متفائلٌ عن غير قصد
شعر: علاء نعيم الغول
نتاشا
لم أكنْ متشائماً يوماً و يعرفُني الرفاقُ و نصفُ من ماتوا
و قالوا لي قُبيلَ رحيلِهمْ ستظل تمشي باحثاً عن كلِّ شيءٍ
عن وجودٍ آخرٍ متماسكٍ عن شاطىءٍ لم يُعْطِكَ الذهبَ
الذي أمَّلْتَهُ ستظلّ وحدكَ مُبْهَماً كالنقشِ في حجرٍ من الزمنِ
البعيدِ و لن تصادفَ في الحياةِ الشرَّ إلا مرةً تكفيكَ
كي تبقى معاذاً من وجوهٍ لا تُريحكَ و المسيرُ هو المصيرُ
و أنتَ باقٍ ما وجدتَ مسافةً تكفيكَ كي تفنى و ظلُّكَ
يشتهيكَ و أنتَ غافٍ عنهُ يسرقُكَ المدى نَهِماً تفتشُ عنكَ في
أشيائِكَ الأولى و حبٍّ لا تغيرهُ الحدودُ و قافلاتُ القادمينَ
لسدِّ حاجاتِ الحكومةِ بعدَ تحديدِ احتياجاتِ البطالةِ و الهروبِ
من السجونِ و حالةِ الفوضى التي جعلتْ تفاصيلَ الحياةِ مليئةً
بتنازلاتٍ لا تحبِّذُها المدينةُ في زمانِ البؤسِ و الترفِ السياسيِّ الكريهِ
و بعدَ أنْ أمضي وحيداً في أزقتِنا سأبقى دائماً متفائلاً عن غيرِ قصدْ.
السبت ١٧/١/٢٠١٥
من مجموعة إلى نتاشا مع خالص الحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق