حقيقة ضائعة
شعر: علاء نعيم الغول
نتاشا
تنتهي كل الحقيقةِ حينَ تعرفُ أنَّ وجهكَ ليسَ أنتَ
و أنَّ أمي مرأةٌ كانت تجابهُ زوجتي بطفولتي و أسرَّةِ المشفى
التي خُدِّرْتُ فيها مرتينِ و عشتُها وقتا طويلاً لا أرى أحداً
سوى الماشينَ بالزيِّ المبقعِ بالكحولِ و صِبغةِ اليودِ الكريهةِ
كنتُ مقتنعاً بأني مثل باقي الآخرينَ و لا أريدُ قناعةً أخرى
و عشتُ أراوغُ الوقتَ المقشَّرَ مثلَ لوزٍ ناشفٍ و أخافُ من
نفسي كثيراً حينَ أتركُها تغامرُ حيثُ ترغبُ لا أجاهدُها
لاني غارقٌ كمدينتي في الليلِ في نفسي المصابةِ بالبهاقِ
كوجهِ جارتي التي ماتَ ابنُها و عليهِ دينٌ للمرابي بائعِ الزيتِ
القعيدِ كأيِّ كلبٍ متعبٍ في الشمسِ أينَ حقيقةُ العيشِ التي
صدقتُها و وجدتُ أني لا أطيقُ رتابةَ اليومِ المُكَرِّرِ بتُّ أشعرُ أنني
ترسٌ قديمٌ لا يُحرِّكُ عقرباً للوقتِ ثانيتينِ ما جدوى التعلقِ
بالمكانِ إذا أصابكَ بانهيارٍ في ملامحكَ التي رتبتَها لتكونَ مقبولاً
أمامَ البائعينَ و صاحبِ البيتِ الذي في الطابقٍ الأرضيِّ مِنْكْ.
الاربعاء ٢٨/١/٢٠١٥
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق