عشاق و متعبون
شعر: علاء نعيم الغول
نتاشا
عمتي كانت عجوزاً
من زمانٍ لستُ أعرفُ عنهُ غيرَ الصيفِ
في لونِ السنابلِ من مكانٍ كان فيه التوتُ يكبرُ مرتينَ
لها ضفائرُ يرتخي فيا النهارُ أمامَ زهرِ البرتقالةِ
كانَ يسكنُها الصباحُ بنكهةِ النعناعِ أشربُ شايَها
متأمِّلاً فيها الهدوءَ و رقةً عفويةً
و أنا صغيرٌ موجَعٌ بالوقتِ و هو يغيرُ الدنيا
على مرأى من القلبِ الذي عشقَ السماءَ بريئةً و بعيدةً
و البحرَ و هو يقولُ للريشِ المبلَّلُ ما نُحبُّ من الكلامِ
تبدلتْ أيامُ غزةَ و اختنقتُ أنا برائحةِ الدخانِ
و ليسَ لي مما أراهُ الآنَ غيرَ الانتظارِ
و ليس ينفعُ أن يكون العاشقونَ من الجياعِ المُتعبينَ
و كلما أبصرتُ نفسي أشتهي أن أنتهي ضوءً على جفنيكِ
أرجعُ للزمانِ فلا أرى غيري
و أعرفُ عمتي ماتت قديماً بين أحجارِ الطريقِ
و بين أشواكِ المقابرِ وحدها تشتاقُ للحنِّاءِ
في خصلاتِ شعرٍ كانَ يلمعُ في الصباحْ.
الاحد ٧/٣/٢٠١٥
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق