الأحد، 21 يونيو 2015

الحرب تدعو الحرب



الحربُ تدعو الحربْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وردٌ و مِشْنَقَةٌ و نارٌ بعدها الاسفَلْتُ يجري بين أحياءِ
المدينةِ كالشرايينِ التي جفَّتْ و قطَّعها التَّيَبُّسُ
غُرفَةٌ و بنايةٌ بيتٌ و ساحاتٌ خَلَتْ من أهلِها و تغيرتْ 
أسماؤها و تبدلتْ فيها المحطاتُ القديمةُ كلُّها
ماءٌ و أرغفةٌ و ملحٌ بعدهُٰ تقفُ السماءُ بغيمةٍ فوقَ القرى
و الجائعونَ على البطاقةِ يسحبونَ وجوهَهمْ بتكلُّفٍ
أُمِّي و نسوةُ حارتي و البائعونَ على الطريقِ و غيرهم
يتناقلونَ متى سيُسْمَحُ بالرجوعِ الى بيوتٍ أحرقَتْها الحربْ.

 ②
شيءٌ تبقَّى لمْ تُهَدِّمْهُ المدافعُ لمْ يمتُ كالأخرينَ و لمْ يُرَعْ
من صافراتِ الحربِ شيءٌ كنتُ أعرفهُ قديماً لا أزالُ اليومَ
أسمعهُ هنا و على سطوحٍ أرغمتْهُ على الهروبِ و كنتُ
أرسمُهُ على ظلِّ النساءِ العائداتِ بكيسِ أطعمةٍ مغلفةٍ 
عليها شارةُ الغَوْثِ التي لمْ أَنْسَها شيءٌ هو الحبُّ الذي لا
ينتهي في صوتِ دوريٍّ أتى من آخرِ الشمسِ البعيدةِ من
بقايا التينِ في زمنِ الضياعِ متى سترجعُ أيها الطيرُ الصغيرُ
و قدْ وجدتَ بقيَّتي فيما ترى بين الركامِ و عند مفترقٍ صغيرْ.

 ③
كَثُرَ الكلامُ عنِ احتياجاتِ الذين تشردوا و متى ستُبْنى قريةٌ
أخرى لهم و البحرُ يعرفُ أنَّ لونَ الموجِ مرهونٌ بألوانِ الصخورِ
و ما تجودُ بهِ السماءُ من الغيومِ تسللتْ أنباءُ تبييضِ السجونِ
و فتحِ صفحاتٍ بلا ماضٍ هنا فمدينتي مسكونةٌ بتوقعاتٍ ليس
في نيَّاتِها ترتيبُ شيءٍ مفرحٍ و المغرياتُ لكي نعيش تقلُّ يوماً
بعد يومٍ و احتياجاتُ الذين تشردوا مرهونةٌ ببطاقةِ التموينِ لا
أدري متى سيعودُ هذا البحرُ مفتوحاً لأشرعةٍ تسافرُ دونما 
خوفٍ و تفتحُ صدرَها للريحِ تحملُنا إلى غاياتِنا و موانىءٍ أخرى.
الثلاثاء ٢/٩/٢٠١٤ 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...