ثلاثيةُ البحثِ عن وجهٍ وحيد
شعر: علاء نعيم الغول
①
مَنْ جاءَ بي لهنا و ألقى بي بعيداً
قالَ لي أنتَ الغريبُ فلا تُطِلْ سَعْياً هنا
فتِّشْ بعيداً عنكَ حيثُ رمَتْكَ نيَّاتُ الطريقِ
هنا المكانُ لآخرينَ و أنتَ من بلدٍ طغى فيها
الهواءُ على البنفسجِ و استباحَ البحرُ
رائحةَ المراكبِ و الجنودِ الميتين على شواطىءَ
من رمالٍ لستَ مِنْها و امتنِعْ عن ذِكْرِ مَنْ أحببتَ
يا هذا الذي تركوهُ مَنْسيِّاً هنا من غيرِ إسمٍ واضحٍ.
②
أحبَبْتُها و الوقتُ كانَ يصيبُني بالارتباكِ
و رغبةٍ للسيرِ أسرعَ قبلَ أنْ يضعوا النقاطَ على
الطريقِ بطاقتي ليستْ معي و أنا هنا رقمٌ
تسلسلَ في كشوفِ اللاجئينَ و صورةٍ كانتْ
أنا قبلَ اندلاعِ الحربِ قبلَ دقيقةٍ من موتِ مَنْ ماتوا
عراةً تحتَ أكوامِ الدمارِ حبيبتي صوتُ المدينةِ و هي
تدفعُ بي إلى الموتِ الذي لا أبتغيهِ الآنَ فارغةٌ هنا كلُّ
الشوارعِ في انتظارٍ لا يُفَسَّرُ بعد نصفِ الليلِ أو قبلَ النهارْ
③
لا شيءَ ينتشلُ المساءَ من الفراغِ سوى وجودكِ في هوائي
كيفَ لا و الأغنياتُ الآنَ عالقةٌ على أسماعِنا ليلاً طويلاً
ليس لي مما تبقى غير عينيكِ اللتينِ أراهما ورقاً رقيقاً
من قصائدَ حاربَتْ كلَّ المعاني كي يصيرَ العشقُ فيها
قُبْلةً ممتدةً بين الشفاهِ و بينَ صيفٍ أشتهيهِ ممدداً أيضاً
على بِيضِ الوسائدِ بارداً من غيرِ سوءٍ بيننا أيضاً
أنا دوماً أحبُّكِ يستبدُّ الشوقُ بي فيهزّ نوميَ تاركاً
دفءَ التسللِ لابتسامتكِ الرقيقةِ في خيالٍ دافىءٍ أيضاً.
الجمعة ٢٩/٨/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق