ثرثراتٌ ليلية
شعر: علاء نعيم الغول
الليلُ بابٌ ضيقٌ و مدينةٌ ليست هنا
و حبيبتي تركتْ له نصفي المقيمَ
على الحدودِ و تحتَ شباكٍ بعيدٍ
وحدَنا نقتاتُ من ورقِ النجومِ و صوتِ قيثارٍ خفيٍّ
في فراغٍ باردٍ و هناكَ يحرُثُنا الكلامُ كتُربةٍ عطشَى
و نُروَى باعتصارِ الروحِ في بوحٍ يطولُ كشعْرِها
و القلبُ كوبٌ واسعٌ يكفي ليصبحَ واحةً
و يداكِ تمتدانِ في ظلِّي هناكَ بلمسةٍ
تغري الهواءَ لكي يبللَنا بعطرٍ لائقٍ
و الليلُ سيِّدُ نفسِهِ في بهوهِ الممتدِّ في عينيِّ
خفاشٍ صغيرٍ في نباحٍ خلفَ حقلِ القمحِ
يعرفُ أنَّهُ لا شيءَ حتى نستعدَّ له بزُخْرُفِنا
و أطرافِ الأصابعِ و هي تعبثُ في أماكنِ عُرْيِنا المكشوفِ
هذا الليلُ جهدٌ غالباً ما ينتهي بتنهداتٍ لا تُفَسَّرُ
و الكلامُ طريقُنا للقلبِ و الشفتينِ للحلمِ المؤجَّلِ للعقاربِ
و هي تأكلُنا بطيئاً فاسْرعي في فتحِ ذاك البابَ أوسعَ مرتينِ
لكي نفيضَ بما نريدُ و ما يرتبُ ليلَنا و سريرَنا
لمكاشفاتٍ في عراءِ النفسِ في نيَّاتِنا
و وسادةٍ مخنوقةٍ بالوسوساتِ و عبءِ ما في الرأسِ
من ترفِ الغواياتِ النقيةِ و التي نحتاجُها لنصيرَ نحنُ
و نتركَ السأمَ المحيطَ بنا بعيداً كي نعيشَ لما نراهُ مناسباً.
الجمعة ٢٠/٣/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق