مراكب من ورق
شعر: علاء نعيم الغول
مُبارَكٌ وجهُ الحبيبةِ هالةٌ من خلفِ شعرٍ فاحمٍ أو ليلةٍ متكدسٌ فيها الشتاءُ و نافذاتٍ أشبعتْهَا الابتهالاتُ الضعيفةُ عتمةً عيناكِ مغرَقَةٌ لقلبٍ حرَّكتْهُ مراكبُ الورقِ الشقيةُ فوقَ ماءٍ فائضٍ عن حاجةِ البحرِ الكبيرِ و حينُ قلتُ أنا أحبُّكِ سالِ من عينِ الغزالةِ ما أراهُ الآنَ نهراً يقسمُ الوادي و يكتبُ فوقَ عشبٍ مُثقَلٍ بالغيثِ ما فعَلَتْهُ لمسَتُها بأوردةٍ تلوَّتْ فجأةً و فقَدْتُ قلبي بعدها في مفرداتِ العشقِ يا قلبي الذي من رَمْلةٍ متدحرجٌ فيها الهواءُ أراكَ مرتخياً كجلدٍ قد ترهلَ تاركاً جسداً نحيلاً لا عليكِ أنا اعترفتُ من البدايةِ أنني لا أنتمي للشوكِ أعرفُ وردةً و زجاجةً قالتْ تَطَيَّبْ حين تخرجُ للهواءِ لكي تراني حيثُ تُوجَدُ كي أشاركَ فيكَ نبضَكَ و ارتعاشتَهُ المليئةَ باقترابي و التوحدِ فيكَ قالتْ لي تغلغلْ فيَّ و اجعلْني مساءَكَ و الصباحَ و أغنياتِكَ قبلَ أن تصحو إلى دنيا نرتبها معاً بالحبِّ و الحلمِ البعيدِ حبيبتي تأتي إليَّ كريشةٍ ألقت بها نسماتُ هذا الشهرِ تسقطُ فوق جلديَ أنتشي ببرودِها و تطيرُ بي للبحرِ ثانيةً هناكَ نصيرُ نورسةً على حجَرٍ و صاريةٍ و قبعةِ الفَنَارِ متى أضمُّكِ لي لنصبحَ رغوةً يمتصها رملُ السواحلِ شارعاً يمتدُّ أطولَ في مكانٍ واسعٍ سأظلُّ مكسوَّاً بفيضِكِ و اعتصارِكِ لي جريئاً لا أضيعُ فرصةً لأحبَّ أكثرَ للتوددِ و انتشالِكِ من توترِكِ المفاجىءِ هل ترَيْنَ كم السماءُ بهيةً في الصيفِ و القمرَ النقيَّ على شفاهِ الليلِ أنتِ الكلُّ لي و انا أحبكِ دائما .
الاثنين ١٠/٨/٢٠١٥
من مجموعة عالقٌ في الرملِ و بعضِ التراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق