بين يديها يموتُ أبهى
شعر: علاء نعيم الغول
كانت تُدلِّكُ جلدَهُ بالرملِ
تفرُكُهُ بدغدغةٍ تحركُ فيهِ ماءً جامداً
كانت تُمَسِّدُ شَعْرَهُ بالزيتِ تُشبعُهُ برعشاتٍ
تلامسُ منه كِتْفَيْهِ اللذيْنَ تبللا و توهَّجا
كسبيكةِ هذا المُمَدَّدُ بين فخذيها أحبَّ رعونةَ
الكسلِ الذي أبداهُ دوماً حينَ ينضحُ جلدُها
بالدفءِ يسري فيهِ أسرعَ من رمادٍ في مهبِّ
الريحِ كانت مرةً في الشهرِ تأخذهُ إلى كوخٍ
أمامَ البحرِ تتركهُ هناكَ إلى المساءِ و بعدها
تشتاقُ للموجِ الرقيقِ فينزلانِ إليهِ في طَقْسٍ
تُكررهُ ليهدأَ سيدُ الملحِ الكبيرُ و قد أصابتْ
رغوةٌ ليليةٌ جسدينِ مُبْتَلَّيْنِ بالعُرْيِ المُنَقَّى ثمَّ
بالترفِ الفريدِ على رمالٍ همُّها تزيينُ ذاكَ البحرِ
بالفوضى و عطرٍ لا يزالُ يفوحُ من جلدٍ تمرغتِ
الغوايةُ فيهِ كالعشبِ الطريِّ و حين فاضتْ روحُهُ
كانتْ تدلكُ وجهَهُ بالزعفرانِ و صَدْرَهُ بالماءِ
هذا المُبْتَلى بالموتِ أفجعَ قلبَها و مضى ليتركَ
في أصابعِها البقيةَ منهُ و الوجعَ الذي لا يُحْتَمَلْ.
الثلاثاء ٤/٨/٢٠١٥
من مجموعة عالقٌ في الرملِ و بعضِ التراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق