الأحد، 21 يونيو 2015

همهمات بدائية



همهماتٌ بدائية
شعر: علاء نعيم الغول

بدائيٌّ بلونٍ كانَ يعرفُهُ البدائيونَ مثلي كنتُ أهربُ بين َ أحراشِ
 السراخسِ و السهولِ و أعتلي جبلاً بعيداً لستُ أذكرُ كيفَ كانَ البحرُ
 يكبرُ من وراءِ السَّرْوِ كيفَ توسَّعتْ عينايَ حتى صرتُ أشبهُ طائراً لم يبقَ
 منهُ الآنَ غيري كنتُ أعرفُ أنَّ أوَّلَ مرأةٍ قالتْ أحبُّكَ لم تكنْ قدْ فكرتْ
 مثلي بطعمِ الكرْزِ قبلَ القبلةِ الأولى و بين شفاهِنا علقَ الكلامُ بهمهماتٍ
 لم تُلَوَّثْ بعدُ بالنَّحْوِ الركيكِ و حينَ أدركتُ الحقيقةَ حولَ نفسي كنتُ
 قدْ مارستُ كلَّ مساوئي و فتحتُ باباً آخراً للبيتِ و استغنيتُ عن إسمي
 الوحيدِ و لم أعدْ متشوقاً لنهايتي هذا البدائيُّ الصغيرُ يحبُّ أنْ  يأتي
 الصباحُ و في يديهِ هديةٌ أخرى ليومٍ لم يكنْ متواطئاً كالأمسِ تشبهُني
 عيونُكِ و الكتاباتُ التي فقدتْ مؤلفَها و عاشتْ في أناشيدِ الطواحينِ
 القديمةِ ها أنا وحدي بدائيٌّ بما يكفي لتبدأَ أولُ القصصِ التي انتشرتْ
 على ضفَّاتِ نهرٍ غيرتهُ الريحُ مراتٍ لماذا كلما أحببتُ وجهَكِ تصبحُ الدنيا
 أخيراً شارعاً من غيرِ أرصفةٍ طويلاً ينتهي في شاطىءٍ و حقيبةٍ رتبتُها
 يوماً ليومٍ سوفَ أتركُ فيهِ  وجهي عند كلِّ إشارةٍ للانعطافِ إلى اليسارْ.
الاربعاء ٢٤/١٢/٢٠١٤

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...