سمكٌ و أسلاكُ النحاس
شعر: علاء نعيم الغول
نتاشا
آخرُ النارِ الدُّخانُ
و أولُ الدنيا الهواءُ
و كانَ جدي طيباً و لبيتِنا سورٌ من الإسمنتِ
تختبىءُ الحراذينُ الصغيرةُ فيهِ
و المالُ الذي جمَّعتُهُ من بيعِ أسلاكِ النحاسِ
و من طيورٍ بعتُها أيضاً لأولادِ المدارسِ
كنتُ أعرفُ أنَّ شيئاً ماسيجعلُ ما أراهُ حكايةً
أشتاقُ فيها للذينَ أحبُّهم
و بكيتُ أكثرَ مَنْ عرَفتُ و لا أزالُ
و بتُّ أضحكُ من جدارياتِ هذا الحيِّ
بعدَ هزائمِ الحربِ المليئةِ بالتَّحرُّشِ
و الممالقةِ الرخيصةِ
بعد منخفضِ الخميسِ
يُقالُ سوفَ يُبَتُّ في أمرِ البِطالةِ
و الذينَ تشابَهتْ أسماؤهمْ
مع بائعي لحمِ الحميرِ و صائدي سمكِ المجاري
كي يُباعَ عشيَّةً للمُتْعَبينَ على رصيفٍ
عندَ مفترقٍ على خطِّ (الجلاءِ)
و كلما أيقنتُ أني واحدٌ من أهلِ هذا الحيِّ
أصبحُ موجَعاً و مهيئاً للانقسامِِ كما الأميبا
كي أصيرَ ملائماً لشوارعٍ مفتوحةٍ للخوفْ.
الاثنين ٩/٢/٢٠١٥
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب
خطّ الجلاء: شارع مشهور في مدينة غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق