا هذا المطرْ

نحيا معاً ما مرةً لمستْ يدي منها اليدا
تشتاقُ لي و أذوبُ تحناناً لها و أرى المسافةَ
شوكةً في خصْرِيَ الموجوعِ مُتَّكأً على جنبٍ تآكلِ
كلما دقتْ عقاربُ ساعةٍ تجعُ اليدا.

هل أنتِ تلكَ المُخْمليةُ و التي بادلتُها طعمَ العِنَبْ؟
و سألتُها عن بيتِها فتناثرتْ قطراتِ ماءٍ فوقَ أوراقِ العِنَبْ
و تساقطتْ ورقاً ندياً في الصباحِ فبللتْ وجهَ العِنَبْ 
و أحبُّها و لها كتبتُ قصائدي شهباءَ لوَّنَها العِنَبْ.
السبت ١٣/٩/٢٠١٤

أمزجة بعلامات تجارية



أمزجةٌ بعلامات تجارية
شعر: علاء نعيم الغول 

® في البدءْ
----------
كانتْ كما كان الشتاءُ قريبةً للدِّفْءِ تحملُ نارَها
بينَ الكلامِ تقولُ لي جرِّدْ هواءَكَ مِنْ هوائكَ و اسقني
شفَتَيْكَ يا هذا المُفاجِىءُ ثمَّ تَهْربُ في قشورِ الكستناءِ
و حين أدعوها إليَّ تصيبُني في القلبِ و هي تُذيبُ 
عنِّي الثلجَ تنفضُ ريشها عن وجهي المكشوفِ بينَ
بياضِها و هدوءِ عينيها الذي فضحَ المسافةَ بيننا.

 © قبل صيفٍ بليلة واحدة
---------------------
تبدو معي مضطرةً لتنامَ أهدأَ ربما تتهورُ الكلْماتُ
شيئاً بيننا فتُريحُها يوماً و تُقْلقُها مراراً ينبغي تضييقُ
دائرةَ الترددِ حينَ يدفعُنا الكلامُ لقولِ مانحتاجُهُ لنرى حقيقةَ
ما الذي نخشاهُ ثم تغيبُ آخذةً براءةَ لحظةٍ أحتاجُها ليكونَ
هذا اليوم أوسعَ لي و أعرفُ أنها مسكونةٌ بالخوفِ من شيءٍ
يلاحقُها بدونِ مبررٍ و تخافُ حتى لم يعدْ للوقتِ طعمٌ آخرٌ.

 ™ في الحربِ شيءٌ ما
--------------------
كانتْ حقيبتُها الأخيرةُ تحملُ البحرَ البعيدَ
و رغبةَ السفرِ التي لا تنتهي و تعودُ من تلكَ الطريقِ
و لم تُغَيِّرْ لافتاتُ الحربِ عنوانَ المعابرِ و السماءِ و أنتِ
أنتِ تحاولينَ العيشَ من دونِ التزاماتٍ تجاهَ القلبِ و الدنيا
هنا تحتاجُنا فتجردي مثلي هنا من لسعةِ الصيفِ التي لم
تُعْطِنا وقتاً لنعرفَ كيف نحيا هادئينِ على طريقٍ واسعٍ.
الجمعة ١٢/٩/٢٠١٤ 





تناقضات عارية



تناقضاتٌ عارية
شعر: علاء نعيم الغول 

في النارِ نحنُ و في الحقيقةِ نستحقُّ و خلفَ هذا الحيِّ
حيٌّ لا يُعَذَّبُ مثلنا في عَتْمةٍ أزليةٍ و تناقضاتٍ أوجدتْ
ناساً لهم ما ليسَ يجعلنا هنا متفائلينَ و يسكبونَ على
الجراحِ المِلْحَ يجتهدونَ في تخضيبِ شعرِ لحاهمُ بدموعِ
أرملةٍ لها صبيانُها الجوعى و أمٌّ غير مُبْصِرَةٍ و بيتٌ أتْلَفَتْهُ
الحربُ مراتٍ على مرأى من الجُنديِّ ذي الزيِّ المُخادِعِ
تتقي بصُراخِها طَمَعَ المرابينَ الذين تكاثروا في موسمِ
الجوعِ الطويلِ و ساوموا فيها الذي تحتَ الثيابِ و أكملوا
نخبَ العَشاءِ على نبيذٍ لاذعٍ و شواءِ كَرْكَنْدٍ ثمينْ.
------------------------------------------------
تذييلْ:
قاسَمْتُها نفسي و مائي و الشَّهِيَّ مِنَ الكلامِ و ما تُحِبُّ 
و لا تزالُ الآنَ تنحتُ في مراياها بقايا وجهِها بعدَ العناقِ
و قبلَ قُبْلتِنا التي تجتازُنا في غرفةٍ لم نُعْفِها مِنَّا و مِنْ
صوتِ الهواءِ تلى عقاربَ لم تقفْ منذُ الصباحْ.   
الخميس ١١/٩/٢٠١٤

ميلاد و مغريات



ميلادٌ و مغريات

① ميلادْ
لَمْ يُشْهِدوني مولدي و تناقلوا أنِّي وُلِدْتُ مُقَيَّداً
نظراتُ مَنْ كانوا هناكَ تلذَّذَتْ بتساقطي فَزِعاً  
على ثَدْيٍ سيمنحُني حياةً طعمُها ما ذاقهُ كلُّ 
الذينَ قَضَوا قديماً أو قريباً أيها الجاثونَ حولي
ماءُ هذا الطَّسْتِ يُنْذِرُ بالبدايةِ و النهايةِ أَسْقِطو 
ورقَ الحديقةِ فوق جلديَ و اسكبو عِطْرَ الطفولةِ
فوقَ شعريَ هكذا سيكون مَهديَ مُفْرِحاً و مؤمِّلاً.

② مغريات 
لَكِ مُغْرياتُكِ بينَ نفسيَ و التَّأمُّلِ فيكِ أنسى وقتَها
لِمَ صِرْتُ أقرأُ فيكِ ما لم يكتبوهُ و في اشتهائكِ
تصبحُ الغاياتُ أوسعَ و التنقُّلُ بينَ مغريةٍ و أخرى
موجِعاً و أراكِ ثانيةً معي طيفاً على جدرانِ غرفتيَ
البعيدةِ في مكانٍ لستُ أعرفُ كيفَ صِرتْ إليهِ يا هذا
المكانُ كم الحياةُ تصيبُنا بالذعرِ مراتٍ و تتركنا حفاةً
نقطعُ الطرقاتِ في حرِّ الظهيرةِ وحدنا متأمِّلَيْنْ.
الاربعاء ١٠/٩/٢٠١٤

      

أقوال في الجمال



أقوالٌ في الجمال
شعر: علاء نعيم الغول 

قالوا الجمالُ الروحُ تلكَ السرُّ في تجريدِنا
مما يُرَوِّعُ نستعيدُ بهِ التحققَ مِنْ تشابُهِنا بمنْ
سبقوا و أنا قادرون على البقاءِ لمدةٍ تكفي لنفنى
وقتما تَبْلى السماءُ و عندما لا تُسْعِفُ النيِّاتُ في جعلِ
الحياةِ مكاننا للعيشِ في دَعَةٍ و خيرٍ مثلما الطيرُ الذي
ما جربَ الحسدَ الدفينَ و قالَ ما قُلناهُ تشهيراً بذاكرةِ البشَرْ.

قالوا الجمالُ صبيةٌ نَهَدَتْ و أرختْ فَرْعَها
و استجمعتْ في خصرِها لِينَ الورودِ و أشعلتْ
في ناظِرِيها النارَ شوقاً لاستمالتِها و جني ثمارِ خدٍ
فاضَ مراتٍ بلونِ قلوبِ مَنْ عشِقوا و شهدِ شفاهِها
في الصيفِ يا هذا الجمالُ الحرُّ لمْ يُنْصِفْكَ أهلُكَ أنكروا
فيكَ الحقيقةَ غيروا فيكَ المعاني كلها حتى العِبَرْ.

قالوا الجمالُ الطِّيبُ أغنيةُ الصباحِ و مولدُ العمرِ
الصُراحِ و بصْمَةُ الجِلْدِ الذي مازَ النساءَ و بَدَّلَ القلبَ
الذي لم يستكِنْ لرتابةٍ هو مرةً شَرَكٌ و أخرى دعوةٌ و بقيةَ
اليومِ القصيرِ تقلُّبٌ يُزْجي الخيالَ لِشَمِّ جِيدٍ ضاعَ عطراً
دافئاً ليلاً يُطَيِّبُ في الوسائدِ حَشْوَها و أرائكَ السهرِ
الطويلِ إلى الضحى و يُصيبُ أذرعَنا الفتيةَ بالخَدَرْ.
الثلاثاء ٩/٩/٢٠١٤   
   

ثلاثية الصوت و الذاكرة


ثلاثيةُ الصوتِ و الذاكرة
شعر: علاء نعيم الغول 

صوتٌ بعيدٌ
صوتُها هذا الغنيُّ بما مضى
و بما ارتكبتُ من الحماقاتِ القديمةِ
يومَ آثَرْتُ الهدوءَ على استثارةِ قلبِها 
و ندِمْتُ حتى لم أعدْ متسامحاً مع ما اقترَفْتْ.
دعني أرتبُ صوتَها شيئاً
بهِ تتناثرُ الصورُ التي لا تنمحي
و بهِ أنا ذاكَ المبَلَّلُ بالشتاءِ و لا أزالُ أحبُّها
و ركامُ ذاكرتي ثقيلٌ لا يراعي ما احتَمَلْتُ
منَ الوقوفِ على حدودِ الاتهامِ بأنني ما مرةً أحْبَبْتْ.
في صوتِها ما كانَ لي
أشتاقُ للطرقِ التي لمْ نمْشِها و وجدتُ
أني لمْ أصِلْ معها إلى نيَّاتِنا في أنْ نظلَّ
كما اتفقنا عاشقَيْنِ بلا شروطٍ لا تسامحُ مَنْ يُقصِّرُ
في انتشالِ الحبِّ من أوحالِ عُمْرٍ باهتٍ و الوقتْ.
الاثنين ٨/٩/٢٠١٤
 

أسماء على مقاعد واسعة



أسماء على مقاعدَ واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا كلما فكرتُ فيكِ يشُدُّني شيءٌ 
أنا في البدءِ أعرفُ عنكِ ما قالَتْهُ لي عيناكِ 
تحتَ نوافذِ المطرِ البعيدةِ 
أنتِ ذاكرتي التي لا تعرفُ الترتيبَ
في أسمائِنا و رسائلٍ مكتوبةٍ بشفاهِنا
و على ستائرِكِ الطويلةِ ترتخي ألوانُ ظلِّكِ
ربما لا زلتُ أطوي الليلَ أوراقاً و أسئلةً لأعرفَ
ما بقلبِكِ و الحقائبِ يومَ قلتُ أنا المسافرُ بعد يومٍ
و التقيتُكِ خارجَ الوقتِ الذي ما كانَ متَّسِعاً لنا
و العُمْرُ بَنْدولٌ تعلَّقَ بين قلبيْنا هنا يوماً هناكَ بقيةَ
الصيفِ الذي لم يختلفْ عن صيفِ أيلولَ الذي أحتاجهُ
لأقولَ إنِّي قدْ وُلِدْتُ اليومَ في زمنِ الحروبِ و مغرياتِ
الاغترابِ و تحتَ أضواءِ المصابيحِ الضعيفةِ
لستُ أول مَنْ أَحبَّ و حينَ صرنا عاشقينِ تبدلتْ فينا
احتياجاتُ الطريقِ الى المحطةِ و استبَقْنا الوردَ مراتٍ
بأحلامِ الضُّحَى و توقعاتٍ لم نفكرْ وقتها أنا التقينا
صدفةً قدرَاً و رغباتٍ مُبَيَّتةً 
أحبُّكِ تاركاً نفسي لنفسيَ و الذي سيكونُ يا صوتَ
البقاءِ على عهودٍ لا تُبَدَّلُ كالفصولِ 
لمَ الحياةُ كما نراها هكذا و نرى لنا بين المقاعدِ
مقعداً يحتاجُنا ليُعيدَ فينا الانتظارَ 
أنا أحبُّكِ و الكلامُ هو الكلامُ و للمكانِ حكايةٌ لا تنتهي.
الاحد ٧/٩/١٩٦٧ 

ترتيبات على غير العادة


ترتيبات على غير العادة
شعر: علاء نعيم الغول 

لا بدَّ منْ يومٍ طويلٍ نحفرُ الماضي عميقاً ثم نردِمُ
فوقَهُ رملَ المسافاتِ التي لمْ تَكْفِنا لبلوغِ أطرافَ الهواءِ
معاً أنا فتَّشْتُ في هذا الفراغِ المُرِّ عنكِ و لم أجدْ شَجَرَ
المدينةِ وارفاً و وجدتُ ظلَّكِ عند ظلِّيَ عالقَيْنِ على رصيفٍ
حائرٍ يصلُ النهارَ بأولِ الليلِ القصيرِ لِمَ التقينا هكذا
و قد اقتَسَمْنا بَسْمَةً لمْ تُعْفِنا ممَّا اقترَفَنا يومَ كُنَّا مُتْرَفَيْنِ
لنا الحياةُ الآنَ واسعةٌ نرتِّبُها بلا قلقٍ على مَنْ ماتَ أو ما
سوفَ نعرفُهُ غداً أنتِ التي لم أُعْطَها قبلَ انتهاءِ الصيفِ 
كوني لي هنا ما لستُ أتركُهُ هناكَ و جرِّبي فيَّ انتظارَكِ 
عند بيتٍ كانَ فيهِ الرملُ ذاكرةً لعينيكِ اللتينِ أراهما كالنهرِ
يحملُ لونَ أوراقِ الخريفِ و زهرتينِ أراكِ كالحبقِ المنوَّرِ في
زوايا البيتِ في تَرَفِ الصباحِ و لو شَقَقْتِ القلبِ لانفضحتْ
معاني الحبِّ و اتسعَ المساءُ لأغنياتٍ عذبتْنا أولاً قبلَ اللقاءِ
و ربما ستذيبُنا ما لمْ نقفْ للريحِ و الماضي الذي لا يُنْتَسَى.
الجمعة ٥/٩/٢٠١٤
 

صوت بين صوتين



صوتٌ بين صوتين
شعر: علاء نعيم الغول 

أُقَبِّلُ منكِ الخدَّ و الخدُّ مُسْرِفُ ،،،،،، و أعشقُ فيكِ الخدَّ و الخدُّ مُتْرَفُ
و للكرزِ طعمٌ في شفاهِكِ عاطرٌ ،،،،،، و ليسَ لطعمٍ غير ريقِكِ يُعْرَفُ
تعالَيْ نضمُّ الشوقَ حتى نذيبهُ ،،،،، عناقاً كشهدٍ من شفاهِكِ يُرْشَفُ      

و ما قلبي سوى هذا الوعاءُ يفيضُ شوقاً مرةً و تسامحاً
حتى النهايةِ غُرْبَةً منذ البدايةِ أيها القلبُ احْتَمَلْتَ تشرُّدي
و غوايةَ البوحِ التي تركَتْكَ مُتَّهَماً متى جرَّبْتَ أَنْ تُبْدي لها
ما رَقَّ مِنْكَ لطالما أوغَلْتَ في تصديقِ ما يُرْوَى أمامَكَ ناسياً
كم مرةً خذلوكَ دونَ مبرِّرٍ و وجدْتَ نفسَكَ حائراً و تُعيدُها تلكَ
الحماقاتِ الرديئةَ باعثاً فيَّ التحفظَ حولَ جدوى القلبِ حينَ
يكونُ أضعفَ بيدقٍ في الحبِّ أوهى شعرةٍ في مِشْطِها و أنا
بريءٌ من جناياتٍ تَرددَ أنها مِنْ فِعْلِهِ ذاكَ الوعاءُ المستفيضُ 
بنَفْسِهِ و لواعجِ الحبِّ التي دَلَقَتْهُ فوقَ دقائقِ الوقتِ البطيئةِ
كم أحبُّكِ و الطريقُ إليكِ تفتحُ لي طريقاً لم يكُنْ مُتَوَقَّعاً.

③     
أنا أحبُّكِ مفتوناً بما نَدِيَتَ ،،،، منه الشفاهُ و ما اختارتْ له بَدَلا
يا مهجةَ القلبِ هل في القلبِ متسعٌ ،،،، لخفقةٍ منكِ تُعطي القلبَ ما سألا
أنا أحبكِ مُذْ قالوا الهوى أملٌ ،،،، و ما فقدتُ أنا حُبَّاً و لا أملا
الخميس ٤/٩/٢٠١٤

تساؤلات الى هامش النص



تساؤلات على هامش النص
شعر: علاء نعيم الغول 

في الحلقِ شيءٌ ما و شيءٌ عالقٌ لا ماءَ يُذْهبُهُ و لا صوتي
و لا حتى ابتلاعُ بقيةِ الألمِ القديمِ يُزيلُ هذا الشوكَ من جوفِ
المَمَرِّ إلى فضاءٍ معتمٍ مَنْ ذاكَ يعرفُ ما الذي ينتابُني هذا 
المساءْ؟

 ①
قالوا ستأتي من وراءِ السروِ تحملُ قلبَها و تنهداتٍ لم نفسرْها
معاً و تغيراتٍ لمْ نرتِّبْها لنعرفَ كيفَ صرْنا عالِقَيْنِ على طريقٍ
واحدٍ هلْ مرَّ طيرٌ آخرٌ و تساقطتْ منهُ السماءُ على مقاعدِنا هنا
في الليلْ؟

سيكونُ لي بيتٌ هناكَ و خيمةٌ للريحِ و الشمسِ التي اتَّخَذَتْ 
ملامحَ وردةٍ و أنا الذي تركَ المكانَ وراءهُ متناثراً أشتاقُ مراتٍ 
لنفسي و هي عاريةٌ أمامي دون تظليلٍ لسوءاتٍ لها ما لي
فهلْ ستعودُ لي؟ 

لا شيءَ يدهشُني تساوى ما أراهُ و ما رأيتُ و لنْ تفاجئني
الحياةُ سوى بموتي و النهارُ اليومَ يشبهُ نفسَهُ بالأمسِ حتى
ما قرأتُ هو الذي سيكونُ فيما بعدُ هلْ هذا الفراغُ تسببتْ
فيهِ المُدُنْ؟
الاربعاء ٣/٩/٢٠١٤ 

قطعتان


قطعتان
شعر: علاء نعيم الغول 


① 
أحاولُ أَنْ أُري قلبي المكانَ و كيفَ جِئتُ إليهِ من بلدٍ
يسارعُ في التخلصِ من علاقتِهِ بنا وقتَ الشتاءِ يلفُّنا
بعباءةٍ من ثلجهِ الصوفيِّ يسحبُنا وراءَ البرتقالِ كأننا
ورقٌ على زبدِ السيولِ هنا اغترابٌ آخرٌ و أنا وجدتُكِ
بعدَ أنْ فتشتُ عنكِ و لم أكُنْ قدْ فُقْتُ بعدُ من التساؤلِ
حولَ ما يُجديهِ هذا النومُ طولَ اليومِ وحدي في فراشٍ
دافىءٍ رتَّبْتُهُ ليثيرَ فيَّ تساؤلاتٍ لا تُغَيِّرُ واقعاً و أحبُّها
هذا الذي يشتدُّ في تبريرِ صَحْوِي باكراً لرسالةٍ مِنْها.

 ②
ألا تَجدينَ ما تبغينَهُ في الحبِّ يتركُني السؤالُ على
ضفافِكِ صادياً ينتابُني عطشٌ طويلٌ مثلما الصمتُ
الذي يغتالُ فينا الصوتَ حينَ يهزُّنا وجعُ اللقاءِ فلا نقولُ 
و لا نبوحُ و ينتهي وقتُ الفراشةِ بيننا في لحظةٍ مقطوعةٍ
من دقةٍ في القلبِ من نبضِ الحروفِ و شهوةِ التفكيرِ في
معنى الذي نبغيهِ من نيَّاتِنا يا لحظةَ الترفِ القليلةِ في
نهارٍ ليسَ لي أحتالُ كي أُدْنيهِ من خطواتِ شارعيَ
القديمِ إليكِ لا تدعي يدي ممدودةً و خذي يدي ليدَيْكْ.
الاثنين ١/٩/٢٠١٤ 
  

مقامات و تقاسيم وترية



مقامات و تقاسيم وترية
شعر: علاء نعيم الغول 

① حجازكار
لِمَ لَمْ أعاندْ فيكِ قلبيَ و اندفَعْتُ إليكِ أولَ ما انتبَهْتُ 
إلى السماءِ على شفاهِكِ لونَ نافذةٍ من الطوبِ العتيقِ 
و زهرَ سورٍ غيرَتْهُ الريحُ مراتٍ على سهوٍ أنا المبتورُ من عُنُقِ
القرَنفلةِ الصغيرةِ كيف لي تفسيرُ رائحةِ الهروبِ إليكِ 
يكسرُني الخريفُ عليكِ في أوتارهِ لحنَ اشتهاءٍ و اغترابٍ
صوتَ ناياتِ المراعي و التلالِ الخُضْرِ عند ظلالِ جُمَّيْزٍ و توتْ.

    ② شاهناز
يا بحرُ خُذْني من بياضِ الريشِ جَرِّدْ وجهي العاديَّ
من لونِ النوافذِ وهي نائمةٌ على ضوءِ الشوارعِ هكذا
و ابدأْ معي ترتيبَ ذاكرتي الرقيقةِ كي نُعيدَ من الفصولِ
دقائقاً أحتاجُها لأكونَ عندَكِ منذُ ساعاتِ البدايةِ و النهارِ
أنا أحبُّكِ مُمْسِكاً قلبي الرهيفَ من التفتُّتِ و الضمورِ على
رقيقِ الهمسِ مِنْ شفَتَيْكِ دافئَتَيْنِ وقتَ النومِ في غُرَفٍ تركتُ
لها المرايا عارياتٍ من بقايانا التي سَئِمَتْ معانينا الهزيلةَ
و هي تَبْهَتُ تحتَ حرِّ الصيفِ في تموزَ أو آبَ الذي لا يستريحْ.

 
③ سوزناك
أحيا مليئاً بالترقبِ دائماً في الأُفْقِ شيءٌ ما سيأتي
أنتِ جِئْتِ و لم يكنْ للصيفِ متَّسَعٌ على سُقُفِ المنازلِ 
جِئْتِ في غيمِ الحروبِ و كنتُ أنتظرُ العنادلَ كي تقولَ
لي الصباحُ الآنَ يفرشُ نفسَهُ لقدومِكِ الورديِّ من بينِ
الكرومِ و عوسجاتِ الرملِ في الوادي البعيدِ و صوتُ 
قلبيَ عالقٌ بيني و بينكِ راغباً في أنْ يدقَّ مكانَ قلبِكِ
فاحضُني مني الذي لا يشتهي شيئاً سواكِ كما تَرَيْنْ.
الاحد ٣١/٨/٢٠١٤

السبت، 14 فبراير 2015

ثلاثية البحث عن وجه جديد


ثلاثيةُ البحثِ عن وجهٍ وحيد
شعر: علاء نعيم الغول 

مَنْ جاءَ بي لهنا و ألقى بي بعيداً
قالَ لي أنتَ الغريبُ فلا تُطِلْ سَعْياً هنا
فتِّشْ بعيداً عنكَ حيثُ رمَتْكَ نيَّاتُ الطريقِ
هنا المكانُ لآخرينَ و أنتَ من بلدٍ طغى فيها
الهواءُ على البنفسجِ و استباحَ البحرُ
رائحةَ المراكبِ و الجنودِ الميتين على شواطىءَ
من رمالٍ لستَ مِنْها و امتنِعْ عن ذِكْرِ مَنْ أحببتَ
يا هذا الذي تركوهُ مَنْسيِّاً هنا من غيرِ إسمٍ واضحٍ.

أحبَبْتُها و الوقتُ كانَ يصيبُني بالارتباكِ
و رغبةٍ للسيرِ أسرعَ قبلَ أنْ يضعوا النقاطَ على
الطريقِ بطاقتي ليستْ معي و أنا هنا رقمٌ 
تسلسلَ في كشوفِ اللاجئينَ و صورةٍ كانتْ 
أنا قبلَ اندلاعِ الحربِ قبلَ دقيقةٍ من موتِ مَنْ ماتوا
عراةً تحتَ أكوامِ الدمارِ حبيبتي صوتُ المدينةِ و هي
تدفعُ بي إلى الموتِ الذي لا أبتغيهِ الآنَ فارغةٌ  هنا كلُّ
الشوارعِ في انتظارٍ لا يُفَسَّرُ بعد نصفِ الليلِ أو قبلَ النهارْ

لا شيءَ ينتشلُ المساءَ من الفراغِ سوى وجودكِ في هوائي
كيفَ لا و الأغنياتُ الآنَ عالقةٌ على أسماعِنا ليلاً طويلاً
ليس لي مما تبقى غير عينيكِ اللتينِ أراهما ورقاً رقيقاً 
من قصائدَ حاربَتْ كلَّ المعاني كي يصيرَ العشقُ فيها
قُبْلةً ممتدةً بين الشفاهِ و بينَ صيفٍ أشتهيهِ ممدداً أيضاً
على بِيضِ الوسائدِ بارداً من غيرِ سوءٍ بيننا أيضاً
أنا دوماً أحبُّكِ يستبدُّ الشوقُ بي فيهزّ نوميَ تاركاً
 دفءَ التسللِ لابتسامتكِ الرقيقةِ في خيالٍ دافىءٍ أيضاً.
الجمعة ٢٩/٨/٢٠١٤  
     

مساومات


مساوماتٌ 
شعر: علاء نعيم الغول 

لم أستطعْ فهمَ الذي أبغيهِ من دنيا تساومُني و تُكْثِرُ من
ملاحقَتي بعيداً كنتُ أم بين الهواءِ و أنتِ تأخذُنا الحياةُ لما
تُحِبُّ و لا تراعي ما لدينا الآنَ من نيَّاتِنا لنصيرَ أفضلَ هكذا
ينتابُنا فرحٌ قصيرٌ فجأةً و نعودُ نبحثُ عن بدايتِنا التي قدْ أُنْهِكَتْ
وجَعاً و أسئلةً لماذا كلما جاء المساءُ يزيدُ فينا الاعترافُ و نوقِفُ 
التأنيبَ كيلا يفسدَ الكلماتِ و هي تذوبُ بين شفاهِنا صوتاً و طعماً
مثلَ طعمِ الماءِ بعدَ التوتِ أو خَوْخِ الندى لا تعرفونَ مَنِ التي في القلبِ
 تلكَ المستفيضةَ بالهدوءِ و وُدِّ أجنحةِ الحمامِ على فراخٍ أزغَبَتْ بالأمسِ
شاردةٌ بنا كلُّ اتجاهاتِ الهروبِ من الحقيقةِ و الحقيقةٰ لا دائماً مرهونةٌ
بالوقتِ أنتِ دقيقةٌ أو بعضُ ثانيةٍ و فَصْلٌ في مناخِ العامِ أو عامٍ سيأتي
حاملاً ألوانَهُ و توقعاتِ الصيفِ لي أنتِ التي قد أوجَدتْ في النفسِ ما لا
ينتهي من أمنياتٍ للحياةِ و قد نسيتُ الأمسَ بين يديكِ أتركهُ ليُدْفَنَ خلفنا
فلنا الذي سيجيءُ لا جدوى من التذكارِ نحن هنا لنحيا آمِنَيْنِ من الشرورِ
لكي نرى صُوَرَ السماءِ كما نحبُّ بدونِ غيمٍ شاحبٍ و لهيبِ شمسٍ حارقة.
الخميس ٢٨/٨/٢٠١٤

قبل النهار و بعد المساء


قبل النهار و بعد المساء
شعر: علاء نعيم الغول 

في الحبِّ أُنْكِرُ أنني أحيا لشيءٍ غيرهُ يشتدُّ بي شوقي إليكَ
و تأكلُ الساعاتُ من قلبي دقائقها البطيئةَ أشتهي لو تحتويني
بينَ أذرعكَ المَدِينةِ لي بدِفءٍ غائرٍ كالجُرْحِ فِيَّ يفيضُ تحْناناً إليكَ 
متى بَعُدْتَ و حينَ تأتيني بوجهِكَ آخذاً من حُسْنِ وجهيَ بسمةً 
يزهو بها أعطيكَ مِنِّي ما ادَّخرتُ لمثلِ هذا اليومِ أعرفُ كمْ يروقُ
لكَ التوددُ قربَ وردي و الشفاهِ و أنتَ منِّي رُدَّ لي وقتي الذي ما 
قلْتُ فيه أنا أحبُّكَ هل لنا أَنْ نأسرَ الطيرَ الذي لم يُعْطِنا سرَّ الصباحِ
و كيفَ نجتازُ الهواءَ إلى مقاعدَ تحتَ ظلِّ الزَنْزلخْتِ تعالَ كي ألقي
عليكَ تحيةً مسكونةً مِنِّي بصوتِ الوشوشاتِ و همسةٍ نحتتْ شفاهيَ
في خياليَ قُبْلةً لم يكتملْ فيها المساءُ أنا افْتَقَدْتُكَ حينَ بلَّلَني الشتاءُ
و قُلْتَ لي بيتٌ هناكَ على نوافذهِ لنا قطراتُ عشقٍ لنْ نضيِّعَ منهُ أوَّلَهُ
و نهربَ في أواخرِ نجمةٍ قبلَ النهارِ هنا سنبقى أيها الماضي على
دربي هنا أعطيكَ لونيَ و اعترافي بالذي خبَّأتُهُ بينَ الحروفِ لكي
أُعيدَ على مسامِعِكَ الذي أنْكَرْتُهُ لأراكَ جنبيَ دافئاً أخشى عليكَ الليلْ.
الأربعاء ٢٧/٨/٢٠١٤    




وصايا


وصايا
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تُخْفِ عنها ما بقلبِكَ و انْسَ أنَّكَ مرةً أخْفَقْتَ في تعريفِ
معناكَ البسيطِ لها و جرِّبْ مرةً أخرى التخلي عن ترددِكَ الذي
ضيَّعْتَ فيه اللحظةَ الأولى و أبديتَ البرودَ تجاهَ وَهْجِ شفاهِها
و كلامِها الورْديِّ كُنْ مُتَفَرِّداً في فَهْمِها و قراءةِ العينينِ من دونِ
اجتهادٍ غيرِ محسوبٍ و لا تدعِ المساءَ يمرُّ من غيرِ احتراقٍ منكَ
نحوَ حديثِها النائي كظلِّ حمامةٍ تركتْ غصونَ التوتِ نحو بيوتِ
أولِ قريةٍ متروكةٍ للشمسِ لا تتركْ مسافاتِ الهواءِ تكونُ واسعةً 
و تجعلُ من طريقِ الوردِ بينكما مكاناً لا يُريحُ هي التي تُعْطيكَ
منها الروحَ دِفْئاً وارفاً كالظلِّ في أيامِ آبَ كُنِ القريبَ لها متى
حاولتَ أنْ تُبْدي لها قُرْباً يدومُ و صوتُها الواحاتُ في صحراءَ 
تتبعُها الطيورُ لترتوي لا تجْعَلِ العُمرَ الثمينَ يمرُّ بينكما كما 
مرَّتْ سحاباتُ الصباحِ جميلةٌ هي طالما أوجدْتَ في أيامِها 
كرةً تُدَحرِجُها الحياةُ الى حدودٍ لا ترى إلا الحياةَ بلونِها المائيِّ
و الشفقِ الذي يروي حكاياتِ المغيبِ على نوافذَ لم تنمْ منذُ الشتاءْ.
الثلاثاء ٢٦/٨/٢٠١٤    






اشاعات


اشاعات
شعر: علاء نعيم الغول 

لَمْ نُعْطَ حتى الآنَ شيئاً و الطريقُ طويلةٌ و الشمسُ يصرعُها
المغيبُ على غيومٍ أيقنتْ أنَّ السماءَ تُعِدُّ شيئاً للمساءِ أنا و أنتِ
نُعِدُّ وَجْهَينا لأولِ كوكبٍ سيطلُّ بعد القُبْلةِ الأولى و آخرِ طائرٍ سيمرُّ
من فوقِ السطوحِ بدونِ أسرارٍ تأرِّقُ ليلَهُ مَنْ أنتِ حتى صرتُ مضطراً
لترتيبِ الصباحِ لها بشيءٍ لم يكن مُتَوَقَّعاً منِّي أنا العاديُّ و المسكونُ
بالولعِ الشديدِ للونِ وروارٍ و أغنيةٍ تلاحقُني إلى قلبي الصغيرِ حبيبتي
من أينَ نأتي بالمكانِ الحُرِّ و الورقِ النقيِّ من الخطوطِ المستقيمةِ و التي
لا تلتقي نحن التقينا في زمانٍ شحَّ فيهِ الحبُّ و اتخذتْ نهاياتُ الحروبِ
مكانَها في مفرداتِ رسائلٍ مكتوبةٍ للعاشقينَ مكانُنا صدفٌ على رملِ
الشواطىء تختبي فيهِ الإشاعاتُ التي ابتكرَتْ حروفاً لاصطيادِ عبارتينِ
لنا من البوحِ القصيرِ و حولَنا هذي العيونُ كأنَّها تمتصُّنا لنخافَ حتى
لا نعودُ نحبُّ لَمْ نُعْطَ الذي قالوهُ في كُتُبِ الهوى نحتالُ كي يستلهمَ
العشاقُ منَّا الإستماتةَ للبقاءِ كما تَرَوْنَ على حدودٍ أنْكَرَتْنا كي نمرَّ 
و نكسرَ الخوفَ الذي حفروهُ تحتَ خطىً تسيرُ بنا و نعرفُ أننا سَنَمُرْ.
الاثنين ٢٥/٨/٢٠١٤
      

في الطريق الى ستاربكس


في الطريقِ الى ستارباكس
شعر: علاء نعيم الغول 

مقهى و رائحةُ المكانِ و قهوةٌ لمستْ بأطرافِ الهواءِ شفاهَ
ثغركِ بارداً و تناثرتْ سُحُبُ الدخانِ على النوافذِ و انمحتْ 
آثارُ أصواتِ الذين تدافعوا ظهراً هناكَ تجرَّدي مما يُعيدُكِ 
لاحتمالاتِ التساؤلِ عن مصيرِ البحرِ وقتَ تكونُ ليلاً عن مدى
أثرِ الثلوجِ على جفونِ بنفسجاتٍ عند سورِ البيتِ عن أسماءِ مَنْ
تركوا المدينةَ و اختفوا بين المنافي و الحكاياتِ التي تأتي مع الآتينَ
من سفَرٍ بعيدٍ أو عن المعنى الذي بيني و بينكِ في زمانٍ لا يُعينُ على
التحركِ في اتجاهِ القلبِ يا قلبي الذي تركَ الطريقَ و لم يزلْ يحتاجُ
ما نحتاجُ حينَ يصيبُنا ألمُ التذكرِ أننا لسنا معاً و يصيبُني دوماً دوارُ
الإنتباهِ لصورتي في زحمةِ الماشينَ أعرفُ أننا كالطيرِ نبحثُ عن
بقايا الماءِ في قرميدِ أسقفِنا العتيقةِ في بطونِ حجارةٍ منسيةٍ جنبَ
الطريقِ أنا و أنتِ لنا طريقٌ آخرٌ سرنا على أشواكِهِ طوعاً على أملِ
الوصولِ إلى حدودِ العشبِ يا حبي الذي لم يرتكبْ إثْمَ الخياناتِ التي
امتلأتْ بها كتبُ الهوى و العشقِ مقهاكِ الصغيرُ مبللٌ بروائحِ القهوةْ.
الاحد ٢٤/٨/٢٠١٤    









رسائل من سهر و خوخ


رسائلُ من سهر و خوخ
شعر: علاء نعيم الغول 

لو كان يسعفُني الكلامُ لَقُلْتُ و استكفيتُ منكِ بما تقولينَ المهمُّ
هو الذي في القلبِ بَعْدُ و لمْ أَقُلْ منهُ الذي أحتاجُهُ يا ليلُ جرَّبْتُ
السكوتَ فضِقْتَ بي و مَلَلْتَ مِنِّي ثمَّ عُدْتَ تلومُني و تقولُ عنِّي ما
يُشَمِّتُ بي ستائرَ غرفةٍ أنزَلْتُها بِيَدَيَّ حتى لا أرى ظلِّي على شيءٍ 
هنا سأظلُّ أكتبُ عنكِ أهربُ في حروفٍ قدْ تكافئني أخيراً بالذي
أرجوهُ منكِ و لستُ أرجو غير ما قالتهُ لي تلكَ الفراشةُ عنكِ في نَيْسانَ
يا وجعَ المسافاتِ البعيدةِ أيها الموجُ الضعيفُ على رمالِ الصيفِ
يا هذا المكانُ الموحشُ المتروكُ لي من دونِ أسماءٍ أنا وحدي أحبُّكِ
قد نقَشْتُكِ في هوائي عطرَ خَوْخٍ ذابَ سُكَّرُهُ على شَفَتَيَّ أفكاراً
سأعبرُ في خبايا حُلْمكِ المشدودِ من طرفيهِ بالقلقِ الغريبِ أنا هنا
و هناكَ خلفَكِ في ثنايا أغنياتٍ قد تنوبُ عن الذي تخْشَيْنَ يوماً أن يزلَّ
بهِ لسانُكِ كم أخافُ عليكِ من بحرٍ تطاولَ مدُّهُ حتى استباحَ خطاي
فوقَ شواطىءٍ لم تنتبهْ للعُمْرِ فينا كيفَ يسحقُ خلفَهُ الماضي و يتركنا
بقايا ذكرياتٍ لا تعي معنى التعايشِ معْ رسائلَ كلها مكتوبةٌ بعدَ السهرْ.
السبت ٢٣/٨/٢٠١٤  

الأحد، 8 فبراير 2015

انتظار


انتظار
شعر: علاء نعيم الغول 

كأني لم أَعِشْ لكِ إِرْثُ عُمْرٍ ضاعَ بَحْثاً عنكِ جِئنا من بعيدٍ 
لم يكنْ في بالِنا شيءٌ كما الغرباءُ و الدنيا مفاجأةٌ نحاولُ أَنْ
نبررَها متى سنفيقُ من هذا الدُّوارِ حبيبتي و نسيرُ نحوَ البحرِ
نكشفُ قلبَنا للريحِ نلقي خلفَ ذاكَ الموجِ خارطةً مشوَّهَةً لأرصفةٍ
تناثَرْنا على أسمائِها ورَقَاً تلوَّنَ في العراءِ هنا سنبقى مُقْبِلَيْنِ عليكَ
يا بحرَ النبوءاتِ التي ما أورَدَتْنا في قوائمها الطويلةِ مرةً لسنا سوى
وَجْهَيْنِ بينهما نَمَتْ أشواكُ تلاتٍ و أكوامِ الترابِ على الحدودِ و كيفَ
نعبرها معاً و نُغافلُ العَسَسَ المدججَ بالبنادقِ أينَ موقعُنا على هذي
المسافاتِ التي اعتصرتْ خطانا في لهيبِ الإنتظارِ متى أراكِ و قد
تشابكتِ الأصابعُ تحتِ ظلٍّ فجأةً و تقابلتْ منا العيونُ بلا زجاجٍ
بينها و ستائرٍ مسدولةٍ مثل الضبابِ على نوافذَ غيرِ باردةٍ تعالَيْ 
ربما في الغيبِ ما يكفي لنبلغَ غايةً نشتاقُها فأنا أحبكِ دونَ تعديلٍ
على تقويمِ قَلْبَيْنا و أولِ كوكبٍ يجري على وجهِ السماءِ و قد عرفتُ
كم الحياةُ تطيبُ بينَ يديكِ أنتظرُ الزمانَ مع المكانِ و لن أمَلَّ الإنتظارْ.
الجمعة ٢٢/٨/٢٠١٤  










عنيدة هي الحياة


عنيدةٌ هي الحياة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما السرُّ في أني أحبُّكِ لستُ أعرفُ كيفَ صرتُ أحبُّ أنْ
أصحو لأسمعَ صوتَكِ المبلولَ بالشمسِ التي تَرَكَتْكِ لي رُمَّانةً
لا أشتهي فيكِ الذي قد يشتهونَ أنا أحبُّكِ تاركاً وجعَ المسافاتِ
التي لا ذَنْبَ لي في وُسْعِها أو ضيقِ نافذةٍ ترى بحراً بعيداً 
عندما أشتاقُ لا أجدُ الذي يُدْنيكِ مِنِّي غير قلبي فيهِ صوتُكِ فيهِ
أولُ ما سألتُكِ عن مصيرِ الأقحوانةِ في هواءٍ بيننا لا بدَّ أنَّكِ
تعرفينَ مدى احتمالِ الشمعِ و هو يُضيءُ وجْهَيْنا أحبُّكِ دونَ 
تذييلِ الرسالةِ باسمِ عِطْرِكِ و هو يوشِمُ جِلْدَكِ العاجيَّ بالفوضى
التي تَتْلو ترانيمَ اللقاءِ على فِراشِ الريحِ في ليلٍ تَجَزَّأَ ألفَ
أمنيةٍ و أغنيةٍ هي الدنيا التي لم تُعْطِنا لغةَ التحايلِ كي نرتبَ
جملَتَيْنِ تغيرانِ حدودَنا و الدَّرْبَ هاربةٌ بنا أسماؤنا تَنْهيدَتَيْنِ على
عناقٍ لمْ يزلْ طيفاً لماذا كلما حانتْ لنا فُرَصٌ تضيعُ و لا تُرَتِّبُنا
الحياةُ لها و كمْ هيَّأْتُ نفسي مرةً و بقيتُ منتظراً فلا فُرَصٌ تجيءُ
أنا أحبُّكِ آملاً في أَنْ نكونَ هناكَ يوماً ما بعيداً حيثُ يُسْعِفُنا الأملْ.
الخميس ٢١/٨/٢٠١٤ 

اغتراب



اغتراب
شعر: علاء نعيم الغول 

في غرفتي هذا المكانِ المنزوي في آخرِ البيتِ الصغيرِ
بطيئةً تمشي الحياةُ و لا أرى بُدَّاً من النومِ العميقِ على
وسائدَ لا أُرِيها الشمسَ أكثرَ من دقائقَ في الصباحِ و أسمعُ
الماشينَ مقتَنعينَ بالفوضى التي عمَّتْ مدينتنا التي سقطتْ على
هذي الخريطةِ صدفةً و بدونِ تبريرٍ كما لا ينبغي منِّي التوسُّع
في اتِّهامي بالتحاملِ هؤلاءِ السيئونَ يقاسمونكَ كلَّ شيءٍ في
المدينةِ يتركونَ رواسباً لا تنمحي بالحربِ أصحو هكذا و يدي تمدُّ
أصابعي نحو المنبِّهِ لا يزالُ السيّئونَ يجاهرونَ بقُبْحِهِمْ في شارعٍ
لمْ يخلُ من ضوضاءَ تحفرُ في الهواءِ سِبَابَهُمْ و أنا أحاولُ أَنْ أرى
وجهي بريئاً من ذنوبِ مدينةٍ لم تُعْطِني مما أريدُ سوى انتظارٍ
عالقٍ في تكَّةِ البندولِ في رنَّاتِ هاتِفِيَ الذي ما مرَّةً أشفى الفؤادَ
و غُرْبَتي تشتدُّ في وضحِ النهارِ و تنتهي في الليلِ حينَ أكونُ قدْ
رتَّبْتُ نوميَ هادئاً وحدي في روايةِ دوسْتُفِسْكِي "الأبْلهُ" الآنَ النعاسُ
قد استبدَّ و حين أصحو سوفَ أسألُ عن مدينتيَ التي للسيِّئينْ.
الخميس ٢١/٨/٢٠١٤   






قبل النوم و عند السفر


قبل النوم و عند السفر
شعر: علاء نعيم الغول 

تشتاقُ لي و تقولُ كم تشتاقُ لي و تحبُّني و أقولُ كم للحبِّ
من وجهٍ و صوتٍ يحفرُ الزمنَ الذي فتَقَتْهُ أنَّاتُ المساءِ و شوقُ
مَنْ سهروا على ضَوْءِ الشموعِ تمرُّ بي صورُ النهارِ فلا تروقُ
لناظرِيَّ سوى المدينة و هي نائمةٌ على نيَّاتِنا و شحوبِ أسماءِ
الشوارعِ و الطريقُ إليكِ يرتِقُ ضوءَهُ مصباحُ مقهىً لمْ يجربْ بعدُ
زوَّارَ الشتاءِ و لسعةَ البردِ الطويلةَ كم أحبُّ أنا التوحدَ فيكِ أنسى
أنني من كوكبٍ تتآمرُ الأجرامُ فيما بينها ليحيدَ شيئاً مثلما يسعى
الوشاةُ هنا لنتركَ ظلَّنا بينَ البيوتِ و ظلُّنا متآمرٌ شيئاً يدلُّ على
خطانا لا تعيدي الأغنياتِ كما سمعناها معاً وقتَ انتظارِ الحافلاتِ 
و غيِّري في آخرِ الجملِ المُمِلةِ هل لنا أنْ نلتقي عندَ انتهاءِ الصيفِ
في تشرينَ حين يجيءُ في لونِ ابتسامتِكِ الخريفُ معلقاً في الطيرِ
في سرْبِ الفراشِ و لهفتي للبوحِ أكثرَ و اسْمِعيني اليومَ قبلَ النومِ
ما في القلبِ منْ أسرارِهِ و صدى الترددِ من عباراتِ اعترافٍ كم يغيِّرُ 
في اعترافي في الصباحِ أنا أحبُّكِ و المكانُ يضيقُ بي وجعاً و حُبْ.
الاربعاء ٢٠/٨/٢٠١٤   

للشمس لون و للنهر خاصرة


للشمسِ لونٌ و للنهر خاصرة
شعر: علاء نعيم الغول 

لمْ أُعْطَ هذا القلبَ كي يبقى أسيراً مرةً و مُهَجَّراً يزدادُ فيه البحرُ
ملحاً و الهواءُ سخونةً و بيوتُ أسكيمو الشمالِ برودةً و العائدونَ
إلى الجبالِ تغيراً في فهمِهمْ للريحِ و الريشُ الذي غطَّى البحيرةَ
لونَ طيرٍ عابرٍ يا قلبُ لا تأخذْ بما قالَتْهُ فهي تضِنُّ ليسَ كما تظنُّ
و إنما خوفاً و شيئاً آخراً كتَبَتْهُ لي ذاك المساء على المسافةِ بينَ
دقاتٍ تمنَّتْ أَنْ تقولَ بصوتِها ما الحبُّ في زمنٍ أعادَ محاكمَ 
التفتيشِ و العشقُ المدوُّنُ في رموزٍ لا تفسرُ نفسَها و أنا أحبُّكِ
شاهراً سيفَ المواجهةِ الوحيدةِ لي على جَفْنيكِ بينَ يديْكِ عندَ
شفاهكِ العطشى لماءِ الوردِ نهرُكِ جارفٌ و مراكبي مفتونةٌ دوماً 
برغوتٍكِ الغنيةِ باحتمالاتِ العناقِ هناكَ  قبل الانحداراتِ السريعةِ
فامسكي بيدي كما أمسكتُ خصْرَكِ مرةً و دعي يديكِ كما اتفقنا
بيننا في الليلِ و اختبئي معي في السروِ بينَ غصونِ كُمَّثْرَى 
الصباحِ و حرِّري رمَّانَكِ الصيفيَّ من ضيقِ الفساتينِ المليئةِ شهوةَ
البِلَّوْرِ للشمسِ العنيدةِ و اعبري هذا المكانَ معي أخيراً للحياةْ.
الثلاثاء ١٩/٨/٢٠١٤    

حب على حافة الحرب


حبٌ على حافة الحرب
شعر: علاء نعيم الغول 

شيءٌ ما و شيءٌ لستُ أفهمُ كيفَ يجعلُني أتابعُ مجرياتِ الحربِ
رغمَ قناعتي بضرورةِ النومِ الطويلِ بلا اكتراثٍ حولَ ما قالوهُ بعدَ
الكشفِ عن مرضٍ سيفتكُ بالمدينةِ أيُّ أرضٍ هذهِ و أنا و أنتِ تجمَّعتْ
فينا الحياةُ كحوضِ ماءٍ عندَ مجرى النهرِ نجنحُ للخروجِ إلى فضاءٍ
لم تُثَقِّبْهُ النجومُ و لم يلوِّثْهُ الهواءُ و لا تُرَى فيه السماءُ مخيفةً أدركتُ
أنَّ وجودَنا رَهْنُ التغيُّرِ في الفصولِ و بعد أن صرنا أخيراً طيبينَ
تبدَّلَتْ أفكارُهم عنا و صِرْنا آبِقَيْنِ و أهدرتْ دمَنا القبيلةُ علقتْ صوراً
على كلِّ المداخلِ كي يحاصرَنا المكانُ و فوهاتُ بنادقِ الواشينَ مَنْ 
أعطاهمُ حقَّ التآمرِ ضدَّنا لِمَ فتَّشوا عنا هنا تحتَ الرذاذِ و فوقَ أسطحِ
قريةٍ فضحتْ لنا نيَّاتِنا و تسابقَتْ لتشي بنا لِمَ كلُّ هذا الإندفاعِ
وراءَنا يتلصصونَ ليعرفوا كيفَ استطعنا النومَ مُحْتَضِنَيْنِ ما في
الليلِ من هربٍ و ما في العمرِ من تعبٍ و ما في القلبِ من نزفٍ متى
ستطيعُنا هذي الحياةُ فلا نخافُ و نعتلي ظهرَ الكلامِ فلا نزلُّ أنا
أحبُّكِ تاركاً خلفي اتهاماتِ الوشاةِ و تاركاً نفسي بلا أبوابَ تمنعني.
الاثنين ١٨/٨/٢٠١٤  
    





فراغ


فراغ
شعر: علاء نعيم الغول 

صوتي يقي صوتي التليُّفَ في ثنايا الحلقِ من صمتٍ ترسبَ
في الحروفِ تذوبُ عنْ أوتارهِ كُتَلُ الجليدِ متى ذكرتُكِ هكذا عيناي
تتقيانِ حين أراكِ هالاتِ الفراغِ و عتمةَ التركيزِ في صورٍ مكررةٍ
و تهربُ من خيالاتي الظنونُ متى افتقدتُّكِ فجأةً و أصيرَ أكثرَ
 فتنةً بالشمسِ بالورقِ القديمِ و ذكرياتي عن طوابعَ للبريدِ و لونِ
أحبارِ الرسائلِ أينما يمتدُّ صوتُكِ فيََّ تنفضُ ريشَها تلكَ اللقالقُ في
الهواءِ و تبعدُ الغيماتُ تتخذُ السماءُ لوجهِها غجريةً سمراءَ واسعةَ
العيونِ و في مفاتِنِها انهياراتُ الأنوثةِ في ثيابٍ يشتهيها الصيفُ
أعرفُ كيفَ هذا الحبُّ يجعلُنا قبائلَ يقلبُ التاريخَ عنْ ظهرِ الرتابةِ
لا يجادلُ في الذي سيكونُ يفتحُ مثلَ باندورا الصناديقَ العجيبةَ
حظنا منها المزيدُ منَ الترقبِ و التَّمَنِّي و التباهي أننا عشاقُ وقتٍ
سيِّءٍ و مفاجىءٍ كالحربِ تنتحرُ التقاليدُ العتيقةُ عندَ مذبحهِ البريءِ
تقولُ لي هيَ كُلُّ ذنبي و الجحيمُ و ما اقترفتُ هي الخلاصُ منَ
الفتورِ و عودةُ الكافورِ بالظلِّ الوفيرِ على ضفافِ القلبِ في نيسانْ.
الاحد ١٧/٨/٢٠١٤     

اشتباه


اشتباه
شعر: علاء نعيم الغول 

و يشتبهونَ فيَّ أنا الذي قتلوهُ بالأمسِ القريبِ و عجَّلوا في دفنهِ
في بقعةٍ منسيَّةٍ و تقاسموا نخبَ التخلصِ منْ وجودي عائقاً في
صفقةٍ قد لا تُكَرَّرُ هل بُعِثْتُ أمِ الذي قتلوهُ يشبهُني و يكتبُ شعْرَهُ
أيضاً على وجهِ الرغيفِ و قشرةِ اللوزِ المُعَفَّرِ ليسَ يشبهني سوى
ظلِّي و شيءٌ في مرايا لا أنظفُها سوى في موسمِ العشاقِ ألبَسُ
وقتَها لونَ السماءِ و زهرةِ الرمَّانِ يا وطنَ الفتاوَى و الشكاوَى هلْ
لنا حقُّ التآمرِ مثلَهم كي يصبحَ البحرُ الكبيرُ حظيرةً مفتوحةً لمرورِ
مَنْ مرُّوا قديماً لاغتصابِ الرملِ مَنْ جاءوا بمِقْصَلةٍ لنصْبِحَ قلةً لمَ
كلَّما وجدوا عشيقاً شردوهُ و حرَّقوا ورقَ الرسائلِ فوقَ قبرِ عشيقةٍ
أخرى على مرأى منَ الموتى و عُشْبٍ بالغتْ ألوانهُ في الصمتِ لا
تَخْشَيْ على الحُلُمِ الذي سيجيىءُ يوماً ما و ننسى عندها ألمَ
الأماني لا أحبُّكِ كي أكررَ موتَ عشَّاقٍ المساءِ و قَتْلَ دوريٍّ صغيرٍ
بيننا ما ليسَ يعرفهُ الوشاةُ و قلبُنا بابُ المغاراتِ العميقةِ في بلادٍ
حرَّمَتْ ما ليسَ يَحْرُمُ فالبَسي هذا البياضَ و قَبِّلي شَفَتَيَّ قبلَ الليلْ.
السبت ١٦/٨/٢٠١٤  
     

تفاهات في مكان ما و ليل بطيء


تفاهاتٌ في مكانٍ ما و ليلٌ بطيء 
شعر: علاء نعيم الغول 

كم ضاقَ بي هذا المكانُ و ضاقَ بي وقتُ النهارِ و لمْ
أجِدْ للبحرِ وجهاً واضحاً و أنا أفكِّرُ في الرحيلِ إليكِ  لا
أدري متى سنكونُ أقربَ للتنازلِ عنْ هويَّتِنا التي لمْ تعطِنا
حقَّ العبورِ إلى الطريقِ متى ستجمعُنا الطريقُ لكي نحققَ
معجزاتِ الإنتطارِ على حدودِ الوهمِ نسحقُ في الحصى معنى
التعلقِ بالحياةِ بدونِ جدوى و الحياةُ أنا و أنتِ و ما ارتضينا
أنْ نعيشَ له بعيداً عن تفاهاتِ الذينَ ينافقونَ اللهَ في كلماتِهمْ
و يسوِّقونَ الخوفَ كي نبقى بلا رأي تعالَيْ نكتبُ التاريخَ فوقَ
جلودِناً وشماً من القُبَلِ المليئةِ باعترافاتٍ تغيرُ كلَّ ما قالوهُ في
العشقِ النقيِّ و ما تناقلهُ الرعاةُ على مروجٍ لا تفيقُ على صفيرٍ 
للهروبِ إلى ملاجىءَ كلها مفتوحةٌ للموتِ رائحةُ الصنوبرِ من بعيدٍ
تحملُني إليكِ حبيبتي و أرى نوافذَكِ المضيئةَ ينزلُ الليلُ البطيءُ
على ضفائرِ أغنياتٍ تجعلُ القلبيْنِ منا زنبقاتٍ يشتهي فيها الصباحُ
بدايةً لا تنتهي و نهايةً لبدايةٍ أخرى لنا فيها مكانٌ آخرٌ و توقعاتْ.
الخميس ١٤/٨/٢٠١٤  

مدينة برصيف واحد


مدينةٌ برصيفٍ واحد
شعر: علاء نعيم الغول 

دوماً أنا دوماً أُلامُ و لا ألومُ و لا أرى غيري وحيدٌ ليس لي 
غيري و أقبلُ أنْ أسيرَ بدونِ تغييرِ الرصيفِ و حينَ أقطعُ شارعاً
يزدادُ فيَّ الإغترابُ مدينتي مثلي تحاولُ أنْ تبدلَ أهلَها لبدايةٍ
ليستْ معقَّدَةً أراني الآنَ أسلخُ من سوادِ الليلِ ظليَ أسمعُ
الخطواتِ مفزعةً و أعبرُ في طريقٍ خلفه تبدو الأمورُ مريحةً خلفي
المدينةُ بقعةٌ سوداء إلا من نوافذَ مثل نيرانِ البنادقِ في اشتباكٍ
بينَ تجارِ الحشيشِ حبيبتي هل تعرفينَ كمِ افتقدتكِ و المساءُ
يشدُّني لقراءةِ الكتبِ القديمةِ و التسكعِ بينَ صفحاتِ الجرائدِ
وجهُكِ ارتسمتْ عليهِ الإبتسامةُ و الشفاهُ تقولُ لي أنتَ الحبيبُ
و لا أراكِ و يعتريني الشوقُ أكثرَ كلما فتشتُ في عينيَّ عنكِ
هي المدينةُ بيننا فتهيَّأي لنحيدَ عن طرقِ القوافلِ و اتباعِ الشمسِ
كي نجدَ المغيبَ معلقاً في هُدْبِ غيماتٍ على الطرفِ البعيدِ من
السماءِ تهيَّأي لنعيدَ سيرتَنا على ورقِ القصائدِ و اتهام العُمْرِ في
تضييعِ أثمنَ ما لدينا كم ألامُ و كم أحبُّكِ دونَ تغييرِ الرصيفْ.
الجمعة ١٥/٨/٢٠١٤    

حبيبتي و أنا و تيمورلنك


حبيبتي و أنا و تيمورلنك
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تفزَعي مما ترينَ حبيبتي تيمورُلنكُ أتى إلى هذي البلادِ
أتى قديماً من وراءِ النهرِ حرَّقَ هذه الدُّورَ التي ذابتْ رماداً قتَّلَ
الماشينَ و انتعلَ الخرابَ و يزدهي بالزردِ و الجُنْدِ التي جاءتْ إلى
ما ليسَ تعرفهُ و يشبهُها و تعرفُ يا ابن خلدونَ الحكايةَ و التخلصَ
من براثِنِهِ المميتةِ هل بقتلكَ ينتهي هذا النزيفُ و يرجعُ الموتى و مَنْ
تركوا الخيامَ أنا و أنتِ ضحيةُ التزييفِ في التاريخِ و التقليلِ منْ
شأنِ البنفسجِ في استمالةِ قلبكِ المعجونِ بالقلقِ المليءِ توقعاتٍ كلها
مفتوحةٌ للنومِ أطولَ و الوقوفِ على طريقٍ آخرٍ للوردِ تنكرُنا الحدودُ
و لا ترانا مائلَيْنِ إلى الشحوبِ من انتظارِ الحافلاتِ المستحيلةِ لا
تراعي ما احتَمَلْنا كي تعامِلَنا المسافةُ بالقليلِ من التوددِ و الهدوءِ
حبيبتي لسنا عراةً تستبيحُ الشمسُ رقةَ جلْدِنا و الريحُ دفءَ شفاهِنا
و الموجُ ضَعفَ شواطىءِ الصيفِ التي عَشِقَتْ أغاريدَ الصباحِ أنا
و أنتِ مقسَّمانِ على مصابيحِ الطريقِ و نزعةِ المدنِ السريعةِ للتخلي
عن مداخِلِها لأولِ عابرٍ في الليلِ كوني لي أكُنْ عينيكِ دون ترددٍ منِّي.
الأربعاء ١٣/٨/٢٠١٤     

جنود يكرهون الحب و الحرب


جنودُ يكرهون الحبَّ و الحرب
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تسْألوا مَنْ ذا الذي جعلَ الطريقَ إليَّ فَتْحاً لا أطيقُ جنودَهُ
يستلُّ في قلبي صوارمَ مُقْلَتَيْهِ و مُوْجِعاتِ رموشِهِ و أنا الضعيفةُ
لستُ أحتملُ احتراقَ ستائري بهواءِ همستِهِ دعوا تلكَ الرماحَ تُحيطُ
 بي و تقودُني لمليكِ قلبيَ و افرشوا البُسُطَ الطويلةَ كي يُتَوَّجَ آخذاً
عهدي لهُ بالحبِّ لا أرجو سوى أسوارهِ تحمي ضلوعي من رماةٍ
همُّهمْ أَنْ يُسْقطوني عن جوادِكَ فاعْدُ بي كالريحِ نتركُ خلفَنا هَرَجَ
المعاركِ للعواذلِ و الغُبارُ يسدُّ أنفاسَ الحواسِدِ أنتَ لي ما ضاعَ 
منِّي لنْ تحاربَ بعدَها لتكونَ أنتَ أَسَرْتَني و أَسَرْتُ قلبَكَ في كمائنِ
قُبْلَتي و يَدَيَّ سَرِّحْ ما تشاءُ من الجنودِ سأكتفي بفسيحِ عرْشِكَ
أيها المتوثِّبُ المفتونُ بالشِّعْرِ الذي قالوهُ فيكَ لطالما طَمْأَنْتُ قلبيَ
أنهُ سيكونُ تُرْساً في وطيسِ رسائلٍ محفورةٍ في ريشِ طيرٍ لا يعودُ
أنا أحبُّكَ هكذا من دونِ نزعِ أظافريِ و الزَّرْدِ عن كتفيكَ يا صَوْمي 
الطويلُ الآنَ تُرْوَى كلُّ أوردتي بماءِ شفاهِهِ و أنامُ تحتَ نوافذِ السهرِ
الغنيِّ بعطْرهِ شفتاي آخرُ قلعةٍ تهوي على شفَتَيْهِ يا حبَّ الفتوحاتِ انْتَصَرْتَ.
الثلاثاء ١٢/٨/٢٠١٤  

اعترافات


إعترافات
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا يفيدُكَ كلُّ هذا الإعترافِ و أنْ أعيدَ أنا أحبُّكَ في الصباحِ
أهيمُ فيكَ مع المساءِ تذيبُني شوقاً متى هاتَفْتَني وقتَ الظهيرةِ
أشتهي عينَيْكَ حين أكونُ وحدي أقْلِبُ الورقَ المُجَرَّحَ بالقصائدِ 
كلما أرَّقْتَني برقيقِ صوتِكَ أفتحُ الشباكَ للقمرِ البعيدِ و همسِكَ
المسكونِ في طيفٍ يداعبُ خاطري فأظلّ حائرةً كأنِّي مسَّني ما
لا يغادرُني أرى في الليلِ وجهكَ فوقَ أشيائي و مُذْ أحْبَبْتَني
و الثوبُ لم أخلَعْهُ خشيةَ أنْ تراني أينما وليتُ لا يكفيكَ أني الآنَ
أكتبُ عنكَ في صُحُفي التي سطَّرْتُها لتكونَ أجملَ حينَ تقرأُها
و أبحثُ عنكَ في أصواتِ مَنْ غنُّوا لنا و لغيرِنا لأُرِيكَ كيفَ أنا
أحبكَ أيها الغازي المرفَّهُ لمْ تُرِقْ دمَكَ الأثيرَ على قلاعيَ بلْ عبَرْتَ
و أنتَ يُهْتَفُ باسمِكَ المنصورِ في جنباتِ قلبيَ كيفَ لا و يدايَ
ترتعشانِ منْ خفقاتِهِ لكَ كلُّ هذا الإعترافِ فعُدْ إليَّ و لا تسَلْني
بعدَها عنْ لونِ وجهيَ و احمرارِ الوردِ في بستانِ بيتيَ أيها
الآتي و في قدميكَ آثارُ المسافاتِ التي ما قرَّبَتْ بيني و بينكَ شارعاً.   
الأثنين ١١/٨/٢٠١٤







قبل المواسم بشمس و سنبلة


قبلَ المواسمِ بشمسٍ و سنبلة
شعر: علاء نعيم الغول 

مأساةُ صوتي أنه من أصلِ سنبلةٍ على طُرُقِ الرعاةِ تهزهُ
شمسُ الحقولِ فترتخي فيه السذاجةُ تنثني فيه الحروفُ فلا
تروقُ لها البساطةُ فيهِ يا صوتي الذي منِّي توقفْ حينَ يُعطي
القلبُ نبرَتَكَ الخفيَّةَ للحروفِ و إسمِها و قُلِ الذي عذبتني في
حِمْلِهِ ليصيرَ عَذْباً وقتَ تنطِقُهُ لها و تقولُ عنكَ كلامَها المشدودَ 
لا تحزَنْ غداً وقتَ الشتاءِ تصيرُ أنتَ مشبَّعاً بالدفْءِ بالنعناعِ
صوتي لا تعاتبْها المساءَ و لا تَقُلْ للسنبلاتِ عن الذي قالَتْهُ فيكَ
فتنثرَ الشمسُ الخجولةُ عندها ألمَ المواسمِ فوقَ أحواضٍ منَ
المَنتورِ و الريحانِ يا صوتي القديمُ كشجْرةِ التوتِ البعيدةِ فوقَ
رملٍ أصفرٍ هي ربما لم تعرفِ الماءَ الذي غذَّتْكَ منهُ تلالُنا و النبعُ
و الشهدُ الذي من زهرةِ الرمانِ فيكَ أنا و ليتَ حبيبتي تدري كم
الوقتُ الذي ضيَّعْتَهُ لتصيرَ صوتيَ لا تروقُ لها كثيراً ربما فيكَ
المزيدُ منَ السذاجةِ و المدينةُ لم تُلَطِّفْ فيكَ ما تحتاجُهُ
لتكونَ أعذبَ لا تقُلْ فقطِ اجعلِ النبراتِ حينَ تحبُّها أنقىْ.
الأحد ١٠/٨/٢٠١٤ 

حب أنقى و إذاعات رخيصة


حبٌّ أنقى و إذاعاتٌ رخيصة
شعر: علاء نعيم الغول 

غيري يحبُّ و لا يري و أنا أحبُّ و ما أراهُ أصابني بالحبِّ
أكثرَ و التي بيني و بين عيونِها هذي المسافةُ جرَّبَتْ فِيَّ الشواطىءَ
و هْيَ مائلةٌ إلى لونِ البياضِ و علَّقتْ قلبي الصغيرَ بحوصلاتِ
نوارسٍ مضطرةٍ للموتِ بعدَ عواصفٍ أخذتْ مراكبَها الأخيرةَ أسمَعَتْني 
 صوتَ طلْقاتِ الرصاصِ على حدودٍ أشعلَتْها الحربُ مراتٍ و قالتْ لي
أغانيكَ الكثيرةُ بعضُها لعلاقةٍ ليستْ تناسبُنا و حاولْ أنْ تنقيها منَ 
الجُمَلِ المثيرةِ في الصباحِ نكونُ أنقى بعد أحلامٍ تُعيدُ لنا الحياةَ 
و نقرأُ الصحفَ المُعَدَّةَ باقتدارٍ كي نرتبَ نفسَنا لمفاجآتٍ لا تراعي
رأينا في ما يدورُ هنا و ما يجري هناكَ كأننا أحجارُ شطْرَنجٍ على 
رُقَعِ الهزائمِ لا أحبُّ حبيبتي غير الذي تعطينني إياهُ من فرحٍ و وقتٍ
للتخلصِ من بقايا ما كَرِهْتُ من النفاقِ على محطاتِ الإذاعةِ و الصفاقةِ
في عناوينِ المقالاتِ الهزيلةِ أنتِ لي هذي المحارةُ فاكسري عنكِ القيودَ
و حرري عينيكِ من ضوءِ الشموعِ و هذهِ الغرفِ المقيتةِ و اخرُجي ألقاً
يضيىءُ مسافةَ البُعْدِ الطويلةِ بيننا و يعودُ دفئكِ حين يجمعنا المساءْ.
الاحد ١٠/٨/٢٠١٤  

غزاة و عاشقون


غزاةٌ و عاشقون
شعر: علاء نعيم الغول 

قالَتْ لي أحبُّكَ مثلما أوصى الغزاةُ العاشقينَ بأنْ تكونَ لهم
قلوبٌ لا تهابُ كما القراصنةُ الذينَ يقلِّبونَ الموجَ بحثاً عن طريقٍ
آخرٍ لجزائرِ الذهبِ الدفينِ كما النسورُ على رؤوسِ جبالِ طوروسَ
القديمةِ تنهبُ الجوَّ الفسيحَ بصوتِها قالتْ أحبُّكَ دونَ فَرْزِ مشاعري
و حروفِ أغنيتي التي أُرْهِقْتُ من تدوينِها في دفترٍ متناثرٍ بيني 
و بينَ وسائدي و العطرِ قالتْ لي أحبُّكَ مثلَ نقشٍ غائرٍ في معبدٍ 
تركوهُ تأكلهُ الطيورُ بظلِّها و أنا أراكَ كما ترى في الماءِ وجهَكَ واضحاً
متسلقاً غيمَ السماءِ بنظرتيكَ إليَّ قالت لي أحبُّكَ مثلما فعلَ الغريبُ
غداةَ قالَ غداً سأرجعُ تاركاً إسمي هنا للذكرياتِ و مَنْ يُغَرِّبُ نفسَهُ
بعدي أحبُّكَ مثلَ نَيْلُوفَرْ على وجهِ البحيرةِ يسحبُ الشمسَ البعيدةَ من
ذوائِبِها الطَّريةِ كيفَ لي ألا أحبكَ و التلاشي فيكَ يشبهُ لونَ عذراءٍ
تُزَفُّ إلى سريرٍ يشتهي منها الهواءُ الدَّهْشَةَ الأولى و نظرتَها لمرآةٍ
تعرِّيها أمامَ الليلِ قالتْ لي أحبُّكَ دونَ تسميةِ الذي في القلبِ نحوكَ
أكتفي بالتوصياتِ من الغزاةِ و من قراصنةِ القلوبِ و ما تقولُ الأغنياتْ.
السبت ٩/٨/٢٠١٤   

رذاذ على وشاح بارد


رذاذ على وشاحٍ بارد
شعر: علاء نعيم الغول 

ما عاد يغريني المزيدُ من النقودِ و لا اتساعُ شوارعٍ تجري
كأوردةٍ بلا قلبٍ على وجهِ المدينةِ لم يعدْ ينتابني الفرحُ القديمُ
حبيبتي و أنا أرددُ أغنياتٍ كانَ يحفظُها المساءُ على مداخلِ
بيتِنا و البحرِ ما عدتُ الذي حاولتُ أن أُبقِي عليهِ مرتَّباً مثلَ
الفصولِ على التقاويمِ البعيدةِ في طقوسِ الأنقياءِ من التساؤلِ
ما أريدُ هو التسربُ فيكِ أسري حيثُ ينبعُ دفئكِ السِريُّ يسحبني
عميقاً في تلافيفِ الغيابِ على رقيقِ الروحِ منكِ أريدُ أن أجدَ الذي
فتشتُ عنهُ على حدودِ العشبِ يا سفري المؤجلُ و الذي لا بد منهُ
علاقتي بالأرضِ تُرْجِعني إليكِ كما الطيورُ إلى العشوشِ على رؤوسِ
السروِ جربتُ التناثرَ كالرذاذِ على وشاحكِ و التصقتُ بلونِ جلدِكِ
رائقاً كالماءِ في طبقِ الزجاجِ و بارداً كالريشِ تذروني الرياحُ كقشةٍ
متروكةٍ لمصيرِها ماذا لو اخترنا الطريقَ معاً و سِرْنا خلفَ رائحةِ
اللافندرِ أنتِ فاتنةُ المكانِ و صوتُ قطراتِ الندى فوقَ الزجاجِ و بعدَ
عامٍ سوفَ نعرفُ كيفَ صرنا هكذا بيني و بينكِ ما نُحِبُّ و نشتهيْ.
الجمعة ٨/٨/٢٠١٤   












عراة في طريق ضيق


عراةٌ في طريقٍ ضيقٍ
شعر: علاء نعيم الغول  

يا ليلُ لا تُفْسِدْ علينا الليلَ تتركُنا عراةً منكَ يفضحُنا
النهارُ أمامَ دوريٍّ و أولِ عابرٍ يضعُ الصباحَ على شفاهٍ
لا تقولُ سوى صباحُ الخيرِ يا أهلَ المكانِ المستفيضِ بِمِسْكِ 
ما بُحْتُمْ بهِ و يسيرُ ذاكَ العابرُ الغَيْمِيُّ في بلَلِ الضُّحَى و لنا
هنا أرواحُنا بينَ الحِياضِ تطوفُ حولَ قرنفلاتٍ غير خائفةٍ سنرجعُ
مرةً أخرى نرتبُ ليلَنا لنهارِنا نحتاجُ عمراً فارغاً فيهِ البدايةُ قبلةٌ تأتي
بأيامٍ نعيشُ لها و نعرفُ حينَها معنى الوجودِ أحبُّ أن نبقى معاً في
بقعةٍ متروكةٍ في أي وادٍ لا يمارسُ رغبةَ الريحِ القديمةِ في اقتلاعِ
مسافتَيْنِ على طريقٍ ضيقٍ نمشيهِ ليلاً تحتَ أضواءِ النجومِ  مكاننا
يبقى لنا حتى و إنْ قفلوا الحدودَ و أجبروا فينا العيونَ على انتظارِ
مسافةٍ أخرى سأنتظرُ الطريقَ و كلَّ ما تحتاجُهُ هذي المحطةُ كي
أسيرَ إليكِ منتشياً برائحةِ اللقاءِ و حرِّ هذا القلبِ أطلِقُ ما لديَّ من
الحمامِ لكي يرفرفَ حولَ بابِكِ حاملاً منى الهواءَ و صورتي عندَ 
المحطةِ و ابدأي نحوى الخُطى لنكونَ أقربَ عند أولِ شجْرةٍ جنبَ الطريقْ.
الخميس ٧/٨/٢٠١٤      

في البدء كان الله


في البدء كان الله
شعر: علاء نعيم الغول 

اللهُ قبلَ الحربِ يبقى اللهَ بعد الموتِ يبقى مَنْ نذِلُّ له
ليرضى كي نعيشَ لما نُحِبُّ أنا أسيرُ كما ترى في شارعٍ
متقوقعٍ كمخيلاتِ العاطلينَ على الرصيفِ و لا أرى أحداً بريئاً
من إساءاتِ الرتابةِ و الفراغِ تشدُّني صورُ الحوانيتِ الرديئةِ للوراءِ
تُخيفُني بشحوبِ أبوابٍ تغطيها الكتاباتُ الهزيلةُ عن نداءاتِ الفصائلِ
قبلَ أعوامٍ لتجديدِ المقاطعةِ الطويلةِ للبضائعِ من يهودَ و أستمرُ كما
أنا في البحثِ عن نفسي و أنسى الشارعَ المفتوحَ خلفيَ أيهذا البحرُ
لم أكُنِ الذي وضعَ الشوارعَ بينَ فَكَّيِّ المدينةِ و استدارَ بظهرهِ و مشى
و فتشْتُ الطريقَ إليكَ لم أعثرْ على شيءٍ يبررُ ما اتُّهِمْتُ بهِ و يبدو أن
وجهَ حبيبتي نَسْجٌ تضافرتِ الطبيعةُ كي يكونَ على غشاءِ الكونِ هالاتٍ
من الوهجِ السماويِّ النقيِّ حبيبتي هذا الغلافُ لسِفْرِ تكوينٍ جديدٍ  
لا تدنسهُ ادعاءاتُ الجمالِ و في حواشيهِ اعترافاتُ البنفسجِ حولَ ما
في صوتِها من مغرياتٍ حولَ ما أحتاجهُ منذُ البدايةِ و السماءُ لها
اعترافاتٌ بما قالتْهُ أولُ نجمةٍ سطعتْ و صارَ الليلُ أجملَ في سمائكِ كُلِّها.
الخميس ٧/٨/٢٠١٤   






 

قميص في صورة واضحة


قميصٌ في صورةٍ واضحة
شعر: علاء نعيم الغول 
 
لكِ صورةٌ فيها قميصٌ أبيضٌ ورداتُهُ فرحُ التحررِ منْ فراغٍ باهتٍ
 و أنا أحلِّقُ فيكِ فوقَ سهولِ أرضٍ غير ضيقةٍ بعيداً حيثُ في شفتيكِ
لونُ ثمارِ خطِّ الإستواءِ و شهوةُ الشمسِ القريبةِ من نخيلِ شواطىءٍ
تغوي الرمالَ بعُرْيِها فنحسُّ في لساعتِهِ شبقَ المياهِ على أصابعِنا
حفاةً خلفنا آثارُ ساعاتٍ من المشْيِ المُقَطَّعِ لونُ وردِ قميصِكِ العفْويِّ
يفتحُ قلبَكِ المسكونَ مثليَ باحتياجاتِ الحياةِ نُحِبُّ ثمَّ نفرُّ في غُرَفٍ
نحاولُ أَنْ تُجَنِّبَنا اتهامَ الآخرينَ بأنَّ وقتَ الحبِّ وقتٌ لا يحقُّ لنا
اقتطاعَ الليلِ منهُ و لا النهارَ قميصُكِ اندلعتْ على ألوانِهِ جُلُّ الحروبِ
و قاذفاتُ المنجنيقِ على حدودِ القلبِ و اشتعلتْ حرائقُ لم تُذِبْ غيرَ
الرسائلِ و الجفونِ و كلما أغْمَضْتُ من عينيَّ أحلمُ مرةً أخرى بأني
لا أرى غيري و غيركِ كالبدايةِ في مكانٍ لم يصلْهُ الفاتحونَ و لمْ
تحمِّلْهُ الفصولُ قساوةَ التغييرِ و العبثَ الذي نحتاجهُ ليكونَ لونُ
قميصكِ المفتىوحِ أولَ موسمٍ للحبِّ عند مغيبِ تلكَ الشمسِ و البحرِ
المقيمِ على ضجيجِ حكايةٍ فيها استبقْنا الأمنياتِ لكي نحبَّ بلا وَجَلْ.
الأربعاء ٦/٨/٢٠١٤       

في انتظار الفراشة


في انتظارِ الفراشة
شعر: علاء نعيم الغول  

قلقي عليكِ يزيدُ يجعلُني أسيرَكِ لا قيودَ سوى دبيبِ النملِ
في جسدي يقضُّ مضاجعي من همسةٍ سرَتِ الغداةَ بخافقيَّ 
و لا تزالُ تهزني و تقولُ لي للحبِّ رائحةٌ تغيرُ من خلايا القلبِ
تحفرُ في الوريدِ مسارَها و تزيدُ في دمهِ احمراراً غير لونِ الوردِ
تجعلُ نبضَهُ دقاتِ ساعاتِ انتظارٍ ليس يضبطُها سوى الشوقِ 
المعتَّقِ في الحنايا مثلما الذهب المعرق في الصخورِ كمِ الحياةُ ثمينةٌ
 و شهيةٌ و أنا و أنتِ كطائرَيْنِ تقابلا من غيرِ وعدٍ سابقٍ و تعانقا
في كومةِ القشِّ الصغيرةِ كنتُ أعرفُ أنَّ بي شيئاً يقولُ لي انتبِهْ
في القلبِ نافذةٌ ترى ما لا تراهُ و تعرفُ الآتينَ في هذا الهواءِ من
الزمانِ المرِّ لا تضعي حدوداً بيننا و تكاثري في داخلي فرحاً بحجمِ
البيلسانةِ و انبهارِ الشمسِ بالأفقِ السماويِّ المليئةِ ذكرياتٍ عن 
زمانٍ آثمٍ في مفرداتٍ لم نهذِّبْها لتجعلَنا نحبُّ الآن من غير اقتباساتٍ
من الموتى و مَنْ عشِقوا قديماً حبُّنا ورقٌ بلونِ اللازِوَرْدِ يطيرُ في 
هذا الفراغِ فراشتينِ وراءَ أولِ غابةٍ تصلُ الخريفَ مع الصباحْ.
الثلاثاء ٥/٨/٢٠١٤

وشم على جلد البحر


وشمٌ على جلدٍ و بحر
شعر: علاء نعيم الغول 

ما السرُّ في أنَّا معاً نجدُ الإجابةَ طَلْسَمَاً مخطوطةً تحتاجُ
ما نحتاجُهُ لنفُكَّ شِفْرَتَها العتيقةَ و الرموزَ نعيدَ نسخَ حروفِها
فوقَ الشفاهِ بقُبْلَتَيْنِ لعلَّ طعمَ الليلِ يتركُ خلفهُ بعضَ الكلامِ نقولهُ
دونَ انتباهٍ للوسائدٍ و هي تكشفُ ما نريدُ و ليسَ ينفعُ أنْ نعيدَ
تساؤلاتٍ لا تفيدُ و لا تُريحُ و لا تُعيدُ الوقتَ و هو يضيعُ بحثاً عن
إجاباتٍ محيِّرَةٍ تعالَيْ نأسرُ اللحظاتِ نمنعُ أنْ تغادرَنا و تهربَ دونَ
أنْ نغتالَها فينا عناقاً مرةً و تسامحاً مع كلِّ هذا الكونِ مراتٍ أنا
لو في يدي لوَشَمْتُ نفسي فيكِ يعجزُ أيُّ ماءٍ بعدَها نزعي و محوَ
تغلغلي في جلدِكِ المُبْتلِّ بالوردِ الرقيقِ و خمْرِ داليةٍ على كتفِ 
الصباحِ تشرَّبَتْ نَفْسِي هواءَكِ و ارتوتْ مما تعتَّقَ من رضابِكِ لا
سبيلَ لأنْ تقولَ كفى تعالَيْ مرةً أخرى نُغَلِّقُ كلَّ بابٍ خلفَنا و نظلُّ
في البيتِ البعيدِ وراءَ ذاكَ الثلجِ نُهْمِلُ ما تدورُ بهِ الفصولُ على
عقاربَ غير نائمةٍ و نسمعها تشاكسُ صمتَ ليلٍ دافىءٍ فينا تعالَيْ
نتركُ الماضي و ندفِنُ ذكرياتٍ لا تُعينُ على الحياةِ أمامَ هذا البحرْ.
الثلاثاء ٥/٨/٢٠١٤     

حب تحت ناقلة الجند



حبٌّ تحت ناقلة الجُنْد
شعر: علاء نعيم الغول 

ما ذنبُ من قالوا سنبقى في بيوتٍ كان فيها السابقونَ
محمَّلينَ بعشقِ هذا اللوزِ و التينِ القديمِ و ماءِ قريتِنا البعيدةِ
أَي ذنبٍ حُمِّلُوهُ لكي يموتوا دونَ ترتيبِ الرحيلِ بأغنياتِ الأهلِ
و الحلمِ المسافرِ في عيونِ الراحلينَ على ظهورِ الغيمِ مَنْ ماتوا
هنا هم أولُ الناجينَ من ألمِ البقاءِ بلا وجودٍ يضمنُ البحرَ
الصغيرَ من التعرِّي بين أحضانِ الهزائمِ و التنازلِ بين أنْ
تبقى الحدودُ بلا منافذَ و السماءُ بلا هواءٍ طيبٍ و أنا و أنتِ
حبيبتي نحتارُ أينَ يكونُ موعدُنا و قد أكلَ الخرابُ بقيةَ الفرحِ
الأخيرِ و ذنبُنا أنا نمتُّ لهؤلاءِ و هؤلاءِ و في ملامحِنا انتظارٌ
موجِعٌ و تشققاتٌ في شفاهٍ لا تلامسُ بعضها بعضاً سنبقى
طائريْنِ إلى نوافذَ قد تشارُكُنا اخضرارَ السورِ و الشوقِ الأكيدِ
لمغرياتِ الحبِّ وقتَ سماعِ ناقلةِ الجنودِ على الطريقِ و قدْ خَلَتْ
كل الشوارعِ من معالِمِها سأعشقُ فيكِ لونَ مدينتي بعدَ انحسارِ
الحربِ خلفَ رمالِ سلكٍ شائكٍ و هديرِ ناقلةِ الجنودِ و صَلْيةٍ محمومةٍ.
الاثنين ٤/٨/٢٠١٤  

مسافة على بحر مالح



مسافةٌ على بحرٍ مالح
شعر: علاء نعيم الغول 

مهما يُقالُ فقد عزَمْتُ على الرحيلِ إليكِ يا نَزْفَ المكانِ
و ذبذباتِ الصوتِ في خلقي و رجفةِ قلبيَ المكسورِ في هذا
الفراغِ و رخصتي لأعيدَ تشكيلَ الحروفِ فقد تُغَيِّرُ مفرداتِ 
العشقِ في لغتي متى سنفيقُ من فوضى التمنِّي و التغرُّبِ
كيف نهربُ من متاهاتِ التساؤلِ و الحروبِ إلى السهولِ على
حدودِ النهرِ ما الدنيا سوى أن نختفي بين السماءِ و زرقةِ البحرِ
المشبَّعِ بالهدوءِ و نتركَ المدنَ المريحةَ خلفنا يا قارَبَ الشمسِ الصغيرِ
خذِ المسافةَ من ملوحةِ موجةٍ و دعِ الشراعَ يفيضُ بالريحِ الخفيفةِ
و انسَ أنا متعبانِ ننامُ في ظلِّ النوارسِ فوقنا و مؤقتاً سنظلُّ
نحلمُ هكذا حتى يحينَ الوقتُ فينا طالما في القلبِ دقاتٌ و متَّسَعٌ
لها تتحققُ الأشياءُ رتَّبْنا لها أم لم نُرَتِّبْ و المياةُ مفاجآتٌ غير
واضحةٍ لحبٍّ بيننا فأنا و أنتِ لِمَ التقينا و استبَقْنا العمرَ دون
ترددٍ و توسعتْ فينا الفراغاتُ التي بين الكلامِ و صارَ للأوقاتِ
وجهٌ واضحٌ كفراشةٍ فوقَ البنفسجِ أو على ضوءِ الشموعِ و نافذةْ.
الاثنينء٤/٨/٢٠١٤

جلد الغزالة


جلدُ الغزالة
شعر: علاء نعيم الغول 

على جِلْدِ الغزالةِ إثمُ أولِ عاشقٍ بلْ لعنةٌ ممتدةٌ تقضي بأنْ يبقى
 الهوى ألماً إلى يومِ القيامةِ حيثُ مِنْ دمِها المِدادُ يسيلُ في جسدِ القصيدةِ
دافئاً لحبيبةٍ تركَتْهُ عندَ النبعِ يأكلُ نفسَهُ نَدَماً و باتَ العاشقونَ معذبينَ و في
مآقيهم بقايا صورةِ الريمِ الذبيحِ على بلاطِ العشقِ يغسلُ مِسْكَهُ مطرُ الغماماتِ 
البعيدةِ أيها الحبُّ انتظرني عند ريشٍ أفقَدَتْهُ الريحُ لونَ طيورِهِ فأنا بريءٌ من
غواياتِ الذينَ تجاوزوا في العشقِ قبلي لا تَلُمْني حينَ أذكرُها أمامكَ دونَ إذنكَ
و امتحنْ صبري فما مِنْ مرةٍ سرْنا معاً في شارعٍ حتى النهايةِ لمْ نبتْ يوماً 
على ضوءِ الشموعِ أمامَ مدفأةٍ و لمْ نتركْ لموجِ البحرِ خطواتٍ مبعثرةً على زبدِ
الشواطىءِ لمْ نُقَبِّلْ بعضَنا في ظلِّ ذاكَ السورِ أو عندَ الغروبِ و لمْ نغامرْ في
اجتيازِ معابرٍ مفتوحةٍ للآخرينَ منَ الخريفِ إلى الخريفِ و لمْ نبادرْ مرةً في
لمسِ جِلْدَيْنا على مرآتِنا حتى الصباحِ و لمْ نرتِّبْ مقعداً في آبَ يجمعُنا بعيداً
عن عيونِ العابرينَ و لمْ نفتِّشْ عن مقاهي تجمعُ العشاقَ بعدَ الليلِ نحفرُ في
مقاعدِها حروفاً من لغاتٍ لا تُفسِّرُنا و لمْ نتركْ هواءَ الياسمينِ وراءَنا وقتَ
الظهيرةِ أيها الحبُّ انتظرني كي أقولَ لها أحبُّكِ رغمَ أنَّا لم نكنْ يوماً معاً.
الاثنين ٤/٨/٢٠١٤        





رفح بقية من حب و موت


رفح: بقيةُ من حُبٍّ و موت
شعر: علاء نعيم الغول 

للموتِ غيمٌ عابرٌ فوقَ المدينةِ آهِ يا رفحَ الذينَ تناثروا في الشوكِ
في أحضانِ ذاكرةٍ ممزَّقةٍ و لونِ دماءِ من ذُبِحوا على مرأى من
البحرِ القعيدِ و إخوةٍ يتقاسمونَ غنائمَ الموتى على شمعِ العَشاءِ
و حُمْرَةِ الترفِ النبيذيِّ المُصَفَّى في كؤوسِ المتخمينَ و ما يرى
أمراءُ هذي الحربِ موجِعَةٌ سطورُ الحبِّ في زمنِ الحروبِ و حينَ
أصحو أقرأُ الدنيا بصوتِكِ و هو يحملُ شمسَ آبَ رقيقةً وقتَ
الصباحِ و أنتِ أسماءُ الهواءِ على خيوطِ اليومِ تجعلني قريباً منكِ
أكثرَ جرِّبي معيَ التجردَ من عباءاتِ القبيلةِ و اعتلاءَ ظهورِ خيلٍ
تعبرُ النهرَ الصغيرَ إلى ضفافِ الكَرْزِ أسألُ عنكِ نفسيَ حينَ لا
يُعطي المكانُ إجابةً للحبِّ واسعةٌ هي النيَّاتُ حول رحيلِنا لمدينةٍ
أخرى نرى فيها السماءَ بدونِ غيمٍ عابرٍ رفحُ التي لم تُعْطِني حبي
القديمَ تقولُ لي إنَّ الرمالَ تُعيدُ مَنْ ماتوا معَ المطرِ الغنيِّ بنكهةِ
الريحانِ تُنْبِتُنا على أطرافِها شتْلاتِ سروٍ باسقٍ و حبيبتي أنتِ
التي أجَّلْتُها لتكونَ ظلاً بارداً في الصيفِ لي و تحيةً منْ قلبِها.
الاثنين ٤/٨/٢٠١٤  

ارشادات ما بعد الليل


إرشاداتُ ما بعد الليل
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا سيفعلُ بي أخيراً قلبي المخفوقُ بالوجعِ المعتقِ
مثلَ أخبيةِ النبيذِ و مثلَ حقدِ الثائرينَ على طغاةٍ يسلبونَ
العُمْرَ من أنفاسِنا يا قلبُ لا تعبثْ بعيداً أنتَ غِرٌّ لم تجربْ بعدُ
أولَ أغنياتِكَ تحتَ نافذةِ الحبيبةِ لم ترتبْ مرةً سهراً هناكَ كما قرأتَ
على جدارٍ في الطريقِ و لم تراعِ الوقتَ في تزيينِ شرفتِها بلونٍ آخرٍ
و فقدتَ أسماءَ الفصولِ و قلتَ أشياءً بلا معنى و أنتَ الآنَ تعرفُ كم
لها عندي الذي لا ينبغي التجريبُ فيهِ فكنْ مثالياً و عِدْني أنْ تظلَّ
كما اتفقنا هادئاً كشفاهِها متورداً كالخدِّ منها صامتاً كعيونِها
قبلَ العناقِ و مرهفاً كالحسِّ في أنفاسِها متنازلاً عن خفقةٍ لتُريكَ من
دقاتِها معنى اللقاءِ على وسائدَ بيننا متورطاً في البَّوْحِ مسلوبَ الترددِ
كي تُمَهِّدَها لتفتحَ قلبَها من دونِ أنْ تهتزَّ نبرتُها بلعثمةٍ تبررُ صمتَها
و افرشْ لها هذي الأرائكَ و اسكبِ العطرَ الذي سيفوحُ من أعطافِها
إنْ مالَ مُتَّكَأٌ بها يا قلبُ و ارفقْ بي أنا أحتاجُ منكَ الإعترافَ لها بما
يكفي لتعرفَ كم أنا أحتاجُها رغم المسافةِ و احتقانِكَ بالحنينِ لضمَّةٍ.
الاحد ٣/٨/٢٠١٤   


حدود للحب و أخرى للحرب


حدودٌ للحبِّ و أخرى للحرب
شعر: علاء نعيم الغول 

منَ البارودِ من حرِّ القلوبِ و صافراتِ الحربِ من هذا المكانِ
المنتمي لبدايةِ النارِ البغيضةِ و الهلاكِ على حدودٍ لا تُحيطُ بأهلِها
من زهرةٍ سقطتْ على جرحِ الجنودِ الغارقينَ بملحِهِم من طيبينَ
يُهَجَّرونَ إلى العراءِ و خيمتينِ على الطريقِ مِنَ الذي يشتاقُ فيَّ إليكِ
أكتبُ كيفَ يُقلقُني النهارُ و أنتِ غائبةٌ و يأسرُني المساءُ و أنتِ نائمةٌ 
و أبقى هكذا متنقلاً بينَ السريرِ و بابِ غرفتيَ المطلِّ على اتساعٍ
لا يعوِّضُ فيَّ شيئاً ثمَّ أرجعُ ممسكاً بيدي "الجريمةُ و العقابُ" لعلها
تمتصُّ أوجاعَ الفراغِ و بعد لحظاتٍ يفيضُ بيَ الترقبُ و التشردُ في
فضاءِ الغرفةِ المدفونِ في ضوءٍ تسربَ من مكانٍ ما و صورتُكِ المريحةُ
تجعلُ الدنيا أمامي معبراً يفضي لبيتٍ أنتِ فيهِ و وحدَنا نمتدُّ فيهِ كما
السماءِ و وحدنا نعطيهِ من دفءِ العناقِ الصمتَ و الغزلَ الصُّراحَ 
و رغبةً أخرى و أخرى أيها البارودُ دعنا ننقذُ الأوقاتِ من ترفِ الرتابةِ
و التلاشي في انتظارٍ لا يقينا الخوفَ مما قد يجيءُ من الحدودِ و مِنْ
قراصنةِ المدينةِ حين يحتكرونَ هذا الشارعَ الممتدَّ حتى البحرِ و المرفأْ.
الأحد ٣/٨/٢٠١٤     
 

تعاويذ من حرب و شهد


تعاويذٌ من حربٍ و شَهْد
شعر: علاء نعيم الغول 

و أعرفُ لم يصِلْكِ اليومَ صوتي لم أجِدْكِ هنا و أنتظرُ المساءَ
لعلهُ يأتي بدفئِكِ لي قُبَيْلَ النومِ وحدي بين جدرانٍ تحيطُ بها القذائفُ
و البناياتُ التي قدْ فرَّ أهلوها سريعاً بعد غاراتِ الصباحِ و أنتِ لي
تعويذةٌ كرسالةٍ في جيْبِ جُنْديٍّ يراها خمس مراتٍ و يقرأها مراراً
و الحروفُ تُريهِ معنىً آخراً في كل يومٍ أنتِ لي كلُّ المعاني في حروفٍ
أجبَرَتْ قلبي على تفريغِ ذاكرتي بطيئاً من همومِ الوقتِ من وخزِ الرتابةِ 
من أغانٍ لا تليقُ بنا و سوفَ أظلُّ وحدي أستبيحُ الفِكْرَ أحفرُ في
خيالي شارعاً من وردةٍ بيضاءَ تأخذني إليكِ تعيدني متسامحاً شيئاً
و تتركني أُعيدُ أمامَ عينيَّ ابتسامَتَكِ الغنيةَ بالتعاويذِ الجريئةِ و النقوشِ
على شفاهِكِ مثل وشمٍ من رقيقِ الشهدِ أنتِ بعيدةٌ و أنا أريدُكِ و المكانُ
مقيَّدٌ كأسيرِ حربٍ لا يُطالِبُ فيهِ أهلٌ أو رفيقٌ ليتَ فديتهُ انتظارٌ لانتظرتُ
و ليتَ فديتَهُ القريضُ لبُحْتُ حتى لم يعدْ للعاشقينَ بقيةٌ من أمنياتِ الحبِّ
ليتي أستطيعُ القولَ أكثرَ أينَ أنتِ الآنَ يا قلبي الذي يحتاجُني منذُ 
البدايةِ ليتَ لي ما ينبغي لأظلَّ بينَ يديْكِ أمحو وشمَ شَهْدٍ عن شفاهٍ لَيِّنَةْ.
السبت ٢/٨/٢٠١٤  

عالق عند سلك شائك


عالقٌ عند سلكٍ شائكٍ
شعر: علاء نعيم الغول 

دعني أفكرُ كيفَ أربطُ عقدةً و أحلُّ أخرى كيف أنزعُ
نجمةً و أضيءُ نجماتٍ و أنصبُ خيمةً و أذيبُ هذا الملحَ
في الماءِ النقيِّ و كيفَ أنسى كلَّ هذا ثم أحفظُ كيفَ صرتُ 
أحبُّها و يسيلُ عن جُمَّيْزَةِ الحيِّ الندى لسماعِ همستِها
و أشعر أنني في عالمٍ لم يختلطْ بذنوبِنا و له مداخلُهُ الفسيحةُ
لا أفضلُ أنْ أغادرهُ لأرجعَ بائساً لشوارعٍ قد أنهكَتْها التضحياتُ
بنا و أنسى كلما فكرتُ فيكِ مرارةَ السفرِ المُعَطَّلِ في المعابرِ
و الحدودِ و في جوازي كلُّ أختامِ الحكوماتِ القديمةِ و التي
انقلبتْ على مستعمريها و التي ستعدُّ عدتَها لتسقطَ حكمَ مَنْ
يأتي و أبقى عالقاً عند الحدودِ كأي سلكٍ شائكٍ و ذخيرةٍ جنبَ
الجنودِ النافقينَ على رمالٍ أنكرتْ فيهم ملامحَهم و أبقى عالقاً بينَ
الهواءِ و صوتِ حافلةٍ تسيرُ و أقفلَتْ أبوابَها دوني و أبقى عالقا بينَ
اختيارِي أنْ أكونَ كما أشاءُ و بين أن أمضي إلى ثلاجةِ الموتى على
مرأى منَ المُدنِ التي كم أرهَبَتْنا بالحدودِ و قطعِ أموالِ الإعانةِ و الزكاةْ.
الجمعة ١/٨/٢٠١٤    

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...