مباغتاتٌ ليلية
شعر: علاء نعيم الغول
نتاشا
حين يُنكرُني الذين أحبهم و أصيرُ وحدي في العراءِ
تجاهلي أني حزينٌ و اذكريني حين كنتُ أرشُّ باب البيتِ
ماءً في الصباحِ و أنثرُ القمحَ القليلَ لطائرَينِ و ديكِ جارتِنا
المشاغبِ و اكتمي أني المحبُّ و غارقٌ حتى شفاهيَ صامتٌ
عما أراهُ و ما يُقالُ و ذاهبٌ لأرى المدينةَ من بعيدٍ و هي تعصرُ
أهلها في عتمةٍ معجونةٍ بلهاثِ صبيتِها النيامِ كما القطيعِ تصوَّري
كم مرةً حاولتُ تغييرَ المكانِ فلا أرى عسسَ المدينةِ في الأزقةِ
ينصتونَ إلى الذين يضاجعونَ نساءَهم و يباغتونَ النائمينَ
بركْلةٍ في الظَّهْرِ ضيقةٌ نوافذُنا و مُقْفَلةٌ مداخلُنا و سيئةٌ هي
النيَّاتُ حتى لم نعدْ نقوى على تغييرِ صورتِنا القبيحةِ في عيونٍ
مرةً كانت تُصَدِّقُ أننا البسطاءُ لا تتخيلي كم صرتُ أحلمُ
بالهروبِ من الثقوبِ إلى الفضاءاتِ الفسيحةِ تاركاً ما لنْ أوَدِّعَهُ
و أذكُرَهُ غداةَ أروحُ مُنْتَشياً بفكرةِ أنني حرٌّ أرى نفسي طليقاً
لا أخافُ و لا أُخيفُ و لا أفكرُ في الرجوعِ إلى الوراءْ.
الأحد ٤/١/٢٠١٥
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق