الخميس، 18 يونيو 2015

ثرثرات ليلية




ثرثراتٌ ليلية
شعر: علاء نعيم الغول 

الليلُ بابٌ ضيقٌ و مدينةٌ ليست هنا
 و حبيبتي تركتْ له نصفي المقيمَ 
على الحدودِ و تحتَ شباكٍ بعيدٍ

 وحدَنا نقتاتُ من ورقِ النجومِ و صوتِ قيثارٍ خفيٍّ
 في فراغٍ باردٍ و هناكَ يحرُثُنا الكلامُ كتُربةٍ عطشَى
 و نُروَى باعتصارِ الروحِ في بوحٍ يطولُ كشعْرِها

 و القلبُ كوبٌ واسعٌ يكفي ليصبحَ واحةً 
و يداكِ تمتدانِ في ظلِّي هناكَ بلمسةٍ 
تغري الهواءَ لكي يبللَنا بعطرٍ لائقٍ

 و الليلُ  سيِّدُ نفسِهِ في بهوهِ الممتدِّ في عينيِّ
 خفاشٍ صغيرٍ في نباحٍ خلفَ حقلِ القمحِ
 يعرفُ أنَّهُ لا شيءَ حتى نستعدَّ له بزُخْرُفِنا
 و أطرافِ الأصابعِ و هي تعبثُ في أماكنِ عُرْيِنا المكشوفِ

 هذا الليلُ جهدٌ غالباً ما ينتهي بتنهداتٍ لا تُفَسَّرُ
 و الكلامُ طريقُنا للقلبِ و الشفتينِ للحلمِ المؤجَّلِ للعقاربِ
 و هي تأكلُنا بطيئاً فاسْرعي في فتحِ ذاك البابَ أوسعَ مرتينِ
 لكي نفيضَ بما نريدُ و ما يرتبُ ليلَنا و سريرَنا
 لمكاشفاتٍ في عراءِ النفسِ في نيَّاتِنا
 و وسادةٍ مخنوقةٍ بالوسوساتِ و عبءِ ما في الرأسِ
 من ترفِ الغواياتِ النقيةِ و التي نحتاجُها لنصيرَ نحنُ
 و نتركَ السأمَ المحيطَ بنا بعيداً كي نعيشَ لما نراهُ مناسباً.
الجمعة ٢٠/٣/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...