السبت، 29 أغسطس 2015

لهمُ السلامُ و لي هنا كلُّ الكلام


لهمُ السلامُ و لي هنا كلُّ الكلام
شعر: علاء نعيم الغول 

قد لا أكونُ أنا جميلاً و المؤكدُ أنني 
لستُ النبيَّ و كم نبياً صدَّقوهُ و في القبيلةِ 
دائماً مَنْ ليس يعجبُهُ قميصُكَ قدْ أكونُ السيفَ 
لكن أينَ فيكِ الغمدُ يحمي عُريَهُ و النَّصْلُ يقوَى 
ما احتَمَى قد لا ألومُكِ كلُّنا شركاءُ في خرقِ السفينةِ
 و الضحيةُ دائماً من ليسَ يعرفُ كيف يسبحُ و المؤكَّدُ 
أنهم قفزوا جميعاً تاركينَكَ قد أكونُ مغالياً في الحُلْمِ
 ممتطياً حصاناً عالياً متبجِّحاً أختالُ مزهوَّاً بحبِّكِ
 عاشقاً لكنني لم أُفْشِ سرَّكِ لم أساومْ فيكِ حبَّاً آخراً
 و الوقتُ سيِّدُ ماعلى الأرضِ الصغيرةِ دائماً وحدي 
لأحرسَ ذكرياتِ الآخرينَ نقيةً لهمُ السلامُ و لي هنا 
كلُّ الكلامِ  و لن يطولَ الموتُ بي حتماً ساُبْعَثُ من ضميرِكِ
 من وسادتِكِ التي لن تهدأَ الأحلامُ فيها سوفَ أسري في 
مَسامِكِ مثلما الخَدَلُ المفاجىءُ لن أفارقَ مقعدي بالقربِ 
منكِ و قالَ لي عرَّافُ قريتِناستصبحُ لعنةً من فَرْطِ حبِّكَ
 سوفَ تظهرُ في مراياهم و كأسِ شرابِهمْ ستكونُ دُوريَّاً 
يلاحقُها غريباً مرةً و مهيَّئاً ليموتَ ثانيةً على شبَّاكِهاً
 عَطِشَاً بريئاً فاتحاً عينيهِ مَيْتاً و هي تنظرُ فيهِ من خلفِ 
الزجاجِ كأنَّهُ ما كانَ يأكلُ من يديها في الصباحِ
 و لم يكنْ سرَّ المسافةِ و السَّفَرْ.
الأحد ٣٠/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ 

أماكنُ الحب الصغيرة

أماكن الحب الصغيرة
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ أن تجدَ المكانَ و تكتفي بالبابِ 
كي يعطيكَ إحساسَ البقاءِ مع الحبيبةِ عندَ 
موقدِكَ الصغيرِ و حين تفتحُ نافذاتٍ من هناكَ 
يكونُ للبحرِ اعتباراتٌ تعززُ فيكَ معنى أن تحبَّ
 و لا تخافُ و أنْ تنامَ فلا تفكرُ في الذي سيدقُّ 
بابكَ زائراً أو عابراً لا شيءَ يزعجُ حين تقضي 
الوقتَ تقرأُ في رواياتٍ تهمُّكَ أو تعيدَ الأغنياتِ 
على مسامعكَ الرهيفةِ كُنْ مُحباً أولاً و اصنعْ 
لنفسكَ معجزاتٍ لا تهمُّ الآخرينَ و كن جريئاً
 ثمَّ صدِّقْ أمنياتِكَ كي تحققها و ثِقْ بحبيبةِ
 القلبِ القريبةِ من شفاهكَ كي تراكَ الفارسَ 
المجهولَ في قصصِ الطفولةِ و الخيالاتِ 
الجميلةِ عادةً ما تكبرُ القصصُ النبيلةُ 
حين تكبرُ في عيونِكَ بسمةٌ  منها
 و تعرفُ أنَّ قلبكَ كان يخفقُ صادقاً.
الأحد ٣٠/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

متاهات عشقية


متاهاتْ عشقية
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا في الحقيقةِ صرتُ أؤمنُ 
بالتوحُّدِ فيكِ مصحوباً بآلامِ التناسخِ 
رعشةِ الصَّرَعِ التي تنتابُ قِسَّاً 
في احتفالاتِ المسيحِ أنا أحبُّكِ لم أنمْ 
بالأمسِ كنتُ أراكِ في عينيَّ تلتحفينني 
و الليلُ يهدأُ بالتدرُّجِ ما أقولُ الآنَ عنكِ هو الذي 
سأقولُهُ وقتَ الصباحِ و قبلَ أن تصلَ العصافيرُ
 الصغيرةُ من وراءِ السَّرْوِ لا أقوى على تفسيرِ معنى
 أن تكونَ الكستناءُ قريبةً من لونِ عينيكِ الشهيِّ
 و ثلجُ تشرينَ العفيُّ بلونِ أسنانٍ تليقُ بثغركِ
 الوضاحِ ما بيني و بينكِ صارَ يشبهُ رغبتي
 في أن أنامَ على يميني ناظراً في وجهِكِ الآتي
 إليَّ من المسافاتِ التي جعلتْ لهذا البحرِ
 إسماً زائداً عن حاجةِ الموجِ السريعِ و في 
ابتسامتِكِ اختبرتُ مدى احتياجي 
للبقاءِ بدونِ تفسيرٍ لشيءْ.
السبت ٢٩/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

سيزيفُ يصعدُ سلماً متحركاً


سيزيفُ يصعدُ  سلماً متحركاً
شعر: علاء نعيم الغول

هم لم يكونوا مثلما أمَّلْتَ 
ما كانوا بحجمِ السَّطْرٍ حين بدأتَهُ معهم 
و لا زالوا أمامَ النقطةِ الأولى و قد طوَّيْتَ من صفحاتِ 
حبٍّ لا يزالُ بدونِ ترقيمٍ يقيدُ مفرداتِ البوحِ 
سَهْلٌ أن تُفاجَأَ  ثم سهلٌ أن يطالَكَ لومُهُمْ و الفرقُ
بين القلبِ و القلبِ المجاورِ بعضُ نبضاتٍ تدقُّ بدونِ
تنسيقٍ و تسبقُ بعضَها بعضاً أنا لغةٌ تناسبُني كثيراً
بيد أنكَ لا تراعي الفرقَ في معنى اتهامِكَ و الدفاعِ
المُرِّ منِّي كي أعينكَ لاجتيازِ النقطةِ الأولى و تبدوَ واضحاً
هي هكذا قلبي ثقوبٌ منكَ كلُّ الوقتِ أقضيهِ ألاحقُ نزفَهُ 
متلقِّفاً قطراتِهِ قبلَ السقوطِ و ها أنا (سيزيفُ) حبِّكِ
صاعداً قلبي قليلاً ثم أهبطُ في شراييني الضعيفةِ بارتباكٍ
لا يخفُّ و لن يزولَ وكلما أوقفتُ ثقباً طلَّ بين أصابعي ثقبٌ
كبيرٌ و البدايةُ لم تكنْ مفتوحةً لتبادلِ الطلقاتِ 
في فيلمٍ لفانِ كْلِيفْ.
السبت ٢٩/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ

الحبُّ ذكاءُ المسافة

( الحبُّ ذكاءُ المسافة (مقتَبَسْ
شعر: علاء نعيم الغول


علاءُ
الحبُّ أنْ أعطيكَ ما يُعطَى 
و أحمي فيكَ ما يُحْمَى و أبعدَ عنكَ 
مَنْ نيَّاتُهمْ توسيعُ ما بيني و بينكَ من مسافاتٍ
 و أنقذَ فيكَ روحَكَ حين تهوي فجأةً عن غير
 قصدٍ أستردُّكَ من طريقٍ لا تؤدي للمحطةِ 
ثمَّ أكسو عُرْيَكَ المكشوفَ لي و أذودَ عنكَ 
بأنْ يكونَ تجاهلي للاخرينَ السورَ حولَكَ هكذا
 سأكونُ دوماً لا يهمُّ العابثونَ المُرْجِفونَ الواهمونَ 
بأننا لا نستفيدُ من الذي بيني و بينكَ و هو سرٌّ 
ليس يُفشَى و اختبارٌ ليس يفشلُ أن ألوِّنَ  
أمنياتِكَ أحتويكَ فلا يصيبُكَ أيُّ سوءٍ
 هكذا سيكونُ حبي لن يكونَ توقعاتٍ منكَ أكبرَ 
من مسافتِنا التي نسعى لطيِّ حدودَها
 و الحبُّ ترويضُ المسافاتِ العنيدةِ
 لا الوقوفُ على يمينكَ مثلما العرباتُ عندَ خرابِها.
السبت ٢٩/٨/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت

الجمعة، 28 أغسطس 2015

رقصة التانغو


رقصةُ التانغو 
شعر: علاء نعيم الغول

لمْ يُحْسِنوا وصفي و وصفَكِ 
أنتِ أحجيةٌ و سرُّ الشَّعْرِ مفلوتاً على الكِتْفَيْنِ
 تبتسمينَ دون تكلفٍ فيصيرَ هذا الليلُ
 قافيةً بوزنٍ الريشِ أغنيةً بلحنٍ مُوزعٍ متقاعدٍ
 و حكايةً بحروفِ رحَّالٍ تنقلَ بينَ أدمغةِ
 القرى و قلوبِ نصفِ قبيلةٍ ثارتْ على مَنْ لم 
يُعاشرْ غيرِ زوجاتِ الذين استُشْهِدوا في الحربِ
 هل تجدينَ وجهي كافياً لنصيرَ جزءً واحداً
 في لوحةٍ زيتيةٍ نَصَّاً طويلاً في روايةِ ثائرٍ يجدُ
 الميادينَ الكسيحةَ فرصةً للرقصِ في وجهِ البوليسِ
 و رقصةُ التانغو قليلاً ما توفرُ فرصةً عفويةً 
للحبِّ في زمنِ الدعاياتِ الرخيصةِ و النساءِ
 الجاهزاتِ لنشرِ أخبارِ الفضائحِ و الذي 
قد صارَ فوقَ جلودِهنَّ أمامَ مرآةٍ و مصباحٍ 
يضيءُ سريرَها بشراهةٍ مكسورةٍ.
السبت ٢٩/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

أحاسيس مفاجئة


أحاسيس مفاجأة
شعر: علاء نعيم الغول

و ذلكَ أنهمْ لم يُكْمِلوا ترتيبَ آلامي الصغيرةَ
 و استهانوا بي كثيراً أيها القلبُ الذي طحَنَتْهُ
 دقاتُ العقاربِ ساهراً و ملاحقاً ظلَّ الحبيبةِ في 
النهارِ و لستَ تهدأُ سائرَ اليومِ المُدَحْرَجِ مثل
 برميلِ النبيذِ و مثلما بالاتُ قشٍّ في حقولِ
 القمحِ و الشوفانِ أبدو متعَباً و مفكَّكاً كدُمى 
الصغارِ مفككاً أحتاجُ تجميعاً لأي وظيفةٍ جسديةٍ
أنسى بها أني تعبتُ اليومَ أكثرَ رغم أني لم أغادرْ 
غرفتي منذ الظهيرةِ جالساً متمنياً لو فجأةً
 أغفو قليلاً آهِ من ألمِ الكلامِ و ضعفِ أجوبتي
 أمامَ سؤالِها و علاقتي بالليل قد أخذَتْ تسوءُ 
و لا أبررُ ما الذي يجري معي يكفي السعالُ
 اليومَ أجهدَني بفعلِ غبارِ شارِعِنا النظيفِ و بعدَ 
هذا الليلِ أعرفُ أن وجهَ حبيبتي أحتاجُ فيهِ لأنْ
 أعيدَ بناءَ روحي في ملامحهِ التي سحرَتْ
 فؤاداً لا يليقُ بهِ السؤالُ و لا يناسبُهُ الكلامْ.
السبت ٢٩/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة






ثانيةً إلى كازابلانكا

ثانيةً إلى كازابلانكا
شعر: علاء نعيم الغول

علاءُ
أنا افتقدتُكَ في الطريقِ إلى كازابلانكا
إلى صخبٍ يثيرُكَ فيَّ حباً مولَعاً بشوارعٍ 
مفتوحةٍ بيني و بينكَ 
فاحتضني في الطريقِ و عندَ منعطفٍ 
يُرينا من بعيدٍ مدخلاً للبحرِ 
مقهىً واسعاً سيكونُ فاتحةَ الحكايةِ 
سوف أنتظرُ انتظارَكَ 
أفرشُ النوارَ حين نمرُّ 
بين عيوننا أحلامُنا و القائلونَ بأننا لن نلتقي
و أنا و أنتَ تصالحُ الوقتِ المدلَّلِ 
مع مكانٍ لم يكن ْ أبداً رهاناً ممكناً
دعْ للطريقِ الآنَ أن ترتاحَ أكثرَ ثمَّ أكثرَ 
غارقاً في لونِ وجهيَ أم بقايا العطرِ فيَّ 
و عن قريبٍ سوفَ نقطعها معاً نحو الجنوبِ 
إلى فضاءِ الأطلسيِّ و زرقةِ الجبلِ البعيدِ
و عندها سنعيدُ ذاكرةَ البدايةِ بيننا 
متعانِقَيْنِ كما اتفقنا سابقاً
و بقُبْلَةٍ كم مرةً قلنا سنرشُفها معاً كالخوخِ
حين يسيلُ فوقَ شاهِنا متوجِّعاً و مهادِناً.
الثلاثاء ٢٥/٨/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت


حب بلهجة محكية


حب بلهجةٍ محكية
شعر: علاء نعيم الغول

يا سيِّدَ الوقتِ انتظرْ ظلاً 
يناسبُ طولكَ الباقي بطولِ حبيبةٍ تكفي
 لعُمْرٍ قادمٍ تكفي لتنسى عندَها ألمَ
 الغيابِ هناكَ حيثُ تريكَ وجهَكَ 
في شواطئِها الكثيرةِ في عواصمِها التي
 تمتدُّ منكَ إلى المحيطِ و فيكَ تزرعُ وردةً 
و تذودُ في عينَيْكَ عن أخرى تحبُّكَ و هي 
تعرفُ أنَّ حبَّكَ ليس قاطرةً تمرُّ و أنَّ مقعدَنا
 معاً سيظلُّ أبهى عندَ مدخلِ بيتِها الطوبيِّ 
عند فراشةٍ لا بدَّ أنَّ اللونَ فيها لونُ شالٍ 
زانَ كتْفَيهاو لي في قلبِها هذا البهاءُ 
و كلمتانِ بلهجةٍ محكيةٍ ما مرةً أدركتُ معناها 
و لكن صوتُها دفءٌ و حبٌ بالغٌ و لها الذي 
في القلبِ مني دائماً هي من أحبُّ و ما أحبُّ
 و لن يكونَ سوى الذي قاسمتها اياهُ 
قبلَ الأمسِ في وضحِ الضحى عن حُبْ.
الجمعة ٢٨/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ

مسافات آتية و أخرى آتية


مسافاتٌ آتية و أخرى آتية
شعر: علاء نعيم الغول

ماذا اذاً هذي المسافةُ
هل طريقٌ بيننا لا ينتهي  هل شارعٌ
يمتدُّ أبعدَ ثم أبعدَ  أم كلامٌ في المساءِ نقولهُ لننامَ
أهدأَ هل مسافتُنا اشتهاءٌ لا يُقَاوَمُ أم خيالٌ شاردٌ من غرفةِ
النومِ الكبيرةِ من نوافذِها لمقهى نلتقي في دفئهِ أو شاطىءٍ
لا يعرفُ الغرباءَ من نظراتِهمْ  هل بيننا هذي المسافةُ رغبةٌ في
أن نُغَيرَ وجهَنا المألوفَ في مرآتِنا و نراهُ أجملَ أو أقلَّ تشنجاً
قبلَ الخروجِ الى شوارعَ أفشَلَتْنا دائماً ببرودِها أم نحنُ
 نخلقُ ما يباعدُنا لنشعرَ بالحنينِ و عشقِنا للبوحِ في ورقِ
الرسائلِ غالباً ما تنتهي في سلةٍ للمهملاتِ أو احتراماً في 
ملفاتٍ سيقرأها حفيدُكَ و هو يبحثُ عن شهاداتِ الميلادِ
و حُجَّةِ البيتِ التي ستدرُّ مالاً طائلاً هذي المسافةُ ربما أحلامُنا
في نومِنا المسكونِ بالنياتِ قبلَ ولوجِنا في شهوةِ الغيبِ المفاجىءِ
ثم تصحو خائفاً أو ربماً متفائلاً لكنها تبقى المسافةُ بيننا.
الجمعة ٢٨/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

صبارة التفاح


صبارة التفاحِ 
شعر: علاء نعيم الغول

الشوكُ أولُ ما اقترفتَ من الاساءةِ
 أيها الرملُ الشحيحُ و أنتَ تعصرُ عظمَ مَن
 ماتوا و تمنعُ أن يفيضَ الماءُ يروي صادياً 
كم مرَّ حتى صرتَ أجرأَ نادمٍ بل أنتَ
 أجملُ تائبٍ صبارةُ التفاحِ تعرفُ أنَّ في أزهارِها 
ألمَ احتباسِ الماءِ في حباتكَ الصفراءَ
 ألبيرو البعيدةُ أجهَدَتْكَ بشمسِها و خرافةِ
 الأنكا و من عاشوا على ثمراتكَ الحمراءَ 
يا صبارةَ الفقراءِ و الجوعى 
هواكشينا الجميلةُ يا طيورَ سكيندوفالْ 
كونوا طيبينَ أمامَ هذا الشوكِ
 تسألني الحبيبةُ عن زهورِكِ 
في سوادِ الليلِ بيضاءَ الشفاهِ 
يفوحُ منها عطرُ من حفروا البحيراتِ 
الصغيرةَ و اختفوا في خضرةِ الأنديزِ 
في عينيكِ أقرأُ ما بقلبِكِ 
و الحياةُ أنا و أنتِ و زهرةُ الصبَّارْ.
الجمعة ٢٨/٨/٢٠١٥
من مجموعة الشوكُ ماءٌ لا يسيلْ

PERUVIAN APPLE CACTUS

الخميس، 27 أغسطس 2015

إغراءات فاترة


إغراءات فاترة
شعر: علاء نعيم الغول

لاأكتفي
 عيناكِ لي و شفاهُكِ الملأى بصمتٍ فاترٍ
 يغري شفاهيَ يستبدُّ بضعفِ نفسيَ
 حينَ تلسعُني ابتسامتُكِ اعترافاً أننا
 جلدٌ رقيقٌ لا يقاومُ لا يجاهدُ كي يسجلَ أنهُ 
ضدُّ الحريقِ و أنتِ نارٌ أوقدَتْ فيَّ النهارَ ترقباً 
و الليلَ ظنَّاً لا أعاندُ فيكِ شيئاً لا أحبُّ الانتصارَ 
لأيِّ شيءٍ فيَّ يعجبُني انهزامي فيكِ في عينيكِ 
تقتربُ الفصولُ و تنمحي آثارُ ما تركَ الشتاءُ 
على النوافذِ و الخريفُ أمامَ بيتٍ واسعٍ و الصيفُ 
في حرِّ الظهيرةِ كم أحبُّكِ صامتاً أيضاً لعلِّي 
مرةً أغري شفاهَكِ هكذا أستبعدُ القلقَ 
المراوغَ و النهوضَ مبكراً و الليلُ جنبكِ يشبهُ 
الليلَ الذي في آخرِ الشهرِ المليءِ بثلجِ 
كانونَ النقيِّ كما عيونِكِ و المساءْ.
الجمعة ٢٨/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

سانسيفيريا

سناسيفيريا
شعر: علاء نعيم الغول

الحَلْقُ مُبْتَلٌّ بريقِكَ 
لا أظنكَ تستسيغُ الطعمَ تبلعُهُ أُجاجاً
 لا أظنكَ تعرفُ المعنى وراءَ شافهِكَ السمراءَ
 كلُّ المغرياتِ أمامَنا لكنَّ أضواءَ الطريقِ 
ضعيفةٌ و عليكَ تأمينُ الوقودِ ليلةٍ فيها
 سنصبُحُ باردَيْنِ و عاريَيْنِ وراءَ موقدِنا 
الصغيرِ نلفُّ نَفْسَيْنا أمامَ السانسيفيرا 
لا نخافُ من الهواءٍ و قد تحرَّرَ من سمومِ الوقتِ 
يدخلُنا نقياً دافئاً صبَّارةٌ تتوعَّكُ الألوانُ فيها
 تنثني فوقَ الجدارِ خيالَ شيطانٍ صغيرٍ
 هاربٍ بلسانهِ في الإثمِ في تزيينِ أجواءِ
 الغوايةِ لا نزالُ أنا و أنتِ حكايةً فيها التقينا
 شاهدَيْنِ على نقاءِ الوردِ من نيَّاتِنا للموتِ 
أسرعَ منهُ من ملحٍ يصدِّقُ أنهُ جسدُ المحارةِ
 و احمرارُ العينِ عند بكائِهاو الملحُ لونُ 
بياضِنا و الدمعِ و الوجعِ الذي فينا اتَّسعْ.
الجمعة ٢٨/٨/٢٠٢٥
من مجموعة الشوكُ ماءٌ لا يسيلْ

كالانتشو


كالانتشو
شعر: علاء نعيم الغول

لم يُخبروا أني دُفِنتُ هناكَ 
أغرقَني بظلٍّ كالحٍ ببرودةٍ مخنوقةٍ بالماءِ
 صبَّارُ الكالانتشو فيهِ منكِ حبيبتي
 بشفاهِهِ ذاتِ الكساءِ المخمليِّ و حبِّهِ 
للانبهارِ بلونِهِ الشَّبَحيِّ 
و القُبَلُ الجريئةٌ غالباً ما تنتهي بشراهةٍ 
و تنازلاتٍ تشبهُ الصبَّارَ وقتَ خروجِهِ للضَّوْءِ
 تُرهقُني المسافةُ حين أمشي خطوتينِ
 بدونِ ذائقةٍ لمعنى شارعٍ لم يتسعْ 
إلا لبيتٍ واحدٍ و مهادنٍ مثلي و أنزفُ 
مَنْ يُراعي أنني أستقبلُ الألمَ الخفيَّ 
برغبةٍ في النومِ في تخييرِ نفسي بينَ 
موتٍ فاشلٍ أو حبِّها الشوكيِّ حين يمدُّ 
في جَنْبَيَّ أذرعَهُ الوفيَّةَ للجروحِ و وردةٍ 
في الجلدِ تنبتُ من دمايَ و أنتِ تعتقلينَ
 صوتي في شراككِ فجأةً أو بعدَ يومٍ 
من ضلوعكِ في مؤامرةٍ على قلبي الصغيرْ.
الخميس ٢٧/٨/٢٠١٥
من مجموعة الشوكُ ماءٌ لا يسيلْ 

أليوفيرا


أليوفيرا
شعر: علاء نعيم الغول

في نبتةِ الصبَّارِ كانوا يربطونَ
 الليلَ يعتصرونَ منهُ الزيتَ للموتى و شعرِ 
عروسةٍ هربتْ على ظهرِ الغزالةِ لم يكونوا
 يعرفونَ السرَّ في زهراتِهًا و الشمسُ تشحذُ 
شوكةً و تسنُّ أخرى أيهذا النَّبْتُ يا خوفَ
 الصغارِ أمامَ مقبرةٍ و قبرِ صبيةٍ و الرملُ
 يشربُ من ندى شِلْحٍ يحاولُ أنْ يغيرَ لونَهُ
 لم أنسَ أنَّكِ تفطمينَ الرُّضَّعَ الجَوْعى بطعمكِ
 فوق حلْماتِ النساءِ و في لزوجتِكِ الثخينةِ
 ما ترسبَّ من مرارةِ ألفِ عامٍ في صحارَى 
لا ترى غيماً و ظلاً للطيورِ و نبتةُ الصبَّارِ 
عاريةٌ كساقٍ مرمريٍّ ينزلُ الماءَ الدفِيىءَ فينتشي 
وردٌ تناثرَ فوقَ مِغْطَسِ مرأةٍ مبلولةٍ بالعطرِ 
أو بذخِ الرذاذِ و لا أزالُ أنا أحبُّكِ دونما وصفٍ 
لهذا القلبِ كيف ينامُ كيف يدقُّمن ألَمٍ و حزنْ.
الخميس ٢٧/٨/٢٠١٥
من مجموعة الشوكُ ماءٌ لا يسيلْ 

نصيحة الى صديق حديث عهد بالحب


نصيحتي إلى صديقٍ حديثِ العهدِ بالحب
شعر: علاء نعيم الغول

هي ليس يُشغلُها انتظارُكَ 
في الحقيقةِ أنتَ موصولٌ بخطِّ الهاتفِ المحمولِ
 موصولٌ بنفسِكَ و الأثيرِ كما الفراغُ 
فلا تفكرْ في مكانٍ خارجَ الوهمِ الكبيرِ
 و تدَّعي أنَّ الجميلةَ قلبُهامتعلقٌ برموشِ 
عينَيْكَ استَفِقْ  كيلا تضيعَ مع الظنونِ 
مع انجرافِكَ خلفَ ما ينهارُ من ثلجِ الحقيقةِ 
لستَ ممكن يسكنونَ القلبَ منها هامشٌ
 للطارئينَ و هامشٌ للعابرينَ و قلبُها متوقفٌ
 عما يحركُهُ على دقاتِ ساعتِها و صوتِ حذائها
 فوقَ البلاطِ و صوتِ عدِّ نقودها في فتحةِ 
الصرافِ لا تسألْ كثيراً يا صديقي أنتَ غِرٌّ 
لا تعي شيئاً و أنصحُ أن تعيدَ قراءةَ الشعرِ الذي
 في الصفحةِ الأولى و تمسكَ بالصحيفةِ جيداً
 كيلا تعيقَ مرورَ جرسونٍ يجيؤكَ بالطلبْ.
الخميس ٢٧/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقت ينسى و المدينةُ فارغة

حلقة الأمس


حلقةُ الأمس
شعر: علاء نعيم الغول

إنْ لمْ أكُنْ نفسي و نفسي دائماً
 ماذا أكونُ لطالما أُرْهِقْتُ في تعديلِ جِلْسَتِيَ
 التي منها أرى التلفازَ أوضحَ لم يُعيدوا 
حَلْقَةَ الأمسِ التي كانتْ عن الكُتُبِ التي 
قد أعدموها كي تُنَظَّفَ مكتباتُ الحيِّ 
من كُتُبٍ تُصَنَّفُ خارجَ المسموحِ في نظَرِ
 الوزيرِ لمَحْتُ عنواناً قُبْيْلَ وصولِهِ للنارِ :
"زوجاتُ الأميرِ بما يليقُ على السريرِ" 
غفوتُ أسرعَ وقتَها و وجدتُ نفسي
 بينَ حورِ العينِ مُتْرَعَةٌ كؤوسي بالنبيذِ 
و قانياتٌ كاعباتٌ يستبقنَ إليَّ بالثمرِ
 اللذيذِ و لحمِ طيرٍ لم يكنْ مما عرفتُ
 و طابَ لي شهدٌ يسيلُ على شفاهِ صبيةٍ
 هفهافةٍ قالتْ بغُنْجٍ فاحشٍ لا تُكْثِرِ الغَبَّ السريعَ
 أمامَنا ترفُ الخلودِ فلا الفناءُ سبيلُنا
 و صعدتُ معْها لستُ أدري أينَ ،،،، 
أيقظني رنينُ الهاتفِ المحمولِ: 
سدِّدْ ما عليكَ من التزاماتٍ لشِرْكتِنا.
الخميس ٢٧/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

في سرير باذخ بالدفء


في سريرٍ باذخٍ بالدفء
شعر: علاء نعيم الغول

ما أدفأَ الأوقاتَ وحدي
 في سريرٍ ليسَ يُفشي ما يرى في الليلِ
 يعرفُ مفرداتِ الصمتِ في همسِ الوسادةِ 
لا ينازعُني المكانَ و هادىءٌ وقتَ الشتاءِ
 و واسعٌ في الصيفِ أنسى فيهِ أنَّي بعدَ وقتٍ 
ما سأصبحُ آلةً للنومِ ترساً في عقاربَ أوجَدَتْها 
رغبةُ الوقتِ اللحوحةِ كم أحبُّ ملاءةً ألتفُّ فيها 
شبهَ عاريةٍ تلامسُ في نعومتِها رقيقَ مفاتِني 
هذا السريرُ مرواغٌ وقتَ الصباحِ أفيقُ فيهِ 
مليئةً بتصوراتٍ لا تتمُّ بدونِ أحلامٍ تداعبُني 
و تأخذني الملاءةُ تارةً أخرى بعطرٍ قد تغلغلَ 
في النسيجِ المُستبَاحِ و لا أفكرُ في النهوضِ
 و قد عزمتُ على البقاءِ إلى الظهيرةِ و الضحى 
هذا السريرُ مكانَ ذاكرتي الوحيدِ و دفءِ ليلي 
و المسلءِ و رغبتي في أن أعانقَ من أحبْ.
الخميس ٢٧/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

من وحي فيلم: Blade Runner


من وحي فيلم: Blade Runner
شعر: علاء نعيم الغول

رفاقي الخائفونَ
 تحلَّقوا حولي و نادوا من تبقى نائماً
 في حضنِ زوجتهِ لِيَعْلمْ أنه لا وقتَ للغُسْلِ
 المدينةُ غير آمنةٍ ملوثةٌ بما يكفي ليصبحَ
 أهلُها نُسَخَاً من الروبوتِ تجري خلفَ أنفسِها
 كجرذانٍ على ظهرِ السفينةِ و السناجبِ
 بينَ حقلِ القمحِ و الجرنِ المجاورِ
 إخوتي فلنُفْشِلِ المصفوفةَ السوداءَ نفلتْ
 من حواسيبٍ تراقُبُنا على شاشاتِهمْ
 ما مرةً كنا برامجَ للبقاءِ بلا مشاعرَ
 نختفي وقتَ انقطاعِ الكهرباءِ و ندعي أنا 
نعيشُ كما نريدُ لننتفضْ و لنقتِلِ الفيروسَ فينا
 كي نعودَ مهيئنَ لأن ننامَ متى نشاءُ
 مدينةٌ موبوءةٌ لا أمْنَ فيها للروبوتاتِ اللعينةِ
 و هي تلهثُ كالصراصيرِ المصابةِ بالمبيدِ على
 بلاطِ المطبخِ المتروكِ من زمَنٍ لتعذيبِ الجنودِ الهاربينْ.
الأربعاء ٢٦/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ

أشياء نأخذها و نترك بعضها


أشياءُ نأخذها و نتركُ بعضها
شعر: علاء نعيم الغول

شيئانِ مني ثمَّ منكِ بقيةُ الأشياءِ
 مني البحرُ و السفرُ البعيدُ و منكِ شيءٌ واحدٌ
 مني الذي يبقى لنبدأَ ثمَّ تأخذُنا الطريقُ 
و لا مفرَّ حبيبتي مما سنقطعهُ معاً فتهيأي 
للمغرياتِ و موجعاتِ الروحِ للماء الذي في شِلْحِ
 زنبقةٍ على جنبِ الممرِّ و للصعودِ إلى سماءِ
 القلبِ حيثُ أنا و أنتِ الهاربانِ من الرتابةِ
 من مواقيتِ الرجوعِ إلى القرى وقتَ المغيبِ
 لنا هنا وقتٌ و للدنيا مواقيتٌ تسيرُ
 بدوننا و لنا المداراتُ التي لم تستجبْ للشمسِ
 فينا الكونُ و الحجُبُ التي لا توقفُ 
التحليقَ في هذا الفضاءِ و قد أكونُ مغالياً
 في ما أقولُ لربما لكنْ تعالَيْ من هنا
 حيثُ المدينةُ لا تمانعُ أن نغادرَها و نتركَ خلفَنا
 ألمَ الوقوفِ على المداخلِ مُنْهَكَيْنِ و نحنُ
 هذا الكونُ و الدنيا معاً.
الأربعاء ٢٦/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

ترانيم المساء أغاريد الصباح


ترانيم الليلِ أغاريدُ الصباح
شعر: علاء نعيم الغول

عيناكِ نافذتانِ للفرحِ الذي 
لا بدَّ يوماً يستعيدُ الوقتَ من وجعٍ مضى
 و يعيدُ في شفتيكِ لونَ الوردةِ الحمراءَ
 يا نوارُ يا أملَ النهارِ و فرحةَ النفسِ الجريئةِ
 كان يمكنُ أن نموتَ و لم نمتْ و الشمسُ مغويةٌ لنا
 عند الغروبِ  فسابقيني الآن نحو الموجِ 
نحوَ توقعاتِ البحرِ منَّا و ابدأي في عزفِ شيءٍ ما 
قريباً من ترانيمِ المعابدِ أو أغاريدِ الصباحِ 
و ودِّعي الألمَ المَقيتَ لنا الحياةُ لنا انتصارُ الماءِ
 في ساقِ البنفسجِ في رياحينِ الأكاليلِ التي
 كم توَّجَتْ عشَّاقَ وادٍ و الرعاةَ القادمينَ من الصفاءِ 
الحرِّ من خلفِ التلالِ وحينَ يأتي الليلُ لا أحتاجُ أكثرَ
 من هدوءِ الصوتِ فيكِ و صمتِ عينيكِ الذي يمتصُّني 
فأنامَ قبلَ الوقتِ مراتٍ و أقرأَ فيهما ماضٍ بأكملِهِ.
الأربعاء ٢٦/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

ما كنت يوماً كاذباً


ما كنتُ يوماً كاذباً
شعر: علاء نعيم الغول

ما كنتُ يوماً كاذباً
كانوا أنانيينَ يستثنونَ أنفسَهم و كنت ُ مهدداً
بالموتِ كنتُ أصارعُ الوقتَ العفيَّ بقلبِهمْ فانهارَ عندَ المفترَقْ


ما كنتُ يوماً كاذباً
كانوا فقط يتآمرونَ عليَّ أكثرَ كلما أفرطتُ في حبي لهم
و سهرتُ أياماً على بابٍ لهم بالأمسِ في وجهي انغلقْ

ما كنتُ يوماً كاذباً
كانوا أمامي لوحةً مشغولةً بخيوطِ تِبْرٍ  كم خشيتُ
الوقتَ يبترُها فعاثوا بالظنونِ و عندها قلبي احترقْ

ما كنتُ يوماً كاذباً
كانوا معي قوسي الذي آليتُ أن يبقى بأيديهم ليحميني
و عن عمدٍ وجدتُ السهمَ يسرعُ نحو صدري و اخترَقْ

ما كنتُ يوماً كاذباً
كانوا على جسدي كوشمٍ لا يزولُ و لا يروحُ اللونْ منه
فبدلوا في الحالِ جلداً ليسَ من لوني بجلدٍ من ورَقْ
الاربعاء ٢٦/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضُ الفراغ

اعترافات على وجه حزين


اعترافاتٌ على وجهٍ حزين
شعر: علاء نعيم الغول

خلفَ ابتسامتيَ التي في الوجهِ وجهٌ آخرٌ
قلبٌ من الفوضى و فوضى غير واضحةٍ
و أسئلةٌ تلاحقُني و أجوبةٌ أحاولُ فهمَها وحدي
و أنصِتُ مرةً للقلبِ ثم أراهُ متَّهَماً فأنصتُ مرةً أخرى
لصوتٍ لستُ أعرفُهُ يراودُني لأجري خلفَهُ كصبيةٍ ممسوسةٍ
وجهي الجميلُ كما تقولُ حكايةٌ أطلقتُ فيها ألفَ أغنيةٍ
و نصفَ الوردِ كي أبدو بلا وجعٍ و أمشي تارةً بينَ الهواءِ 
و غرفتي و أسيرُ تاراتٍ أمامَ البحرِ لا أصغي لشيءٍ
ضاقَ بي هذا المكانُ و لا أزالُ طليقةً و نسيتُ نفسي
لا أزالُ أنا التي أوجعتُ نفسي بالتجاهلِ و احتواءِ الآخرينَ 
نسيتُ أني لونُ هذا الزهرِ أنسامُ البداياتِ الرقيقةِ 
صورةٌ مرسومةٌ بالأزرقِ البحريِّ بالضوءِ المسائيِّ النقيِّ
و خلفَ وجهي حزنُ عصفورٍ على غصنٍ أمامَ البيتِ 
تحتَ الغيمِ و المطرِ الذي لم ينقطعْ منذُ الصباحْ.
الثلاثاء ٢٥/٨/٢٠١٥
من مجموعة الصوتُ ينسى و المدينةُ فارغة

ثقوب في جدار سميك


ثقوبٌ في جدارٍ سميك
شعر: علاء نعيم الغول

النارُ ثقبٌ ضيِّقٌ في القلبِ
 تنفثُ نفسَها بتوحشٍ يكفي لينضحَ جلدُكَ 
المغشوشُ بالعرقِ السخيِّ تسيلُ فيهِ سمومُ
 نفسِكَ خارجاً من كونِكَ المدفونِ في نيَّاتِكَ 
الأولى و في أحلامِكَ الوَلْهَى و رغبتِكَ الثقيلةِ
 في الجنوحِ إلى الغريبِ و ما تحبُّ النارُ تبعثُها 
الوساوسُ و الظنونُ و بذرةٌ شوكيةٌ مغروسةٌ في قاعِ 
نفسِكَ أيها العاديُّ يا من دائماً تخشى الظهورَ 
أمامَ نفسِكَ عارياً متسلقاًسوءاتِ ماضيكَ البعيدِ 
و عورةً في صوتِكَ الرخوِ الذي لا يشبهُ الوترَ المعدَّ 
لعزفِ لحنٍ مقنِعٍ و النارُ ثقبٌ آخرٌ في قلبِ من أحبَبْتَها 
يكفي ليصهرَ فوقَ جلدِكَ ثلجَها الصلبَ الذي 
فتَّتَّهُ قُبَلاً و دعواتٍ على مرأى من البحرِ 
المقسَّمِ بين نارِكَ مرةً و عيونِها
 و القلبِ مراتٍ و مراتْ.
الثلاثاء ٢٥/٨/٢٠١٥
من مجموعة النار تحتضنُ الفراغ

الاثنين، 24 أغسطس 2015

مساءاتٌ فائضة بالعرق


مساءاتٌ فائضةٌ بالعرق
شعر: علاء نعيم الغول

الليلُ مصيدةُ الظنونِ 
و حبةُ الخوخِ الطريةُ و هي تملأُ 
فيكِ طعماً فاحَ من جسدٍ شهيٍّ فائضٌ 
ما بينَ ثدييكِ الهواءُ بدفءِ عطرٍ لا يراعي 
خصلةَ الشعرِ التي غطتْ بياضَكِ باشتهاءٍ
 موغلٍ في لونِهِ المغسولِ في شبقِ المسا و الكستناءِ 
و في بياضكِ جذوةٌ تكفي لتأخذَ زاهداً من نفسهِ 
و تسوقَ في أوصالِهِ ماءَ الغوايةِ ما اراهُ يعيدُ
 ذاكرةَ افتراسِ الظبيةِ البيضاءَ فوقَ حشائشِ 
الاسْتِبْسِ في غاباتِ أوغندا الكثيفةِ أيُّ عاجٍ 
يحملُ الترفَ الذي يلتفُ في ساقَيْكِ في خصرٍ
 رقيقٍ مرمريٍّ كلُّ هذي النارِ فيكِ كفيلةٌ بتمردي
 و تساقطِ العرقِ المغامرِ بينَ جِلْدَيْنا مساءً كاملاً
 تتسابقُ الأنفاسُ فيهِ إلى البدايةِ في شفاهكِ
 و النهايةِ بين ما تركتهُ هذي النارُ في نَهْدَيْكْ.
الثلاثاء ٢٥/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة






Is this the face that launched a thousand ships?




Is this the face that launched a thousand ships?
شعر: علاء نعيم الغول

ما وجهُها يا ضوءُ 
ما هذا البهاءُ و ما تمنَّيْتُ انتظاراً 
فائضاً بالامتنانِ  للحظةٍ في العُمْرِ أعطَتْنا 
اللقاءَ المُبْتَغَى و تناثرتْ من حولِنا أوراقُ هذا 
الصيفِ يا عِنَبَ الهواءِ الحرِّ يا تينَ البيوتِ 
المُخْمَليِّ كصوتِها قبلَ النعاسِ أحبُّها 
من غير شرطٍ مُوجِعٍ و توقعاتٍ لا نلاحقُها
 ستأتي هكذا في وقتِها اللحظاتُ مُشْرَعَةً 
كبابٍ يُدْخِلُ الظلَّ الغنيَّ بوشوشاتِ البحرِ
 في عينيكِ ما في هذهِ الكتبِ التي فتشتُ في 
أسرارِها عما يفسرُ لي هدوءَكِ و هو يسري
 في شراييني عميقاً دافئاً و مُبرِّراً لأنامَ 
بعدَ الليلِ بعدَ هروبِ آخرِ نجمةٍ سأظلُّ أبحثُ 
في ابتسامتِكِ الشهيةِ عن صباحٍ مُفْرِحٍ و تغيراتٍ
 أستطيعُ العيشَ فيها آمناً و مسالماً ما وجهُها يا ضوءُ
 قُلْ لي ما أراهُ الآنَ منها مُدْهشاً و مفاجِئاً.
الاثنين ٢٤/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة
العنوان من مسرحية كريستوفر مارلو دكتور فاوستاس

رسائل حب على ورق بنكنوت


رسائلُ حبٍّ على ورقِ البنكنوت
شعر: علاء نعيم الغول

الحبُّ حِبْرٌ دافىءٌ
 ورَقٌ تبيَّنَ أنه لم يختلفْ عما تداولَ
 بين أروقةِ البنوكِ و في محلاتِ الصرافةِ 
في جيوبِ المُتْرَفينَ و بينَ تجارِ الحشيشِ على 
الحدودِ و في إطاراتٍ من الكاوتشوكِ عند 
الشاطىءِ الممتدِّ ليلاً هكذا و الحبُّ نافذةٌ من 
الخشبِ المُشَقَّقِ تحتَ حرِّ الشمسِ و المطرِ 
الغزيرِ و كلما أحببتُ أكثرَ أشتهي عينيكِ حين 
تصدِّقانِ شفاهي الملأى بهمساتٍ تقولُ أنا 
أحبُّكِ أشتهي خوْخاً بطعمِكِ في مساءٍ غارقٍ 
بالعطرِ منكِ و لا أصدُّقُ كيف جئنا من بعيدٍ 
من ثنايا الوقتِ نشبهُ رغبةَ السنجابِ في 
تأمينِ ما يحتاجُهُ لليومِ أذكرُ كيف كان يحومُ 
حولي جاهزاً للانقضاضِ على الذي في الكيسِ 
فانقضِّي على قلبي برفقٍ مثل سنجابٍ عفيٍّ 
تحتِ ظلِّ القَيْقَبِ العالي أمامَ البيتِ 
في أيلولَ أو تشرينَ أو ما شئتِ من وقتٍ.
الاثنين ٢٤/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

الأحد، 23 أغسطس 2015

مشاهد مشطوبة



مشاهد مشطوبة
شعر: علاء نعيم الغول

كم سيءٌ تقديمُ لائحةِ اتهامٍ ضد نفسكَ
 ضدَّ ماضيكَ الذي رمَّمْتَهُ شيئاً فشيئاً كي 
يصيرَ كما تريدُ الآن منتمياً إليكَ بدونِ تأنيبٍ 
لما أبدعتَ في شطبِ الكثيرِ من المشاهدِ كي 
ترتبَ ذكرياتٍ أو مصادفةً تريحكَ من عناءِ
 المزجِ بين الآنَ و الأمسِ المُفَتَّحِ مثل جرحٍ غائرٍ
 لم يلتئمْ لم دائماً نسعى لطيِّ مشاهدٍ من فترةٍ
 ليستْ بمدهشةٍ و يبقى الأمسُ تذكرةَ الوصولِ إلى 
هنا في حافلاتٍ تسْتقلُّكَ عنوةً لمَ دائماً عينايَ مجهدتانِ
 من هذي الكتاباتِ التي دونتُها أيامَ كنتُ مناضلاً 
من غير أفكارٍ و مندفعاً بما يكفي لأرجعَ خائباً 
من غير شيءٍ واعدٍ متخفياً مما ارتكبتُ حماقةً 
أو ما يُسَمَّى نخوةً في موقفٍ 
ما كانَ يجدرُ بي بتاتاً أنْ أكونَ هناكْ.
الاثنين ٢٤/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ








وشم على طرق المدينة


وشمٌ على طرق المدينة
شعر: علاء نعيم الغول

قالوا قديماً لي ستعشقُ  فجأةً و تحبُّها
 و ترى مفاتنَها التي أعطَتْكَ وجهاً رائقاً 
و مسافةً أخرى لتعرفَ أنَّ خلفَ الغيمِ دوماً
 ما تُحبُّ من المفاجأةِ المُعَدَّةِ للهروبِ بها 
إلى بيتٍ بعيدٍ تأخذانِ بقيةَ الوقتِ الذي لم 
يهترىءْ في زحمةِ المللِ المَقيتةِ في مفاتنِكِ الرقيقةِ
 دعوةٌ كالوشمِ في جلدٍ يضاهي العاجَ 
في تبريرِ ملمسهِ و يأخذُني هدوؤك في اغترابٍ
 لا أصدقُ أنهُ لغتي التي أحتاجُها لأقولَ
 في عينيكِ سرَّاً لم ْ أبحْ يوماً بهِ و أقولَ 
بين يديكِ ما قالتْهُ لي عيناكِ عن  شفتيكِ
 و الصوتِ الذي في همسهِ أنسى المدينةَ و اختناقَ 
شوارعِ البلدِ القليلةِ بالمشاةِ العاطلينَ و بالنساءِ
 المُجْهَداتِ من التنقلِ بينَ أرصفةِ الطريقِ و قد نسيتُ 
الآنَ أني موجَعٌ و لديَّ أسئلةٌ و قلبٌ مُتْعَبٌ.
الأحد ٢٣/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

بذور الحب و الشر


بذور الحب و الشر
شعر: علاء نعيم الغول

النارُ أولُنا و مِنْها بذرةُ الشرِّ التي جعلتكَ
 وحشاً فاتحاً عينيكَ دوماً مثلَ فوهةِ البنادقِ 
سوفَ تُزهِرُ شوكةٌ تكفي لحبٍّ طارىءٍ
 عن غير قصدٍ منكَ يبدو الحبُّ أشبهَ
 بالوقوفِ أمامَ قاطرةٍ لنقلِ الفحمِ لا تحتاجُ  
رائحةً لتعرفَها و يشبهُ صافراتِ الحربِ 
كي تلِجَ النساءُ إلى الملاجىءِ قبلَ غاراتِ المساءِ
 و يشبهُ العطرَ الذي لا زالَ في شفتيكِ بعدَ مداعباتِ
 الليلِ في قلمِ الشفاهِ  و بذرةُ السوءِ التي نبتتْ على
 مهلٍ ستثمرُ فجأةً بغوايةٍ  أحببتُها يا هذهِ النارُ
 الخفيَّةُ نحنُ جنسٌ بائسٌ لا شيءَ فينا يستطيعُ
 الاتكاءَ عليكِ يأخذُ منكِ وعداً واحداً بالاقترابِ 
بدونِ سوءٍ منكِ هذا الحبُّ شيءٌ منكِ لا يُروَى 
فيُطْفَأَ أو يُلامُ فينتهي 
و الحبُّ فيَّ يزيدُ يوماً بعد يومْ.
الأحد ٢٣/٨/٢٠١٥
من مجموعة النارُ تحتضنُ الفراغ
ب

وسائد بأحلام لم تصل


وسائدُ بأحلامٍ لم تصلْ
شعر: علاء نعيم الغول

ليستْ لنا هذي الدموعُ 
و لا أظنكِ تملكينَ وسادةً أخرى تفتشُ فيكِ
 عن حلمٍ يُريحُكِ يستبيحُكِ قبلَ نومكِ ينتهي
 من غير تفصيلٍ لما في القلبِ قلبُكِ فرصةٌ
 عفويةٌ ليصيرَ واحاتٍ أمامَ النخلِ في ظلِّ 
الطيورِ العائداتِ من الرحيلِ الى رحيلٍ واسعٍ
 فينا تعالَيْ نرشفُ العسلَ المصفَّى في ترانيمِ 
الضحى و ننامُ ثانيةً على صوتِ الهدوءِ المُسْتَمَدِّ من 
التصالحِ مع بقايانا الجميلةِ في مدينتنا التي 
اتخذتْ نوافذَنا ممراً آمناً للبحرِ ذاكَ المُسْتَعادُ 
من الفصولِ و لا يزالُ معلقاً في حوصلاتِ 
النورساتِ هنا أحبُّكِ تاركاً خلفي فراغاً فائضاً 
بالاتتظارِ لكلِّ شيءٍ أو هناكَ يكونُ حبي شاهداً عني 
أمامكِ حين يجمعُنا المكانُ بدونِ خوفٍ أو قلقَ.
الأحد ٢٣/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

السبت، 22 أغسطس 2015

نوع من الحب


نوعٌ من الحب
شعر: علاء نعيم الغول

الحبُّ سقفُ البيتِ 
أضواءُ الطريقِ و أنتَ تقطعُ شارعاً
 متفرعاً و صراخُ طفلٍ ضلَّ في السوقِ 
المليئةِ بالنساءِ الكاشفاتِ صدورهنَّ الآن 
أوضحَ تحتَ حرِّ الشمسِ هذا الحبُّ ذاكرتي
 و شاحنةُ الجنودِ تمرُّ من جنبي سريعاً بالبنادقِ 
و الذخيرةِ نحو معتقلٍ جديدٍ في مكانٍ كنتُ 
أكبرُ فيهِ أنتِ حبيبتي و الوقتُ معتقلٌ بشباكٍ
 صغيرٍ خلف سلكٍ شائكٍ و الحبُّ أنتِ و ما يحررُني 
أخيراً من قيودٍ أنكرتْ فيَّ احتياجي للفضاءِ السرمديِّ 
و في يديكِ الانعتاقُ و طعمُ ماءِ النبعِ و التوتِ الغنيِّ 
بليلِ تشرينَ المليءِ بصوتِكِ العفويِّ في عينيكِ ما 
لا ينتهي منِّي أنا الآتي إليكِ و قد تركتُ الطيرَ 
تأخذُني اليكِ أنا أحبكِ موقناً 
أني طريقُكِ لي فهيا من هنا.
السبت ٢٢/٨/٢٠١٥
من مجموعة  الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة

قنص الغزالة


قنصُ الغزالة
شعر: علاء نعيم الغول

الحُبُّ قنصُ غزالةٍ 
و تشققُ الأرضِ الطريةِ عن بذورِ
 الخَوخِ أعرفُ أنَّ قلبَكِ نبتةٌ تركتْ 
لدفءِ الشمسِ أن يسري على أطرافِها
 بندى الصباحِ و أنَّ وجهَكِ دعوةٌ مملوءةٌ 
ببذورٍ وردٍ آخرٍ يا مَنْ لها أمسَكْتُ نفسي 
عن مساءلةِ الفَراشِ لِمَ استعادَ اللونَ من عينَيكِ 
و الشفتينِ من ألقِ ابتسامتِكِ البريئةِ من تفاصيلِ
 الضُّحى في آبَ في أيلولَ و الوقتِ الذي ما كانَ 
يجمعُنا و كيفَ البحرُ يتركُ لونَهُ للموجِ ثم ينامُ
 في ريشِ النوارسِ كيفَ صارَ الطيرُ يعرفُ 
طعمَ زهرِ التوتِ مُبْتَلَّاً و يسكنُ بين أسقُفِنا القديمةِ
 أيهذا الحبُّ أنتَ السرُّ فيما دارَ بينَ الخلقِ منذُ 
الخلقِ فاقْسِمْ بيننا هذا العناءَ و خذْ نصيبَكَ من 
ليالينا الطويلةِ و انتظارٍ عاثَ في أنفاسِنا و القلبْ.
السبت ٢٢/٨/٢٠١٥
من مجموعة الوقت ينسى و المدينةُ فارغة

قلب عند مفترق مزدحم


قلبٌ عند مفترقٍ مزدحم
شعر: علاء نعيم الغول

لمْ أُعْطَ هذا القلبَ 
كي يغدو مُعيقاً لي و يأسرَ فيَّ 
روحاً لا تطيقُ السورَ حولَ البيتِ تكرهُ 
ما تراهُ على الطريقِ من الشواخِصِ كي 
ترتبَ سيرَها المحكومَ للعبثِ المنظَّمِ لا مكانَ
 لهادىءٍ في بؤرةِ الصخبِ الذي لا ينتمي 
إلا لناقلاتِ التبغِ للمدنِ الفقيرةِ و اعتصامِ
 المومساتِ هناكَ في أثينا لتأمينِ احتياجاتِ البغاءِ
 لهنَّ و الفوضى التي عقِبَتْ خروجَ الاحتلالِ 
من المناطقِ دونما حلٍّ ثنائيٍّ و هذا القلبُ 
يحسبُني أجيراً عندهُ يُملي شروطاً لا تعي
 معنى انتصاري للحقيقةِ في الوقوفِ أمامَ 
نفسي دائماً متشككاً فيما أراهُ و لي حياةٌ 
لا هوادةَ في الحفاظِ على مداخلِها و توسيعِ النوافذِ
 للهواءِ الحرِّ و البحرِ البعيدِ و دائماً في الحبِّ 
ما يعفيكَ من تبريرِ ما تفعلْ.
السبت ٢٢/٨/٢٠١٥
النارُ تحتضنُ الفراغ

الجمعة، 21 أغسطس 2015

عروس البحر


عروسُ البحر
شعر: علاء نعيم الغول

علاءُ
لطالما أيقنتُ أنكَ لي
 و أنكَ لا تحبُّ سواي كل العابرينَ تشابهوا
 و أنا و أنتَ تشابهتْ فينا الحياةُ و سوف
 نبحثُ عن مدينتِنا التي في الرملُ من قبلِ
 البدايةِ سوفَ نجعلها عروسَ البحرِ و الصيفِ
 الطويلِ و دفءَ تشرينِ المدلَّلِ في هواءِ الليلِ
 أنتَ ملأتني بالوقتِ كي نشدو معاً و نطيرَ أعلى
 من سقوفِ بيوتِنا و يسوقُنا الدوريُّ أبعدَ ثم أبعدَ
 حيثُ تغرينا السماءُ بزهوِها كلُّ الحياةِ مفاجآتٌ نحن 
منها لن نفرطَ في حقيقتِنا الأكيدةِ لا تراجعَ عن معاني
 الحبِّ في أوقاتِنا و مكاننا يا أولَ الأوقاتِ في أيلولَ
 يا هذا و تسبقُني إلى نفسي و أسبقُ فيكَ روحَكَ
 فالتمسْ فيَّ الخلاصَ و كن معي لتكونَ أنتَ
 كما تُحبُّ و أبتغي في القربِ منكْ.
الجمعة ٢١/٨/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت

رغوة باذخة


رغوةٌ باذخة
شعر: علاء نعيم الغول 

الماءُ دفءٌ مُغْرِضٌ يستنزلُ الشَّبَقَ
 العفيَّ برغوةٍ تكسو مسامَكِ يختبي بين 
الفقاعاتِ الغنيةِ باللزوجةِ فوقَ جلدِكِ
 مَلْمَسُ الشامبو يغيرُ ملمسَ الماءِ انتظاراً
 للتلاشي في هواءٍ باذخٍ بالدفءِ و الخَدَلِ
 الأخيرِ على أناملكِ الرقيقةِ تُمسِكُ البللَ
 المقسَّمَ بين شعرِكِ و انحناءاتٍ  على جسدٍ 
يذيبُ الشمعَ فوقَ فِرِاشِ ليلٍ ذائبٍ في العطرِ
 يأخذُني إليهِ و أشتهيهِ على يقينٍ أنَّ بي 
شوقاً إليكِ يدقُّ في قلبي كساعاتٍ معلقةٍ
 على جدرانِ بهْوٍ واسعٍ لا زلتُ ألمَسُ فيكِ 
جلداً فائضاً بشراهةٍ للماءِ للضوءِ المخاتلِ 
في ثنايا مِنشفاتٍ أُشْبِعَتْ بالدفءِ أكثرَ
 هكذا للماءِ شهوةُ وردةٍ للظلِّ رغبةُ شعرِكِ المبلولِ 
في ترطيبِ جِيدِكِ بعدَ حمَّامٍ شهيٍّ باذخٍ.
الجمعة ٢١/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

صوف في كومة شوك

صوفٌ في كومةِ شوك
شعر: علاء نعيم الغول 

لا نارَ مثل الانتظارِ و أن تنامَ على يسارِكَ
 موجَعاً أو أن تصدِّقَ ما ترى عيناكَ في مرآةِ
 عُمْرٍ مسرعٍ كالطيرِ خلفَ الماءِ هذي النارُ حولكَ
 منذُ أنْ بدأتْ حياتُكَ بافتراسٍ واضحٍ لمقدراتِكَ
 و احتياجِكَ للتخلي عن قوانينِ التنقلِ بين نفسكِ 
تارةً و ملاحقاتِ الآخرينَ لما تُحبُّ و أنتَ وحدكَ 
دائماً مُسْتَنْزَفٌ كالثلجِ تحتَ الشمسِ تجري 
ذائباً يمتصكَ الوقتُ الجبانُ و أنتَ تعجزُ عن 
مواصلةِ الغناءِ بنبرةٍ مفتوحةٍ هذا الوجودُ 
معقدٌ كالصوفِ بين الشوكِ لا يكفيكَ أن تحمي
 يديكَ من الخدوشِ هناكَ ما لا ينبغي الاغفالُ عنهُ 
لكي يظلَّ الخيطُ موصولاً و هذي النارُ زائفةٌ 
تحاصرُنا بجلدٍ لا يقاومُها و أنتِ
 حبيبتي وجهي الذي لا يختفي 
في زحمةِ الوقتِ الجبانْ.
الجمعة ٢١/٨/٢٠١٥
النارُ تحتضنُ الفراغ 

غيوم في عيون واسعة


غيوم في عيون واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ جائعتانِ جوعَ الريحِِ
 في تشرينَ تبتلعانِ غيمَ الليلِ 
عن ظهرِ المدينةِ و هي نائمةٌ و حين أراهما
 يقفُ الزمانُ للحظةٍ و تمرُّ ذاكرتي سريعاً 
بالذي قد كان في عمري  و أعرفُ أنَّ في عينيكِ 
أسراراً بلونِ الوردِ في ما تلبسينَ الآنَ في فنجانِ
 قهوتِكِ الغنيةِ بالصباحِ و نكهةِ الشوكالا و في عينيكِ
 آلامُ الحقيقةِ و اغترابِكِ في مكانٍ لا يراكِ كما أراكِ
 رقيقةً كجناحِ وروارٍ على غصنِ الظهيرةِ فيهما 
وجعُ انتظارِكِ للغدِ المفتوحِ دونِ ترددٍ لمفاجآتٍ 
لا تُصَدَّقُ فيهما تقفُ المحطاتُ البعيدةُ عند أرصفةِ  
الغيابِ أنا و أنتِ على يقينٍ أننا غرباءُ أولُنا هنا 
و هناكَ موعدُنا قريباً عندَ أولِ شاطىءٍ يمتدُّ فينا
 واسعاً كالحبِّ أول ما يكونُ و قبلةٍ  تُعْطَى
 على مهلٍ و حُبْ.
الجمعة ٢١/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

الخميس، 20 أغسطس 2015

ترانيم صوت مدهش


ترانيمُ صوتٍ مدهشٍ
شعر: علاء نعيم الغول 

لكِ صوتُ أولِ موقِنٍ باللهِ
 قالَ لنا الحقيقةَ و اختفى بين التلالِ 
و لا تزالُ نسائمُ الشرقِ القليلةُ تحملُ 
النبراتِ منكِ تميلُ منها الأقحواناتُ المليئةُ
 بالسماءِ و مغرياتِ الانفتاحِ على الهواءِ 
و لا أزالُ أنا مليئاً باحتياجاتِ الوصولِ إليكِ
 يا سفَرَ المسافةِ بيننا و توجعاتِ النفسِ كيفَ 
لي السبيلُ إليكِ صوتُكِ يحملُ السرَّ الذي جعلَ
 الطيورَ جميعها مكشوفة للبحرِ تتركُ ريشَها
 للريح ممسكةً بقبعةِ الفنارِ و حين أسمعُ صوتَكِ
 المنحوتَ من قشْرِ الصنوبرِ أرتخي متوقعاً أن يصبحَ
 الليلُ البهيُّ مفاجآتٍ للبقاءِ معاً لتنبتَ جنبَ هذا 
السورِ أولُ سوسناتِ الصيفِ يا صوتَ الفراغِ 
و منشداتِ معابدِالتقوى البعيدةِ و الترانيمِ التي 
ترقى بمن يعصونَ صوبَ بدايةٍ لا تنتهي بالشرْ.
الخميس ٢٠/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

الكَرْمُ المجاور للحديقة


الكَرْمُ المجاورُ للحديقة
شعر: علاء نعيم الغول 

قالتْ أحبُّكَ 
فانبرى عودُ الثقابِ ليشعلَ الكرمَ 
المجاورَ للحديقةِ عندها أطفأتُ غرفتيَ 
الصغيرةَ و اقتبستُ عبارةً للحبِّ من ورقٍ 
قديمٍ صارَ لي وجهٌ قريبٌ من بزوغِ الفجرِ 
قبلَ تفتحِ النوَّارِ قالتها و طارَ بها الفراشُ وراءَ
 أبياتِ الصفيحِ و كوخِ فلاحٍ بسبطٍ و اعترفتُ 
بمثلها و تشبَّثَتْ بالموجِ أخشابُ المراكبِ مثلما
 علقتْ بهذا القشِّ نارُ الفُرْنِ لا تدري بأنَّ الحبَّ
 يجعلُني بذوراً تُنبتُ الحناءَ تحملُ سرَّ لونِ
 الخَوْخِ و الطعمَ الذي في شجْرةِ الخروبِ 
يأخذُني إلى حيثُ القبائلِ و هي ترقصُ مرةً
 للموتِ حولَ بحيرةٍ مهجورةٍ و تصيحُ مراتٍ
 على قممِ التلالِ ليخرجَ القمرُ البعيدُ أحبُّها
 و يقولُ لي جاري المُسِنُّ هناكَ ما يكفي 
لديَّ لكي نكونَ معاً بعيداً أو هنا.
الخميس ٢٠/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

شفاه ما بعد الليل



شفاهُ ما بعد الليل
شعر: علاء نعيم الغول 

على شفتيكِ يرتسمُ الوجودُ 
و يَقْبَلُ الكرزُ التقاءَ شفاههِ بهما 
و أقبلُ أن أذوبَ بهمسةٍ تكفي لأخرجَ 
من قيودِ الوقتِ من شَرَكِ الحياةِ و فيهما 
لا شيءَ يجعلُني أفكرُ في الرجوعِ الى
 الوراءِ فقبِّليني الآنَ أولَ مرةٍ و خذي بقيةَ 
ما بقلبي من هواءٍ آهِ من شفتيكِ تخذُلني الوسادةُ
 فيهما و يطولُ بي سهري على طعمٍ يسيلُ مع 
الرضابِ و أنتشي وحدي و وحدي هكذا أصحو
 و قد بدأ النهارُ بدونٍ خوفٍ فيهما أبدو قريباً
 من مصبِّ النهرِ من وادٍ بلونِ غدي و لونِ شفاهكِ
 الملأى بفيضٍ دافىءٍ يغتالُني بهدوئهِ و يذيبُني 
حتى أقولَ أنا ولدتُ الآنَ تدفعُني الحياةُ إلى خلاصٍ 
أبتغيهِ و في شفاهِكِ ما أحبُّ من الكلامِ 
و ما أريدُ من القُبَلْ.
الخميس ٢٠/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 

شمس في سلال القش


شمسٌ في سلالِ القش
شعر: علاء نعيم الغول 

الوقتُ ما نحتاجُهُ 
و الوقتُ في عينيكِ يشبهُ حافلاتِ 
العائدينَ إلى قراهم منهكينَ و في شفاهكِ 
يشبهُ الماءَ النقيَّ على قشورِ التينِ هذا 
الوقتُ حاجتُنا التي لا بدَّ منها كي نجربَ ذكرياتِ 
البحرِ قبلَ جفافِها في الملحِ نُحصي الوردَ فوق سياجِ
 هذا البيتِ أنتِ جميلتي و الارتياحُ أمامَ نافذةٍ 
معبأةٍ بألوانِ الفراشِ و في المحطاتِ الكثيرةِ لا تزالُ 
خطاي تتبعُ من يجربُ شارعاً لا ينتمي لمدينةٍ 
مألوفةٍ هيا نروحُ إلى البعيدِ من المكانِ نحاصرُ الشمسَ 
الصغيرةَ في سلالِ القشِّ بينَ حياضِ فلٍّ باردٍ 
و على شفاهٍ عادةً تتبادلُ القُبَلَ الخفيفةَ في الهواءِ 
و قُبْلَتَيْنِ كما اللهيبُ على محطاتِ الشتاءِ 
و حاجتي للوقتِ تكبرُ كلَّ يومٍ كي 
أراكِ على رصيفٍ واسعٍ.
الأربعاء ١٩/٥/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة 
ن

سفرجلات غير ناعمة


سفرجلاتٌ غيرُ ناعمة
شعر: علاء نعيم الغول 

تعالَيْ طالما صرنا معاً نضعُ الخطى 
حيثُ المسافةُ لا تُعاندُنا و نرقى في سماءٍ 
لا تحاسبُنا على أسمائِنا الاولى و لا طعمِ 
السفرجلِ إنْ تغيرَ في شباطَ و لا على
 نياتِنا في الابتعاد عن المدينةِ و هي كارهةٌ
 لأهليها الذين تشققوا في حرِّها و تكاثروا
 حتى التوحشِ طالما جئنا إلى هذي الطريقِ
 تسلقي معيَ الشُجَيْرَةَ فوقَ تلاتِ الهواءِ
 و جربي الظلَّ البسيطَ معي لنعرفَ ما تكونُ
 عليهِ أيامُ العناقِ و مفرداتُ الحبِّ في الليلِ
 الطويلِ و آبُ فاتحةُ التحرشِ بالذي نخفيهِ
 في نظراتِنا و غداً سنرفعُ بابَنا حتى تمرَّ
 الشمسُ منهُ إلى البنفسجِ و الهواءُ إلى نوافذِنا
 الصغيرةِ كلما فتشتُ في عينيكِ أدركُ كم أنا متصالحٌ
 مع هذهِ الدنيا و في عينيكِ ما يكفي لنبدأَ من جديدْ.
الثلاثاء ١٨/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةُ فارغة  

الوقت يجعلني أحبك



الوقتُ  يجعلُني أحبك
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا تخبىءُ أيها القدَرُ الخفيُّ 
و أنتَ تعلمُ أنني لا أملكُ الوقتَ الذي أحتاجهُ 
لأفرَّ منكَ و أنني هشٌّ كقشرِ الثلجِ لا تعبثْ
 بقلبي فالحياةُ مفاجآتٌ دائماً و النفسُ 
تهوى الانتطارَ أمامَ بابِ جميلةٍ في وجهِها 
سرُّ البداياتِ المُحَيِّرُ و انقسامُ القلبِ بينَ 
الابتسامةِ و الشفاهِ و رغبةٌ مفتوحةٌ لمغامراتٍ
 لستُ أدري هل أوفَّقُ في اجتيازِ الرملِ في 
وهجِ الظهيرةِ حافياً و أنا تحيُّرُني المفاجأةُ 
التي لا أملكُ التأويلَ و المعنى لها و أتوهُ
 في هذا الجمالِ المستبدِّ و أنتهي بيني و بينكِ 
حائراً أيضاً خذيني في خيوطِكِ و اغزليني وردةً 
في ثوبِكِ الزاهي و ريشاً للطيورِ على سطوحِ 
البيتِ يا قدري المُخبَّأُ في ثنايا الريحِ 
و الغيمِ المبلَّلِ بالمسافةِ بينناَ.
الثلاثاء ١٨/٨/٢٠١٥
الوقتُ ينسى و المدينةٌ فارغة



وجع لا ينتهي



وجعٌ لا ينتهي
شعر: علاء نعيم الغول 

اليومَ كانَ البحرُ مختلفاً 
أُطلُّ عليهِ من شرفاتِ فندقِ شاطىءٍ 
حتى الظهيرةُ أوقفتني عندَ لونِ الموجِ 
يبدو من بعيدٍ هادئاً و لسانُ هذا المرفأِ
 الممتدِّ خلفَ مراكبِ الصيدِ الصغيرةِ
 لا يزالُ معلقاً في الشمسِ يسألُ عنكِ
 عن وجهٍ يقاسمُ كلَّ هذا الاندهاشِ بما 
أراهُ الانَ هذا الحرُّ يجعلُنا عبيداًً للهواءِ 
و نتقيهِ بأي ظلٍّ عابرٍ و البحرُ يدعوني إليكِ 
و يستفزُّ الذكرياتِ و لا أرى مما أرى إلا 
احتراقي فيكِ يا وجعَ النهارِ و ما يكونُ عليهِ
 هذا الليلُ من بذخٍ ثقيلٍ كلما صادفتُ هذا 
البحرَ أشعرُ بالدوارِ و تعتريني رغبةٌ في النومِ 
بينَ يديكِ ألمَسُ دفءَ عطرِكِ في يديَّ 
و سوفَ يبقى الصيفُ فاتحةَ الهواءِ و لونَ 
هذا الموجِ في عينَيْكِ يا وجعي الذي لا ينتهي.
الخميس ٢٠/٨/٢٠١٥
النارُ تحتضنُ الفراغ 

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

من حقاؤق التاريخ و الموت


من حقائقِ التاريخ و الموت
شعر: علاء نعيم الغول 

لِمَ كلُّ هذا 
ما الذي يأتي بأتيلا بالجنودِ و راجماتِ
 النارِ ينتعلُ الخرابَ و لا يفكرُ كيف ساقتهُ 
المسافةُ من وراءِ النهرِ صوبَ حدودِ روما 
لا أصدقُ أنها شهواتٰ حربٍ إنما ليصيرَ 
هذا الموتُ أكثرَ دهشةً و مفاجئاً و لكي
 نعجل بالنهايةِ هكذا يتجددُ التاريخُ و القتلى 
و تكبرُ لوحةُ الموتى على النُّصُبِ الكثيرةِ 
في ميادينِ العواصمِ فوقَ جدرانِ البناياتِ 
الجميلةِ ما الذي يأتي بأتيلا حاملاً وجهاً مقيتاً
 لا يثيرُ شهيةَ امرأةٍ تفتشُ بين ثدييها 
عن العطرِ القديمِ و لا ترى غير اهتراءِ 
الوقتْ في لونِ التجاعيدِ الخفيةِ لا أرى 
سبباً لهذا الموتِ غير الموتِ مسرعةٌ هي الدنيا
 و مقلقةٌ حكاياتُ الزمانِ و فائضٌ هذا 
الفراغُ بنا و بعد دقائقٍ سيحينُ نصفُ الليلْ.
الخميس ٢٠/٨/٢٠١٥
النارُ تحتضنُ الفراغ 

النارُ فينا أولاً



النارُ فينا أولاً
شعر: علاء نعيم الغول 

النارُ كانتْ سائلاً 
و توهجتْ حين انتشى هذا الترابُ 
بماءِ أولِ غيمةٍ كان الهواءُ يسوقها
 نحو المدينةِ صارَ يمكنُ للسنابلِ وقتها
 أن تجعلَ الدنيا مكاناً آمناً شيئاً 
و نبدو كلنا أشباهَ بعضٍ في النهايةِ
 و البدايةِ أيها الجسدُ الذي في الأصلِ طينٌ
 كيفَ جربتَ اللهيبَ و طعمَ هذا الماءِ يدخلُكَ الهواءُ 
و لا تزالُ مهدداً بالنارِ بالحرِّ المليءِ بملحِ ريقٍ
 ناشفٍ و النارُ تشبهُنا متى صرنا نحبُّ و يعترينا 
الخوفُ  ما أخشاهُ في الدنيا هو العطشُ 
الطويلُ و ما يصيبُكَ من وراءِ الركضِ 
خلفَ شوارعٍ لا تنتهي و حبيبتي ظلُّ  المكانِ
 و صوتُ قلبٍ آخذٍ في البوحِ في قطعِ 
الطريقِ على الدموعِ من التدخلِ وقتَ 
يلهبُنا العناقُ و لا تزالُ النارُ فينا 
سائلاً يكفي ليشعلَ كوكباً.
الأربعاء ١٩/٨/٢٠١٥
النارُ تحتضنُ الفراغ

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...