عطرُ ما بعد الليل
شعر: علاء نعيم الغول
في الليلِ حين يكونُ نصفُ الليلِ
يهدأُ عطرُكِ المجنونُ و هو يسيلُ خوخاً
في قشورِ البرتقالِ على غصونِ السروِ في صيفٍ شهيٍّ
عطركِ المعجونُ فيكِ يصيرُ جلْداً باذخاً
أشتمُّهُ فأغيب عن وجهِ الحقيقةِ
يستبيحُ وسائدي و أذوبُ في دفءِ الخيالاتِ السريعةِ
يعتريني منكِ هذا الاندفاعُ إليكِ في شبقِ الهواءِ
و مغرياتِ الالتصاقِ بجلدكِ البريِّ
نصفُ الليلِ يغري القلبَ كي يقوى على دمهِ الرقيقِ
و بجعلُ الانفاسَ مشبعةً بقُرْبِكِ
لا أزالُ الآن أبحثُ عنكِ في هذا المزيجِ المُرِّ
عن معنى الغوايةِ في رذاذٍ لا يغادرُ
ما تساقطَ بين ثدييكِ انتشاءً
يجعلُ الأوقاتَ مُتْرَفةً بنا
و بسرِّ هذا اللونِ في عطرٍ بريءٍ من معاني الليلِ
حين تذيبُنا في لحظةٍ بين الزفيرِ و شهقةٍ نمتصُّ منها الروحَ
نجعلُها عناقاً مولَعاً بتداعياتٍ لا تعاندُنا
و نصفُ الليلِ وقتٌ للتخلصِ من قيودٍ
أوقفتْ فينا الحياةَ كساعةٍ متروكةٍ.
الأحد ٢٢/٢/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق