الأربعاء، 25 مارس 2015

في ما قيل عن كازابلانكا



في ما قيلَ عن كازابلانكا
شعر: علاء نعيم الغول

لكِ كلُّ هذا يا كازابلانكا التي ألقَتْ بقلبي فجأةً في الماءِ
 أعفَتْني  كثيراً من سؤالٍ مزعجٍ عما أريدُ و ما الخياراتُ التي
 ستكونُ أنسبَ بعد عامٍ واحدٍأنتِ القصيدةُ و الكلامُ السرمديُّ على
 شفاهيَ و الطريقُ الغامقُ المرصوفُ في وجهي تجاهَ البحرِ هيا نجعلُ
 اللبلابَ يعلو كلَّ أسوارِ المدينةِ نعتلي صهواتِ خيلٍ لا تخافُ من اجتيازِ
 النهرِ نحو الضفةِ الملأى بعشبٍ يجعلُ الرؤيا أقلَّ توتراً و تعلقاً بالأمسِ
 لستُ أنا الذي سرقَ المدينةَ و استمرَّ يقولُ في النُّبْلِ الذي ما قيلَ في 
شعرِ البطولاتِ التي لم تكتملْ أنتِ الغريبةُ حينَ قُلْتِ الوقتُ وحشٌ سيءٌ
 في الليلِ أعرفُ أنَّ بي ما ليسَ بي و أنا البعيدُ أنا الوحيدُ أنا الذي سيجيءُ
 مقهىً مرَّ منهُ البحرُ حينَ تراكَ في كرة الزجاجِ و في الطريقِ إليكِ أنتِ
 حبيبتي مطرُ هناكَ و وردةٌ في القلبِ شيءٌ ما شفاهٌ ما و قائمتي تطولُ
  و عاجزونَ بما يتيحُ لكَ التفاؤلَ سوفَ آتي يا مدينتيَ البعيدةُ سوف أبقى
 العاشقَ المقتولَ عندكِ بين ساقٍ منكِ و الظلِّ الطويلِ
 و في سمائكِ و الأغاني يا كازابلانكا.
من مجموعة أغاني كازابلانكا 


سيد العبث و الخيل


سيدُ العبثِ و الخيل
شعر: علاء نعيم الغول

هي الحياةُ إذاً و الموتُ سيدُها
 و سيدُ هذه الأشياء ماذا بعد أنْ نفنى جميعاً
 مَنْ سيخبرُ ما إذا كانَ الأخيرُ على فراشِ الموتِ إمرأةً 
بشعرٍ لا يُمَشَّطٌ أم صبياً ليس يعرفُ ما الحياةُ و كيفَ تأكلُ
 بعضَها دعني أرى الأشياءَ من غير التفافٍ مُسْبَقٍ حولَ الحقيقةِ
 كلُّنا متآمرونَ بصورةٍ مقصودةٍ و نبررُ الفزَعَ الذي في النفسِ
 بالتسويفِ علَّ العمر يسعفُنا بشيءٍ مُفْرحٍ يا موتُ جرِّبْ أنْ تُخَفِّفَ
 مِنْ لزوجتِكَ التي التصَقَتْ بنا منذ البدايةِ أنتَ تعْجَزُ مثلَنا
 و يصيبُكَ القهرُ الذي نستاءُ منهُ أمامَ سطوتِكَ المُبَرْمَجَةِ التي مارَسْتَها
 من دونِ إثمٍ أو نوازعَ للبقاءِ بدوننا يا سيدَ العبثِ المُبَرَّرِ هذه الأرضُ
 الفسيحةُ كلها لخيولكَ الأولى و صوتِكَ في العراءِ مَنِ الذي سيقولُ كُفَّ
 عنِ التهامِكَ للذي عِشْنا لهُ مَنْ ذاكَ يجرؤ أنْ يلومَكَ حينَ تفقأُ قلبَ
 أجملِ مرأةٍ كانتْ تراني جنبَها في الليلَِ فاتركْ خلفنا
 شيئاً يقولُ كمِ اتُّهِمْنا باطلاً  يا سيِّدَ الموتى و قبرٍ ضيِّقٍ.
السبت ٢٠/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

شيء يغير كل شيء


شيءٌ يغير كل شيء
شعر: علاء نعيم الغول

شيءٌ يغيرُ كلَّ شيءٍ و الذي غيرتُ في وجهي بسيطٌ 
كي يلائمَني قليلاً حينَ أخرجُ في شوارعَ غيرَتْها الحربُ
 و العاداتُ  و الفوضى الأخيرةُ لم تغيِّرْنا الحياةُ أنا و أنتِ
 و صرتُ أعرفُ ما الذي نحتاجهُ لنعيشَ أطولَ مدةٍ في الحرِّ
 في هذا الفراغِ و شدةِ البردِ التي قسمتْ شفاهَ الزهرةِ الأخرى
 و صرتُ أغيرُ الطرقاتِ كي أشتاقَ أكثرَ للرفاقِ البائسينَ و هم نيامٌ 
في بيوتٍ لا تقاومُ فكرةً للإنهيارِعلى الصغارِ و بعدما غيرتُ لونَ 
نوافذي هربَ النهارُ كقطةٍ مذعورةٍ و بقيتُ منكفئاً على شيءٍ يقولُ 
ليَ الحياةُ تغيرتْ فاهربْ بنفسكَ خلفَ نفسِكَ تاركاً للآخرينَ مدينةً
 فضحتْ نوافذها على مرأى من َ الطيرِ الذي بانتْ له سوءاتُنا ماذا 
تغيرَ في الطريقِ إليكِ لا زالتْ هي الأيامُ مسرعةً و تكرهُ فيَّ تكذيبي 
لها فأنا الحياةُ و ما أحبُّ يكونُ لا تخشَ الذينَ يسارعونكَ بالملامةِ 
إنْ أردتَ مسافةً تمتدُّ أبعدَ منكَ هاتي لي كازابلانكا الذي أرجوهُ منكِ 
و رتبي قلبي قليلاً كي نسيرَ معاً بعيداً أو هناحيثُ المكانُ كما نحبْ.
الجمعة ١٩/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 










علبة الكبريت


علبةُ الكبريت
شعر: علاء نعيم الغول

يا قلبُ أنتَ مهيَّأٌ للكسْرِ فاهنأْ صرْتَ أقوى الآنَ صرتَ
 تُخيفُني بهشاشةٍ  تبتزُّني لأغضَّ عنكَ الطرفَ هذا الليلُ يشبهُ 
علبةَ الكبريتِ فاشعلْ أولَ الأعوادِ في وجهي لتدهشَني بقبحِ
 الآخرينَ و خُدعةِ الليلِ القديمةِ و هو يوهمُنا بأنَّا خارجَ المألوفِ
 و اشعلْ آخرَ الأعوادِ في عيدِ الميلادِ لأستبينَ متى يكونُ الأصدقاءُ
 مُرَتَّبينَ لمثلِ هذا اليومِ أعرفُ أنني متفائلٌٌ و يغيظُ هذاجارَنا و المُجْهَداتِ
 من النساءِ على طريقِ السوقِ يا قلبي ابتكرتَ طريقةً للنومِ دونَ تقلباتٍ
 و اتبعتَ نصائحاً تحتاجُ مني الصمتَ أكثرَ في وجودِ الوردِ ينقصُني
 الذهابُ إلى كازابلانكا لأفتحَ شارعاً يُفضي لأوسعِ ساحةٍ تمتصُّ
 فيها الشمسُ آثارَ الرطوبةِ عن ثيابي أيها البحرُ القريبُ جنايتي
 أني وَثِقْتُ بما يريدُ القلبُ حتى عُدْتُ متَّهماً و هذا الليلُ يشبهُ مرأةً
 منحوتةً من جذعِ بلوطٍ تسيلُ الشهوةُ الأولى مراراً منهُ فوقَ
 الرملِ يُشْبِعُنا القليلُ منَ الهدوءِ و من بسيطِ القولِ
 كي نحيا بدونِ مبرراتٍ للتخلي عنْ حياةٍ ممكنةْ.
الخميس ١٨/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

وجع على باب القيامة



وجعٌ على باب القيامة
شعر: علاء نعيم الغول

غرباءُ نحنُ و ليسَ ينفعُ أنْ نظلَّ هنا طويلاً نشتهي و نموتُ
 قبلَ الآخرينَ بشارعٍ و لنا الذي لا يعرفوهُ بنا الذي لم يقرأوهُ
 على الجدارِ أنا و أنتِ قصاصةٌ فيها الحروفُ المستحيلةُ و العباراتُ
 التي تكفي لنحملَ ما يُبَرِّرُنا و يجعلُنا على بابِ القيامةِ طائرينِ
 بلا ذنوبٍ و اتهاماتٍ تدينُ وقوفنا متعانقينِ أمامَ مَنْ يمشونَ
 في ظلِّ البيوتِ مُهدَّدِينَ بخوفهِمْ ماذا سنخسرُ و الحياةُ نهايةٌ
 لا بدَّ منها و الحياةُ لمنْ يُحبُّ و مَنْ يقولُ أنا هنا و الآخرونَ همُ 
المدينةُ حينَ يخنُقُها الزحامُ  و سطوةُ العسَسِ الذينَ يفتشونَ بشهوةٍ
 عمَّنْ يفكرُ في الهروبِ مُبرَّأً من إثمهِ و أنا و أنتِ محطةٌ كانت قديماً 
تعرفُ السفرَ البعيدَ من الحقائبِ فتِّشي عني و قولي كيفَ أبدو حينَ
 تأخذُني يداكِ و كيفَ تنهشُني المسافةُ بيننا قلبي وحيدٌ قالَ عنه الطيبونَ
 حكايةً مجزوءةً و نسيتُ ما قالتهُ أمي يومَ لم أرجعْ بوجهي كاملاً و عرفتُ
 أنكِ رحلتي و البحرُ و هو يزفُّ لي وجعَ النوارسِ مدركاً أني أحبكِ
 فاعصري الدراقَ فيَّ بضمةٍ و دعي الحياةَ تعودُ فينا أمنياتٍ واحدةْ.
الاربعاء ١٧/١٢/٢٠١٤ 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 










عابر من الوقت للشمس


عابرٌ من الوقتِ للشمسْ
شعر: علاء نعيم الغول

سئمتُكَ أيها الوقتُ النبيلُ سئمتُ حتى الإحتياجَ إليكَ لستُ هنا 
لتعبثَ بي  و تثبتَ أنَّكَ الباقي بدوني أيها الوقتُ المُثَبَّتُ في فراغٍ
 لستُ أعرفُ عنهُ شيئاً لا حدودَ تقي الخيالَ من التشردِ خارجي
 فاجعلْ أصابعَكَ الطريةَ شجْرتينِ على طريقٍ للنساءِ الهارباتِ من
 الرتابةِ نحو ساحلِنا الطويلِ كشعرِها تلكَ البعيدةُ فيَّ يا وقتَ انتظاري
 هكذا متفائلاً حيناً و أفقدُ طعمَ هذا التوتِ مراتٍ و أعرفُ أنني متشبثٌ
 بردائكَ المشقوقِ يوشكُ أنْ يُعرِّي فيكَ نيَّتَكَ الدنيئةَ لاحتجازي عندَ سقفِ
 الكونِ ماذا بعدَ هذا السقفِ ما الأبديةُ الحُبلى بوقتٍ ليسَ يملأني و يلفظُني
 كلحمٍ نيِّءٍ أو قِنَّبٍ مُرٍّ و أنجو من صراخِ العالمِ المأزومِ في أذُنَيَّ حينَ أكونُ
 وحدي أسمعُ الجازَ الشبيهَ بقلبيَ المصْطَفِّ في طابورِ بيعِ الخبزِ أو توزيعِ
 أغطيةٍ على بابِ المخيمِ  صوتُ (شِيْرْ) عن إلفيسِ بريسْلي يعيدُ الشوقَ 
فيَّ إلى الهروبِ من المدينةِ لاجئاً لمدينةٍ مفتوحةٍ و مدجَّجاً بوثائقٍ تنفي
 ضلوعي في قضايا الإغتصابِ و بيعِ أسلحةٍ لأطفالِ المدارسِ أيها الوقتُ
 اخْتَنَقْتُ و لا أزالُ ألومُ وجهيَ و هو يرسمُني على ورقٍ بأقلامِ الرصاصْ.
------------
الثلاثاء ١٦/١٢/٢٠١٤
المغنية Cher و الاشارة الى الاغنية  Walking in Memphis 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

أنصاف


أنصاف
شعر: علاء نعيم الغول

نصفُ الحقيقةِ مؤلمٌ نصفي أنا لا يُكْملُ الايقاعَ في النسقِ
 البدائيِّ الذي كُوِّنْتُ منهُ و لا أرى نصفَ السماءِ من النوافذِ 
في شتاءٍ ضاربٍ في الصمتِ نصفُ زجاجةِ العطرِ الثمينةِ ضاعَ
 في سفري إليكِ على الوسادةِ في  ثنايا معطفٍ خبأتُ فيهِ تذاكرَ 
السينما و باصٍ كان يأخدني إلى مقهىً أمامَ مراقصِ التانغو
 و أكشاكٍ لبيعِ الإسطواناتِ القديمةِ عند مفرقِ كيركوود هنا نصفُ 
التساؤلِ لا يفيدُكَ في اعتباركَ واحداً من هؤلاءِ المتعَبينَ مع المساءِ
 و نصفُ عيني شبهُ نائمةٍ أرى الألوانَ واضحةً و معتمةً و حارقةً قليلاً
 للجفونِ و نصفُ قلبي سادرٌ في حبِّهِ لمغامراتٍ في شوارعَ غير
 صاخبةٍ  أنا نصفُ الطريقِ و أنتِ آخرهُ و أعرفُ أنني سأكونُ مُمْتَنَّناً
 لنفسيَ في النهايةِ نصفُ هذي الأرضِ للتجارِ و الموتى و نصفٌ
 آخرٌ للبحرِ و الباقينَ تحتَ ركامِ هذا الليلِ نصفُ البرتقالةِ لي و نصفٌ
يجمعُ الطرقاتِ حولي آهِ يا نصفي الأخيرُ و كم يعذِّبُني بنصفِكِ في
كازابلانكا التي تحتلُّني كمدينةٍ متروكةٍ من أهلِها للشمسِ دونَ وجعْ. 
الاثنين ١٥/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

معطيات عاشق قديم


معطياتُ عاشقٍ قديم
شعر: علاء نعيم الغول

لي أنْ أغيِّرَ أستبيحَ المعطياتِ أطيرَ حيثُ أرى البعيدَ كما أراهُ
 و لا أصدقُ ما يقولُ الواعظُ المحظوظُ بالفوضى و ناسٍ خائفينَ 
ليَ اعترافاتي التي لا تنفعُ الموتى و لا حتى الذين أحبُّهمْ و لديَّ
 أسئلةٌ و رأسٌ واحدٌ يكفي لأخلقَ ثورةً مجهولةَ التاريخِ كي تبقى
 طويلاً دونَ ثوارٍ و أرضٍ للتفاوضِ حولَ أرغفةِ الشعيرِ و كيسِ ملحٍ
 لا يذوبُ ليَ الحياةُ أعيشُها و أظنُّ أني مغرمٌ بتساؤلاتي حول نفسيَ
 لا أمانعُ في اندثاري طالما سأواجهُ الموتَ المؤجلَ باقتدارٍ و اعترافٍ 
آخرٍ أني الذي سمَّيْتُ مَنْ وُلِدوا معي و وضعتُ شاخصةً على بابِ
 المخيمِ تجعلُ الموتى أقلَّ تخوفاً و عرفتُ أولَ ما عرفتُ رسالةً من جارتي
 لحبيبِها في الشارعِ الخلفيِّ قالتْ لي ستصبحُ عاشقاً يوماً و وجهاً 
فوقَ أولِ عُمْلةٍ للعشقِ فاكتبْ سُنَّةً للتابعينَ و عندها أخذتْ برأسي
 بين ثدييها و قالتْ لستُ رائحةً و لكنْ ما ستعرفُهُ غداةَ ترى كازابلانكا
 التي رسمَتْكَ شاخصةً على بابِ الموانىءِ و الطريقِ و وجهَ مَنْ أحبَبْتَها
و كتَبْتَهاو شَنَقْتُ آخرَ لائمٍ لأحبَّ أفضلَ و اتبعتُ الظلَّ نحوكِ فاتِحاً.  
الاحد ١٤/١٢/٢٠١٤
ك 
من مجموعة أغاني كازابلانكا

مدينة في حقائب صغيرة


مدينةٌ في حقائب صغيرة
شعر: علاء نعيم الغول

قولي كازابلانكا الذي ما قلتُ كم فتشتُ عنكِ و كنتُ أبحثُ
 في مكانٍ صاخبٍ عنِّي أنا المبتورُ من هذا الهواءِ و من مدينتيَ 
الكريهةِ و الفضاءِ الرَّخْوِ ألهو بين نفسي و انهيارِ علاقتي ببكارةِ 
التفاحِ في الحقلِ المجاورِ كلُّ شيءٍ في المدينةِ آخذٌ في الإصطفافِ
 وراءَ طابورِ الإغاثاتِ القديمةِ و التي لن تنتهي يا إخوتي نحنُ الرهائنُ
 كيف يدركنا الخلاصُ و نحن جوعَى و العراةُ مهدَّدونَ بموجةٍ من برد سَيْبيريا
 الحياةُ تعودُ أسرعَ للوراءِ كأنها مشدودةٌ بقبورِ من ماتوا و قد تركوا الحياةَ لنا 
و قالوا سوفَ تلعنُنا الحقيقةُ إنْ تركنا البحرَ ينقصُ كلَّ عامٍ شاطئاً فتشتُ 
في اللغةِ التي صنعتْ كلاماً زائفاً و عرفتُ أنَّا مقبلونَ على مساءٍ مُخجلٍ بنسائهِ
 و الراكضينَ وراءَ صندوقِ الإعانةَ أيها المأسورُ مثليَ لا تكررْ ما فعلتُ و خذْ
 طريقاً واسعاً من غيرِ تأنيبٍ لآخرِ نيةٍ خبأتَ فيها ما ستفعلُ بعدَ أنْ تضعَ 
المدينةَ في حقيبتِكَ الصغيرةِ ثم تمضي موجَعاً كبقيَّتي في هذهِ الكتبِ
 التي دوَّنتُها عن ذكرياتي في مدينتي التي دفعتْ بنا نحو النهايةِ
 فاقبليني يا كازابلانكا البريئةُ من ذنوبٍ لم تُصِبْني بالخمولِ ْ.
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

آخر المدن البائسة


آخرُ المدنِ البائسة
شعر: علاء نعيم الغول

قالوا كازابلانكا و قلتُ هناكَ شيءٌ لي
 هنا قال الذي حكم المدينةَ سافراً:
لا شكَّ أنِّي مذنبٌ و مراوغٌ و لديَّ نيَّاتُ تسيءُ لمَنْ يظنَّ الخيرَ فِيَّ أنا القميءُ 
المستبدُ و عاطلٌ عن كلِّ شيءٍ و المدينةُ وزرها في رقْبتي حتى الثمارُ تعفَّنتْ
 من قبْحِ أنفاسي الكريهةِ لستُ أعرفُ كيفَ جئتُ إلى هنا و شطبتُ عاداتِ
 الفضيلةِ بين أبناءِ المخيمِ كلُّ هذا و الذي بيَّتُّهُ للآخرينَ يخيفُني لا أعرفُ
 الشيطانَ إلا حينَ يُذْكَرُ في حديثِ الأتقياءِ عن الجحيمِ و جنةِ الخلدِ
 التي للطيبينَ أنا الصفيقُ المدَّعي و عليَّ إثمٌ  ليسَ يعرفهُ سواي و جارتي
 مَنْ ماتَ عنها زوجُها و جعلتُ منها مومساً و زرعتُ شكاً بين منْ كانوا 
رفاقاً مخلصينَ فماتَ أولهُمْ و شُرِّدَ واحدٌ و تمزَّقَ الباقونَ حتى لم يعدْ للخيرِ
 معنىً في قُرانا و الصغارِ أنا البذيءُ و قدْ كذبتُ على نساءٍ طيباتٍ مرةً و بصقتُ
 مراتٍ و أعشقُ أنْ يُقالَ الماجنُ المأفونُ مرَّ بِغِيِّهِ و حقارةِ الرُّعناءِ لا أبغي صلاحاً 
للذينَ أراهمُ في الحيِّ كم جربتُ أنْ أمضي
 بعيداً في النفاقِ فصرتُ أسوأَ بعد يومٍ واحدٍ.
الجمعة ١٢/١٢/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 



وشم على جلد المسافر


وشمٌ على جلدِ المسافر
شعر: علاء نعيم الغول

دعني أحبكَ
 لا تقُلْ لي ما تريدُ لكي أحبَّكَ لا تزينْ لي هواءَكَ 
يا كازابلانكا  الفتيةُ كلما أورقتِ فيَّ أنامُ  أطولَ عندما فكرتُ فيكِ
 وجدتُ أني مرةً أخرى أنا و كتبتُ عنكِ لإخوتي و المؤمنينَ بأنَّ فرصتَنا
 معاً للانتصارِ لما نحبَّ بثورةٍ دعني أخيفكَ لا تقلْ لي ما يخيفُكَ
 يا كازابلانكا المضيئةُ من وراءِ البحرِ من أعطاكِ وجهيَ  و اكتفى بتناثري
 طَلْعاً على  شجرِ المدينةِ و الغريبُ هو الغريبُ أحبُّها و أرى على جِلدي
 النقوشَ تقولُ أنتَ خرافةٌ وعليكَ وزرُ السائرينَ بها و راءكَ يا ابنَ ذاكَ البرِّ
 و البلدِالبعيدةِ  أنتَ أولُ مَنْ نجا بالحبِّ فاكتبْ فوقَ أرصفةِ الطريقِ سطورَ 
رحلتكَ التي لا تنتهي و اجعلْ لها في قلبكَ الموشومِ وشماً مثلهُ و خذِ 
الذي تحتاجهُ لتحبَّها حتى مساءٍ موغلٍ في الدفءِ في كانونَ في هذي
 الطقوسِ المستفيضةِ بالتعاويذِ التي جربتَها بينَ الموانىءِ و ابتهالاتِ المسافةِ
 يا كازابلانكا التي في كلِّ نافذةٍ لها شيءٌ من الطيرِ المهاجرِ و الحبيبةُ مرةً 
أخرى أراها شبهَ متعبةٍ فأعرفُ أن ورداً بارداً سيعيدُ فيها اللونَ أبهى مرتينْ.
الخميس ١١/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

شيء ما شفاه ما


شيءٌ ما شفاهٌ ما
شعر: علاء نعيم الغول

شيءٌ ما يقاسمُني المكانَ هنا يلاحقُني سريعاً يعتريني الدفءُ 
من لمساتهِ من غيرِ إثمٍ واضحٍ أو رغبةٍ مفتوحةٍ للشكِّ أهربُ منهُ مدعياً
 بأني عرضةٌ للإنقسامِ كما البويضةُ علني أحتاجُ نفسي مرتينِ
  و يقتفي أثري كما لو أنهُ القدرُ العنيدُ و حارسُ الحيِّ المحوفُ بنيةٍ
 مجروحةٍ و أنا المطارَدُ في مجاهيلِ التساؤلِ و الترددِ لا أبادرُ في
 اتهامِ القلبِ شيءٌ ما يُعيدُ إليَّ إسميَ بعدما شوَّهْتُهُ بالأمسِ
 يا هذا الذي لاحقتَني حتى الوريدِ عَرَفتُ أنكَ طيفُها تأتي بطيئاً
 مرةً و تغيظُني بشفاهها و هي البعيدةُ بين نافذتي وسقفِ البيتِ
 بين الموجِ و الليلِ الذي لا ينتهي يا حبُّ عجِّلْ في انتقامكَ و ارتشفْ 
وجعَ الحبيبةِ قبلةً مسمومةً و اغمسْ شفاهي في  بقايا الكأسِ
 شيءٌ ما يحركُ كلَّ هذي الروحِ يمنحها اندفاعَ الموجِ يأخذها إلى النبعِ
 الذي جفَّفْتُهُ نَهْلاً لِأروي رحلةَ العطشِ الطويلةَ يعتريني كلُّ هذاالإنبهارِ
  بما أراهُ أنا أحبكِ تاركاً أشلاءَ يومي بيننا متجاهلاً ألمي الذي لا يحتوي
لهفي إليكِ و يزدري أحلامَ قلبٍ أتعبَتْهُ الأمنياتُ و غادَرَتْهُ الروحُ مراتٍ.
الاربعاء ١٠/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

بياض العاج


بياضُ العاج
شعر: علاء نعيم الغول

لكِ ما أحبُّ لك انصهاري فجأةً و لكِ الذي سيظلُّ فيَّ يشدُّني
 أنتِ المليئةُ بي أنا ذاكَ المُذابُ و غائرٌ في جُرحكِ المفتوحِ
 في قلبي عميقاً مثلما شفتاكِ وقتَ َ أكونُ منشغلاً بريقِكِ
 يا ابنةَ الوادي الصغيرِ و رعشةَ الجسدِ المبللِ باشتهاءاتِ السريرِ
 المستباحِ حبيبتي لا بدَّ منكِ لكي تفاجئني الحياةُ بأنني لا زلتُ
 أكثرَ جرأةً مما تخيلنا معاً هيا معاً نجدُ الذي لم يكتشِفْهُ الغائبونَ
 وراءَ أولِ مغرياتِ العشقِ لن نحتاجَ أسئلةً لنعرفَ كيفَ تنتزعُ
 السماءُ بقيَّتي من جِلدكِ المعجونِ بالترفِ الذي سكنَ المساماتِ
 النقيةَ أدخليني في شقوقكِ  و اسكبي فيها احتضاري يا ابنةَ العاجِ
 الذي سلبَ البياضَ من الصباحِ و صارَ جلدَكِ مرةً أخرى أنا سأذوبُ
 فيكِ نهايتي و تحرري و أطلُّ منكِ على الحياةِ فلا أرى نفسي 
الذي تركَتُهُ قريتُهُ شريداًبائساً و بكِ اقتربتُ من الحقيقةِ قُبْلتيْنِ و وردةً
و لكِ اعترفتُ بكلِّ آثامي الثقيلةِ كالهواءِ الرطبِ في تموزَ يا وجعي الأخيرُ
و راحتي بعد الرجوعِ من الفراغِ و موجعاتِ العُمْرِ كوني لي سماءً لا تغيمْ.
الثلاثاء ٩/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

دعاء في طريق واسع


دعاءٌ في طريقٍ واسعٍ
شعر: علاء نعيم الغول

  لا حبَّ يشبهُ ما أحبُّ و ليس يُحسنُ أن يحبَّ الآخرون كما أحبُّ
    هي التي فتحتْ بعينيها مكاناً للسماءِ هنا و نادت في الذينَ تنافسوا
   في الحُبِّ أنْ يدَعوا المدينةَ تغفرُ الآتي من السَّهرِ الطويلِ هي التي
    همسَتْ و قالتْ لي ستمنحُنا البنفسجةُ الغيورُ مساحةً في قلبِها حتى
    تصيرَ جلودُنا بيضاءَ قادرةً على سَمَرٍ يطولُ على عناقٍ مسرفٍ في غِيِّهِ 
     هذي الفراشةُ سوفَ  نمنحها نهاراً صافياً منَّا لتمنَحَنا أخيراً قلبَها 
    يوماً تعالَيْ من مكانٍ فيهِ من إسمي بقايا نكهةِ النعناعِ و اقتبسي
    دعاءَ المارقاتِ من الخرافةِ نحو ظلِّ الريحِ فيكِ حقيقتي و علاقتي
    بالوقتِ و العُمْرِ الذي أحتاجُهُ لأراكِ ثانيةً معي سنقولُ للشَّجَرِ الذي
     خبأتُ فيهِ بدايتي يا صاحبَ الشمسِ اعْتبرْنا طائراً أخذَ الهواءَ و عاشَ
     فيكَ بلا شروطٍ كيفَ نسبقُ غادياتِ الطيرِ نفترشُ الزنابقَ يا ابنةَ الضوءِ
    المجمدِ في مصابيحِ المدينةِ كم أحبكِ راجياً رملاً يرتبُ شاطئينِ و أولَ البحرِ
     الذي سيصيرُ رائحةً لنالا حبَّ يشبهُناتعالَيْ من طريقٍ كان يعرفُنا معاً.
   الاثنين ٨/١٢/٢٠١٤ 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

وعود على صفيح ساخن


وعودٌ على صفيحٍ ساخنٍ
شعر: علاء نعيم الغول

و قالتْ لي تعالَ إليَّ نبدأُ من هنا و بدأتُ أسرعَ أيها الحلمُ الذي
قطعوا وريدَكَ كيف أنتَ و أنتَ لي منذ اهتدينا للسنونوةِ التي شقت
هواءَ مدينتي لونين يشتعلان فيكَ و في نهاري قُبْلَتينِ بلا شفاهٍ هل
ترى وجهي و تُنكرُ مَنْ أنا و يداكَ مَنْ رسمتْ حدودي و استعنتَ 
بطيبتي و جعلتَ قلبي مولعاً بالبحرِ أكثرَ هل أنا مَنْ قُلْتَ لن تنساهُ
لن يكفيكَ عمركَ كي تحيطَ بهِ و تنسى فيهِ نفسكَ و الحياةَ و ما تخافُ
هل الذي قلناهُ يوماً كانَ وجهاً آخراً للوقتِ و هو يدورُ عكسَ القلبِ
هل كانتْ وعودُكَ لي صفيحاً ساخناً و أنا أحاولُ أن أسيرَ عليهِ معتقداً
بأنَّكَ سوف تُبْدِلُني بجلدٍ من خطى مبتلةٍ بالثلجِ بالماءِ الذي أغوى
المسافةَ هل أنا مَنْ قلتَ سوفَ أكونُ أجملَ في كازابلانكا المليئةِ بالوعودِ
و شاطىءٍ يكفي لنسألَ فيهِ عنْ عشَّاقهِ كيفَ استطاعوا الحبَّ من غيرِ
اتهاماتٍ و وردٍ ناشفٍ كالحَلْقِ في الصيفِ الأخيرِ هناكَ ضحكتُكَ التي
جربتَ فيها كيفَ أُقْتَلُ بارداً و مُغَلَّفاً لا أستطيعُ الآنَ تفسيراً لوجهيَ
بعدَ أنْ جرَّدْتَهُ من لونهِ و الابتسامةِ أيها الحلمُ الذي قطعوا وريديَ فيكْ.
 الاحد ٧/١٢/٢٠١٤  
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 





من حكايا الطريق الى بيتها


من حكايا الطريقِ إلى بيتِها
شعر: علاء نعيم الغول

من أينَ أبدأُ كيف جئتُ و مَنْ أشارَ إلى طريقٍ قالَ لي سِرْ مِنْ هنا
 سترى بعيداً ما تراهُ هنا و تبصرُ مرفأً من غيرِ أرصفةٍ و ناساً
 يشبهونكَ في المحطاتِ التي كانت تشيعُ عن الذين يسافرونَ
 بدون أعينِهمْ أُلامُ بأنني متخوفٌ من تَرْكِ ظليَ خلف هذا السورِ كي
 أمضي بلا أعباءَ تُبْقيني هنا و هناكَ خلفَ السَّرْوِ أولُ قريةٍ مفتوحةٍ
 للعابرينَ إلى جهاتٍ لا تعودُ و في الطريقِ الأرضُ تصبحُ شارعاً متفرعاً
 تزدادُ فيهِ الأمنياتُ و رغبتي في البعدِ أكثرَ غابةٌ هي روحي الحيرَى
 و صعبٌ أنْ أصادقَ ما أراهُ على الطريقِ فقدْ عشقتُ مسافتي و بلا رفيقٍ
 لا يسامحُني على تذييلِ أسمائي بثوبِ صبيةٍ ستمرُّ حتماً عندَ ذاكَ النبعِ  
صادقةٌ عيوني و هي تنظرُ في سماءٍ لا تجيبُ و لا تكلفُ نفسَها في فهمِ
 ما تعنيهِ رائحةُ القرنفلةِ الصغيرةِ في كازابلانكا الحكايةُ لا تزالُ تدورُ
 في طرقٍ تسامحني أنا الآتي من الحبَقِ الغريبِ الى الحبيبةِ سائلاً عن
 بيتِها مَنْ ليس يعرفُ أنني أثرُ المسافاتِ التي لا بدَّ أنهكَها التساؤلُ هلْ
أنا من وردةٍ أم أغنياتٍ لا تكررُ نفسها و حكايةٍ أخرى و ظلٍّ خلفَ ذاكَ السورْ.  
السبت ٦/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

أنتِ لي و لنا كازابلانكا


أنتِ لي و لنا كازابلانكا
شعر: علاء نعيم الغول

هل ما أُحبُّ هو الذي أحتاجُهُ و أراهُ أدعى للتخلصِ من شظايا الإنفجاراتِ
التي اخترقتْ ضلوعي بعدما حارَبتُ من أجلِ التحررِ حاملاً قلبي إليكِ و في
يدي إثمٌ قديمٌ يومَ صغتُ رسائلي و تركتُها مفتوحةً و نسيتُ أنِّي عادةً أعطي
الكثيرَ و حين جئتُ إليكِ كنتُ قد اقترفتُ الإثمَ مراتٍ بلا داعٍ و أذكرُ مرةً
مزقتُ كلَّ رسائلي و نسيتُ ما أحتاجهُ لأعودَ أكثرَ جرأةً فيما أواجهُهُ هنا
و أنا أحاولُ من جديدٍ فهمَ نفسي فيكِ يا حبي الأخيرُ و صورتي بعد اعترافي
أنني أعتاشُ من سهَري وحيداً فيكِ أُفْلِتُ كلَّ أحلامي وراءكِ كي تطالَ الروحَ
منكِ و أعرفَ الشبهَ الذي أعطاكِ ألوانَ الدوالي و الكرومِ المستفيضةِ بالسماءِ
و حرِّ هذا الصيفِ يا حبي الأخيرُ المُبْتَغَى منذُ اعترفتُ بأنَّ قلبَكِ موجتانِ بدونِ
ملحٍ يجعلُ الرملَ البهيَّ مُجَفَّفاً كالجلدِ تحتَ الشمسِ يا حبي الأخيرُ المُشْتَهى
أبدو مصاباً باشتهائكَ لا مكانَ يكونُ أوسعَ من مكانٍ فيهِ أَسْري عندَ بابِكَ كلُّ
هذا الحبِّ يفتحُ ما أريدُ من اقتباساتِ الذينَ تسابقوا في العشقِ قبْليَ أنتِ لي
و دعي كازابلانكا الجريئةَ تستبيحُ خطاي نحوَكِ تقتفي فيَّ احتراقي و الكلامَ
العذْبَ عَنْكِ و كيفَ جئتُكِ من هنا من دونِ شيءٍ كي أراكِ و أنتهي من غيرِ ذنبْ.
    الجمعة ٥/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

مغريات المسافر


مغرياتُ المسافر
شعر: علاء نعيم الغول

أنا سأموتُ فادْفِنِّي أخي بالقربِ منكَ و بعدها غيِّرْ طريقَ البيتِ و امْحَ
حكايتي عن حائطٍ في الحيِّ و اعطِ حبيبتي ورقاً كتبتُ و لمْ يصِلْها سوفَ
تعرفُ أنني ذاكَ الذي خَسِرَتْهُ أمُّكَ و المدينةُ و الذي عرفَ الحقيقةَ و اكتفى
بالإبتسامةِ آهِ يا وجعي العنيدُ كهذهِ الصبَّارةِ امنحني قليلاً كي نرتبَ ما
اختلفنا حولَهُ و اتْركْ لذاكرةِ الذينَ حَبَبْتُهم طعمَ الغيابِ و نكهةَ البحرِ الذي
فتحَ الحكايةَ لي قديماً لن أموتَ أخي و حاولْ أنْ تعيدَ الشارعَ الطينيَّ
للبيتِ الذي أحببتُ أمِّيَ فيهِ أكثرَ و ابقِ أسئلتي على حجَرٍ يليقُ بما فعلتُ
حبيبتي هي ما تبقَّى مِنْ رذاذِكَ أيها الموجُ الفَتِيُّ لسوفَ تعرفُ أنَّ بي ما
ليسَ فيكَ من اختياراتٍ تدينُكَ بالتخاذلِ بالترددِ في اجتيازِ الرملِ شِبْرَاً
آخراً و أنا الذي سأكونُ يوماً ما هناكَ أمامَها تلكَ التي جعلتْ هوائي قابلاً
لتقلباتِ الصيفِ أنتِ جميلتي و حكايتي تُغْري كازابلانكا البعيدةَ كي ترتبَ
نفسَها للبحرِ أيضاً كي تعيدَ لنا بقايانا على مرأى من الطرقِ التي سنمرُّ
منها مُمسِكَيْنِ بِظِلِّنا و حقيبةٍ فيها استعدْنا ما يفاجئُنا معاً في الليلِ أو وقتَ
الظهيرةِ أو هنا متعانقَيْنِ على طريقِ الفلِّ أو تحتَ الندى و البرتقالةِ في الشتاءْ.
    الخميس ٤/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

عاشق من صوف و ريش


عاشقٌ من صوفٍ و ريش
شعر: علاء نعيم الغول

شكواي عالقةٌ بحلقي مثلما الموتى بذاكرتي الشبيهةِ بي أنا كالصوفِ
يغزلُني النهارُ لكي أصيرَ رداءَ ليلٍ مُتْرَفاً و تحيطُ بي فِكَرٌ تُعيدُ رداءةَ
الوقتِ الذي يغتالُني بصفاقةٍ و يقولُ لي كنْ جامحاً كالريحِ مختلفاً
بما تهواهُ و انسَ العابثينَ على طريقِكَ أيها الصوفيُّ سوف تكونُ أجملَ
حينَ تَلْبَسُكَ الحبيبةُ في شتاءٍ قارسٍ تلتفُّ في الدفءِ الذي يسري 
بملمسِكَ القريبِ من الهواءِ و كنْ خيالياً لتفلتَ من شراكِ العابرِ المألوفِ
ما الدنيا سوى ما أنتَ تُحْرزهُ فلوِّنْ أيُّها المنسوجُ وجهكَ و البَسِ الريشَ
الثمينَ لكي تصيرَ قبيلةً من غير إسمٍ ناثراً ذهبَ الكلامِ على المُريدينَ
السكارى في بخوركَ أيّها المعروفُ بالتأويلِ فسِّرْ ما تقولُ لكَ الزنابقُ
و اقرأِ المكتوبَ في الشِّلْحِ الطويلِ تَرَ الحقيقةَ و هي تنهشُ ذكرياتِكَ عنْكَ 
يا هذا الذي نسجت كازابلانكا خيوطَكَ في مساءٍ دافىءٍ لا تحْنِ ظهركَ
للمسافةِ و هي تُرهقُ كاهليكَ بكلِّ أسئلةِ المسافرِ و اجتهدْ في أن تكونَ
هناكَ أبكرَ كي ترى الشمسَ التي انتظرَتْكَ يا صوفيُّ يا عرَّابَ نفسِكَ 
أيّ حبٍّ أنتَ تحملُهُ و توشكُ أنْ تبوحَ بهِ أمامَ محطةٍ متروكةٍ للراحلينْ.
   الاربعاء ٣/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 







...

دهشة تعني الكثير


دهشةٌ تعني الكثير
شعر: علاء نعيم الغول

أدركتُ أنِّي الآنَ أوهنُ من خيوطِكِ أيها النساجُ قبراً كي تموتَ
فراشةٌ و تقيمَ مأدبةَ انتصاركِ في العراءِ أمامَنا أيقنتُ أني لستُ
مضطراً لأحملَ رايةً ليُقالَ إني ثائرٌ و أنا ضعيفٌ لا أحررُ وجهيَ
الممسوسَ من وقتٍ تشبثَ في عقاربَ لا تغادرُ نفسَها أيقنتُ أني 
مُنْهَكٌ و الآخرون يمارسونَ النومَ أفضلَ و انتبهتُ و إذْ بقلبيَ قد
تعافى فجأةً و وجدتُ أني مرةً أخرى أحبُّ مقسماً نفسي على لونِ
الطيورِ العائداتِ مع المغيبِ و بين أنفاسي السريعةِ و اشتهيتُ متى
أعودُ إليكِ شاهدةٌ عليَّ الأمنياتُ و ما تمنيتُ الكثيرَ أحبُّها و البحرُ
يسحبُني إليهِ و دهشتي تزدادُ وقتَ أكونُ وحدي أستعيدُ دقائقاً من
أيِّ  شيءٍ كي أعالجَ نيَّتي بالإنتظارِ و ما أراهُ يعيدُني لمربعٍ لا ضلعَ
فيهِ ليحتوي قلقي الذي لا ينتهي يا حبُّ جرِّبْني متى تحتاجُني لأقولَ
عنكَ حكايةً ممنوعةً و قديمةً و إلى كازابلانكا المسيرُ بدونِ أمتعةٍ كفى
قلبي المسافةُ و اعترافي بالكآبةِ حينَ تدهشُني العلاقةُ بين ما نرجوه
و الوقتِ الشحيحِ و ما نحبُّ و ما يُتاحُ و ما تبقى لي هنا و هناكَ أَنْتْ.
 الثلاثاء ٢/١٢/٢٠١٤ 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 






السبت، 21 مارس 2015

Kalinixta



kalinixta (καληνύχτα)
أو
تصبح على خير
شعر: علاء نعيم الغول

صدَى شفتيكِ صوتُ الليلِ قبلَ النومِ يحملُ ما نقولُ و ما نودُّ الآنَ كشفَ
السِّتْرِ عنهُ و حينَ نحْلُمُ تصبحُ الدنيا لنا و هناكَ يلقي الليلُ نصفَ ردائهِ
عند الحديقةِ ناثراً  نصفَ النجومِ أمامَنا في الليلِ أنتِ كما أحبُّ و في
النهارِ و حينَ أحلمُ أنتشي و أراكِ أقربَ تصبحُ الأشياءُ أنسبَ للبقاءِ معاً
خيالاً ليس يكفي في الحقيقةِ أنتِ أشهى مرتينِ و لونُ وجهِكِ لا يضاهيهِ
الذي في الوردِ أحلمُ دائماً و هناكَ أفقدُ بوصلاتِ العينِ أبصرُ ما أشاءُ
و تختفي فيَّ القيودُ و هكذا أمتدُّ أبعدَ حيثُ نقطفُ ما يراهُ الصيفُ فينا
يانعاً و مهيَّأً ليسيلَ في الشفتينِ شهداً أو كلاماً لا يصحُّ البوحُ عنهُ هناكَ
شيءٌ ما يبررُ ما سيأتي هذه القُبلُ الجريئةُ من رئاتٍ عافياتٍ تمسكُ
الأنفاسَ مِنْ أنْ تُفْلِتَ الوهجَ الذي تحتاجهُ الشفَتَانِ ناعسةٌ عيونُكِ بينما
هذا المكانُ ملائمٌ لليلِ و السَّهَرِ المُعَافى مثلَ قطٍّ نافرٍ من قطةٍ شبقيةِ الفروِ
الكثيفِ تعطَّفي و انْسَيْ يديكِ على يديَّ و غامري حتى نصيرَ سُلالَتَيْنِ لعالَمٍ 
يمتدُّ فينا نحنُ نُنْجِبهُ بعيداً عن مآسي الحربِ و الهجراتِ من مدنِ الخرابِ
هنا سنحلمُ كيفما شئنا بلا ألوانَ مفزعةٍ و دنيا لا تراعي أننا عشاقُ وقتٍ عاثرٍ. 
   الاثنين ١/١٢/٢٠١٤
  من مجموعة أغاني كازابلانكا 







أولا و ثانيا و ثالثا


أولاً و ثانياً و ثالثاً
شعر: علاء نعيم الغول

هرَباً إليكِ و ليس منكِ و أنتِ أولُ معبرٍ للروحِ يقبلُ أَنْ أَمُرَّ بدونِ أوراقٍ
و أسئلةٍ و يقبلُ أَنْ أقيمَ كما اتفقنا دونَ تفسيرٍ لما كتَبَتْ يدي غيَّرْتُ
من وجهي كثيراً كي نليقَ بوردةٍ في الحوضِ لوَّنتُ الحروفَ بريشةِ الدّوريِّ
كي أجدَ المكانَ الذي يمتدُّ فيكِ و ها أنا نفسي الذي بايعْتُ فيكِ الوقتَ
لا أحتاجُ منكِ سوى الذي تعطينَهُ للطيرِ و انتسبي لقلبيَ كي أعيدَكِ في
حَشَايَ و في جفونِ حمامةٍ كانتْ تقولُ لي المساءُ مرتبٌ للحبِّ و انتبهي
هناكَ فراشةٌ و على النوافذِ طائرٌ من قريةٍ ليستْ بذاتِ مساحةٍ مفتوحةٍ 
لبكارةِ العشبِ الطويلِ و أنتِ فيكِ اللذةُ الأولى لما في الشَّهْدِ من ترفِ
الفحولةِ فاملأي كأسي بمائكِ و اسقِني شيئاً له رحلتْ قبائلُ عالمٍ السحرِ
القديمِ و دافعي ما شئتِ عني و اعذري ضعفي أمامَ صفاءِ عينيكِ البهيِّ
أنا أحبُّكِ أولاً و أراكِ ثانيةً أمامي صورةً للريحِ و هي تسوقُ أشرعةَ الصباحِ
و ثالثاً لكِ كلُّ هذا الصيفِ لا أدري متى سنكونُ يوماً ما هناكَ على رصيفٍ
واسعٍ نستقبلُ البحرَ الذي لا ينتهي هرباً إليكِ و ليسَ منكِ و كلما واجهتُ
نفسيَ أدركُ الفرقَ الذي بيني هنا و هناكَ عندكِ حيثُ أنتِ و قلبكِ العاجيّْ.     
 الاحد ٣٠/١١/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

قولي أحبك كي أظل


قولي أحبُّكَ كي أظلْ
شعر: علاء نعيم الغول

هذي كازابلانكا التي لن تعرفوا كيف التقيتُ بها و صارتْ لي أنا وحدي
بعيداً حيثُ أتركُ بعدَها ما ليس يجدي أَنْ أفكرَ فيهِ ذاهبةٌ حياتُكَ أيها
المسكونُ بالفوضى و نفسُكَ أولُ القتلى أمامَكَ كيف تحتملُ التخلي عن 
طريقِكَ مدركاً أَنَّ الذينَ تحبُّهمْ لم يُسعفوكَ و أنتَ تنظرُ في عيونهمُ الجميلةِ
لم يَرَوا فيكَ الذي تحتاجُهُ و تسارعوا في لومِهِمْ و العمرُ يقصرُ حين تتركهُ
لغيرِكَ هذه الدنيا أنا و الوقتُ و الفرصُ القليلةُ فاغتنمْ من كلِّ نورسةٍ جناحاً
كي تطيرَ بهِ و تلحقَ بالذي سيكونُ أجملَ مَنْ يُحبُّكَ يشتهي ألَّا تروحَ يراكَ
فيهِ الروحَ تطلقُ نفسَها في كلِّ عِرْقٍ منكَ يا هذا المسافرُ قُلْ لها غدُنا قريبٌ
واسعٌ كالنهرِ مختلفٌ كألوانٍ تفيضُ على قماشٍ باذخٍ و البحرُ سيِّدُ هذهِ 
الغرفِ التي أرتادُها في الليلِ يُغْرِقُني و تكسوني الملوحةُ بالشقوقِ و حين
أصحو باكراً أحتاجُ نفسيَ مرةً أخرى و أغسلُ قلبيَ العاجيَّ بالشمسِ 
التي فتحتْ أمامي شارعاً و حبيبتي تشتاقُ لي من غيرِ شرطٍ يستفزُّ النومَ
فيَّ و لا أرى أني سأرجعُ عنْ ملاحقتي لهاتيكَ الفراشةِ ربما فيها النداءُ
لعودتي قولي أحبُّكَ كي أظلَّ أنا الوحيدُ هنا و وحدي أشتهيكِ بقبلةٍ لا تنتهي.
  السبت ٢٩/١١/٢٠١٤  
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 

عاجزون بما يتيح لك التفاؤل


عاجزون بما يتيحُ لكَ التفاؤل
شعر: علاء نعيم الغول

العاجزونَ يرَوْنَ هذا الموتَ حلَّاً يركضونَ وراءَهُ  كالراكضينَ وراءَ
ظلٍّ هاربٍ يستعجلونَ فناءَهم كيلا يرَوْنَ العَجْزَ أوضحَ أيها الموتُ الذي
عرَّيْتَنا مَن هؤلاء الخائفونَ منَ الحقيقةِ أيُّ ذُعْرٍ أنتَ حينَ تصيرُ أقربَ
للنهايةِ هؤلاءِ النافرونَ كقطةٍ مذعورةٍ يستعذبونَكَ كي تخلِّصَهم بطيئاً أو
سريعاً لا يَهُمَّ أمامَ أنْ يجدوكَ في نيَّاتِهم لا شيءَ يعدلُ أَنْ تضحيَ 
بالحياةِ لأنَّ قلبَكَ لا يقاومُ فكرةً فيها تكونُ كما تريدُ و ما تريدُ الجُبْنُ 
صِنْو الموتِ تبغٌ أنت تمضغهُ و تدمنُ طعمَهُ حتى يصيبَكَ بالدوارِ ترى
دُخَاناً فيه تكتبُ كيفَ أنتَ و قدْ فقَدْتَ بخَوْفكَ الموبوءِ نفسكَ يعتريكَ
الإنكسارُ على عيونِكَ غيمةٌ سوداءَ لا تعطيكَ وِجْهَتَكَ التي ستسيرُ فيها
مثلَ ساقيةٍ بثورٍ أجهدَتْهُ الشمسُ يحسبُ أنه قطعَ المسافةَ مرتينِ العاجزونَ
يكررونَ الموتَ مراتٍ كوجهٍ في مرايا كلها مفتوحةٌ للضوءِ لا تخشَ الذي
تحتاجهُ لتعيشَ أجملَ و انتظرْني أيها الحبُّ الذي لا بدَّ منكَ أمامَ هذا
البيتِ و اتركْ عِبْءَ يومِكَ جنبَ حاويةِ الهمومِ هنا المحطةُ لا تُقِلُّ العالقينَ
على طريقٍ ليسَ يعرفُ أينَ آخرهُ و أولهُ و أعرفُ عنكَ يا قلبي كثيراً لا تخفْ.
الجمعة ٢٨/١١/٢٠١٤   
من مجموعة أغاني كازابلانكا 











مبالغات خائفة



مبالغاتٌ خائفة
شعر: علاء نعيم الغول

في الحبِّ شيءٌ ضائعٌ و أنا ترشِّحُني الحياةُ لكي أضيعَ
لما يراهُ الحبُّ أنسبَ لي بعيداً حيثُ لا أدري و حيثُ مفاجآتٌ 
قد تغيرُني لماذا كلما أحببتُ تسخرُ وردةٌ و يطولُ هذا الليلُ
أصبحُ ثائراً ضدِّي أُبَرِّرُ شهوتي للنومِ بالتفكيرِ في أحلامَ 
تصبحُ فكرةً من غيرِ تنفيذٍ و أغرقُ من جديدٍ بين ما أرجوهُ من
قلبي و صوتِ الساعةِ الحمقاءَ أعرفُ أنني بالغتُ في ترتيبِ 
نفسيَ للمساءِ و لا يزالُ القلبُ مضطراً لحلمٍ فاشلٍ يكفي لكي
يغتالني الشيطانُ بالوسواسِ يدفعَني لأصبحَ مرةً أخرى بطيئاً
في التثاؤبِ أيها الحبُّ اقتربْ دعني أراكَ و قدْ تركتَ البابَ لي
دعني أمرُّ و لا تَسَلْني كيفَ جئتُ هنا المكانُ لمنْ يحاولُ مَنْ يواجه
طعنةً في الخلفِ ينزعُ نصلَ سكينٍ و ينزفُ تاركاً فوقَ القرنفلِ
ما يفسرُ حُمْرةَ اللونِ القديمةَ في الرسائلِ و الجفونِ و في شفاهٍ
لا تُقبِّلُ نفسَها و أنا إليكِ أسيرُ أسرعَ يا كازابلانكا البعيدةُ يا 
مدينتي الأخيرةُ و احتياجي للبقاءِ بلا مخاوفَ و ابتزازٍ مُتْعِبٍ.
الخميس ٢٧/١١/٢٠١٤
  من مجموعة أغاني كازابلانكا 

لا شبع منكِ و لا أنتِ الفانية


لا شَبَعَ منكِ و لا أنتِ الفانية
شعر: علاء نعيم الغول

يومٌ يمرُّ و مَنْ سيمنعُهُ ثقيلٌ أنتَ تُشْعِرُني بعجزي كيفَ أخرجُ منكَ
أفلتُ من مدارِكَ داخلاً في عالمٍ لا وقتَ فيهِ و لا انتظارَ و لا تجاعيداً
على وجهي فأعرفَ أنَّ شيئاً ما سيأتي للنهايةِ أيها اليومُ الطريُّ
 كقطعةِ الإسْفَنْجِ لا تمتصَّني من شارعٍ لا زلتُ فيه مسالماً متصالحاً
مع كلِّ منعطفٍ قديمٍ لمْ يُعِنِّي مرةً لأرى الطريقَ إليكَ يا بحري البعيدُ
هي الحبيبةُ خلفَ شاطِئِكَ المسيَّجِ مثلَ حارتِنا الشقيةِ مَنْ يُبَلِّغُها بأني
لم أنمْ هذا الصباحَ و لمْ أجدْ في الشاي نكهةَ قلبِها و أخافُ أكثرَ
حينَ تأْلَمُ لستُ أملكُ ما يخفِّفُ عنكِ تُحْزِنُكِ الحياةُ بوجهِها المألوفِ لي
و أنا أريدُكِ لا لشيءٍ بلْ لأنَّكِ جنَّتي لا أنتِ فانيةٌ و لا قلبي يمَلُّكِ لستُ
أشبعُ من ملاحقتي لظلِّكِ كي أفيءَ إليهِ من حرَّ الطريقِ أحبُّها متنازلاً
عمَّا تبقَّى لي هنا و هناكَ أفنى في خلودِكِ فِيَّ أدنو من ثمارِكِ مُدْركاً
وجعَ المذاقِ و حُلْوَ أمنيتي على صدْرٍ أفيقُ عليهِ بعدَ الليلِ أنسى فيهِ يوماً 
مرَّ يُشْعرُني بأنِّي أسكبُ الدقاتِ من قلبي على شفتيكِ آهاتٍ لها معنى
 انتظاري مُغْمِضاً عَيْنَيَّ أبحثُ عنكِ في هذا الفراغِ و عالمٍ لا وقتَ فيه.
الأربعاء ٢٦/١١/٢٠١٤
العنوان من وحي كتاب الشاعر العراقي عبد الكريم كاصد بعنوان: جنة أبي العلاء       
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

مفاجأة البياض


مفاجأةُ البياض
شعر: علاء نعيم الغول

القارئونَ لِما كتبتُ و مَنْ سيأتي لن يعيدوا شَرْحَ شيءٍ في علاقتِنا ببعضٍ
 سوفَ يُدْهشهم مكانٌ نحنُ فيهِ سيقرأونَ السِّفْرَ أكثرَ دون تجزأةِ النصوصِ
 إلى مقاطعَ لا تفيدُ و سوفُ أكتبُ يا كازابلانكا اعتذاري كان يجدرُ بي أنا
أنْ أوقفَ الأيامَ شيئاً أنْ أراكِ قُبيْلَ عامٍ واحدٍ كنَّا سنكتبُ كلَّ شيءٍ في
سطورٍ لا فواصلَ بينها و بلا قواعدَ كي تظلَّ حروفُنا مفتوحةً للبوحِ لن 
نحتاجَ ترقيماً لأول جملةٍ و أواخرِ الإدهاشِ في فصلِ البدايةِ كان يمكنُ
أَنْ نكونَ معاً أخيراً لا نفكرُ في الفراغاتِ التي تُبْقِي البياضَ مفاجئاً للعَيْنِ
سِفْرٌ واحدٌ يكفي الطريقَ إليكِ يمنحني أرى الأسياءَ في ألوانِها الأولى و لونٍ
آخرٍ بيني و بينَكِ يا كازابلانكا امنحيني من هوائكِ لذةَ اللقيا التي أشتمُّ فيها
البحرَّ و النوَّارَ أحتضنُ الحبيبةَ تحتَ ظلِّ الخوخِ بين كرومٍ سفحٍ واسعٍ و دعي
الظهيرةَ تفتحُ البرَّ المغامرَ في خطانا و اتركينا هكذا مُسْتَسْلِمَيْنِ لكلِّ عصفورٍ
يمرُّ و كلِّ أغنيةٍ على أنغامِها سقطَ الصباحُ على فروعِ اللوزِ سِفْرٌ آخرٌ سيضيفُ
ذاكرةً لنا و القارئونَ سيعرفون الحبَّ من أيامِنا و متى يضيعُ العمرُ أدعيةً على
شباكِ شمسٍ أنهكتْ وجهي كثيراً في شوارعَ لا تطاوعُني و تتركُني هنا وحدي.
 الثلاثاء ٢٥/١١/٢٠١٤
   من مجموعة أغاني كازابلانكا       





قطعة الخشب


قطعة الخشب
شعر: علاء نعيم الغول

أبدو كما أبدو أمامَكِ لستُ أعرفُ هل تَرَيْنَ ملامحاً أخرى و وجهاً
لم يقعْ يوماً على المرآةِ أبدو ناسياً من كان يعرُفني و آخرَ مرةٍ فيها
اشتهيتُ النومَ أبدو واقفاً عيناي تنتظرانِ أولَ عابرٍ يلقي التحيةَ دونَ
نيَّاتٍ مبيَّتةٍ و دونَ توقعاتٍ هكذا أبدو أنا مترامياً كالسَّهْلِ مندفعاً كنهرٍ
ذابَ عنه الثلجُ أبدو قطعةَ الخشبِ الصغيرةَ طافياً فوقَ البحيرةِ نصفي 
المبلولُ ينسى نصفيَ المنسيَّ في الشمسِ السريعةِ ربما أبدو صموتاً
لا أقولُ كم احتملتُ و كمْ سأحملُ من دعاءٍ كي أواصلَ سيري المحمومَ
نحوكِ يا جميلتي النقيةُ مثلَ هذا الضوءِ تغريني المسافةُ بيننا و يطيرُ
بي صوتي إليكِ و لستُ أعجبُ حين تسمعني البعيدةُ و المسافةُ نصفُ
أجنحةِ الطيورِ من الغمامةِ للقريبِ من الجداولِ للذي لن يدركوه من 
الحقيقةِ بيننا كلُّ الحياةِ حكايةٌ نُسِجَتْ و نحنُ كما تَرَيْنَ مسافِرَيْنِ على
طريقٍ واحدٍ حتى التقينا هكذا و بنا احتياجاتٌ لننسى خلفَنا ما ليسَ 
يُحْكَى فامسكي بيدي لنعبرَ و اعطِني وجهَ الفراشةِ كي أراكِ على 
المسافةِ بيننا و يداي تمتدَّانِ نحوَكِ كي نمرَّ إلى مكانٍ لا يضيقُ بنا معاً.
  الاثنين ٢٤/١١/٢٩١٤   
  من مجموعة أغاني كازابلانكا  

كان يجب أن أقول


كان يجبُ أنْ أقول
شعر: علاء نعيم الغول

دعني أُريكَ و لا تلُمني في الذي ما لستَ تعرفهُ جمالٌ أينما وليتُ
وجهي لا جمالَ كوجهها و عميتُ عن كلِّ النساءِ فلا تقلْ أُنظرْ هناكَ 
هناكَ أجملُ ما الذي تُخْفينهُ في وَجْنتيكِ و في جفونكِ و الشفاهِ و ما
الذي لم تُظْهريهِ لناظريَّ من الهدوءِ على ابتسامتِكِ التي حملتْ خرافةَ 
زهرةٍ مبْتَلَّةٍ بالضوءِ فيكِ من الأمازيغِ الذي لا ينتهي من سِحْرِ شَعْرِكِ
و هو يُرْخي فوقَ كِتْفَيْكِ الهواءَ و رقةَ الماءِ الذي غسلَ السماءَ و قالَ لي
هي حبُّكَ المخبوءُ في نايِ الرُّعاةِ و شهوةِ الصحراءِ للظلِّ المفاجىءِ  لا
تلُمْني أيها المأخوذُ بالعاديِّ لستَ ترى الذي سلبَ الفؤادَ و عادَ بي منْ
حيثُ لا أدري إلى نفسي البعيدةِ وجهُها سرُّ انتظاري هكذا في لونِها
الرعويِّ في صمتِ التلالِ و طعمِ دراقٍ شهيٍّ لثمةٌ من ثغرها تكفي لأعرفَ
كيفَ كانَ البحرُ يومَ وُلِدْتُ يكفي حين تَلْمَسُني أرى الأشياءَ أكثرَ جرأةً
دعني أُريكَ و لا تحاولْ بعدها ثَنْيَ اللؤادِ عنِ الحبيبةِ في مفاتِنِها اشتهيتُ
العُمْرَ يفنى لا مبررَ لي لأعرفَ غيرَها فهي الجمالُ كما أريدُ كما افترَضْتُّ
و دعكَ منِّي و انْسَ ما عبَّرْتُ عنهُ و عشْ جمالكَ مثلما تهوى بعيداً لائمي فيها.
الأحد ٢٣/١١/٢٠١٤    
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

في مكان ما


في مكانٍ ما
شعر: علاء نعيم الغول

أوْلَى بقلبيَ أنْ يصارحَني و يتركَني قليلاً لا أريدُ مفاجآتٍ منهُ يكفي
ما أُصِبْتُ بهِ غداةَ نسيتُ إسميَ في رسائلَ لم تكنْ للحبِّ في أوراقَ
ما دوَّنْتُ فيها الإعترافَ بما سأفعلُ لو ذهبتُ إلى كازابلانكا هناكَ محطةٌ
لا بدَّ منها كي أغيرَ في اتجاهاتِ الطريقِ و أجعلَ الماضي بسيطاً قابلاً
للجَزْرِ في البحرِ الأخيرِ من الحياةِ و قابلاً للمدِّ فوق شواطىءِ العمرِ الهزيلِ
تعالَ يا قلبي الصغيرُ و لا يهمُّكَ أي شيءٍ ما تبقى ليس يكفي كي نجربَ 
مرةً أخرى الحياةَ لنا حياةٌ غيرها و لنا مكانٌ لستُ أعرفُ أينَ لكنْ حينَ 
تأتي الطيرُ سوفَ يكونُ موعدنا هناكَ و بينَ وردٍ آخرٍ سنرى خطانا من بعيدٍ
لا أحبُّ الإعتذارَ و ما اقترفتُ مُبَرَّرٌ في نيِّتي و تجردي مما يُخيفُ و ما لدى
شيخِ القبيلةِ من رؤى لا تستطيعُ القفزَ عن ظَهْرِ الرعيةِ كلما أوغلتُ في نفسي
أرى شيئاً جريئاً يستحقُّ الإلتفاتَ لنيةٍ أخرى تبررُ جرأةً أخرى متى يا قلبُ
تصبحُ بارعاً في وصفِ نفسِكَ دونما قلقٍ على ما فيكَ من أسرارَ تخفي نصفها
في موجةٍ تركتْ على قدميَّ رغوتها و قالتْ لي متى سيعود أولُ طائرٍ لنروحَ
للدنيا التي نحتاجُها فحبيبتي ليست هنا و هناك سوف نكونُ يوماً ما.
السبت ٢٢/١١/٢٠١٤        

من مجموعة أغاني كازابلانكا 











حب على شجر الطريق


حبٌّ على شجر الطريق
شعر: علاء نعيم الغول

لا شيءَ يشبهُ وجهَ كلبٍ خائفٍ في الليلِ تحسبُني المدينةُ سارقاً
و أرى على شجرِ الطريقِ عيونَ مَنْ قطعوا الشوارعَ نحو موتٍ ليس
مضطراً لفهم الأمنياتِ و ما يحبُّ الطيِّبونَ و كمْ كَذَبْنا كي نُمرِّرَ صِدْقَ
ما في القلبِ من أشياءَ مفرحةٍ و لا يكفي التأنقُ في الكلامِ لكي تصيرَ
قصيدتي من أغنياتِ المنشدينَ  أحبُّها و الحبُّ يجعلُني بطيئاً في قراءةِ
ما يُدَوَّنُ فوقَ أسطحِ قريتي و على الجدارِ المستفيضِ بوحشةٍ و ذهولِ 
مَنْ يمضي وحيداً لستُ وحدي الآنَ يتبعُني و يُمسكُ بي هواؤكِ جاعلاً
منِّي أخيراً مَفْرَقاً كلُّ الجهاتِ قريبةٌ من بعضِها و القلبُ يعرفُ حجمَ نيَّتِهِ
و طعمَ الليلِ حين يذوبُ في شفتيكِ همساً باذخاً و أنا أجربُ أنْ أكونَ
بدونِ ذاكرةٍ أمامَكِ أكتبُ التاريخَ بين يديكِ في ترفِ العناقِ و لذةِ التوثيقِ
بالقُبَلِ التي تزدادُ أكثرَ حين تسقطُ شمعةٌ لا شيءَ يشبهُ جُبْنَ كلبٍ قابعٍ
فوق الرصيفِ أمامَ مسلخِ بلدةٍ منهوكةٍ في الليلِ تحسبني المدينة هارباً
و أظلُّ أبحثُ عن مخارجَ لا يحاصرُها الوشاةُ و لا الكلابُ المستميتةُ في
تتبعِ ظليَ المسؤولِ عني و المدينةُ نفسُها وجعٌ قديمٌ بائسٌ من دونِ وَصْفْ.
الجمعة ٢١/١١/٢٠١٤      

من مجموعة أغاني كازابلانكا 



قلب على مسافة و مشنقة


قلبٌ على مسافةٍ و مشنقة
شعر: علاء نعيم الغول

هذا الذي أُعْطِيتُهُ يضعُ الحياةَ أمامَ أجوبةٍ تثيرُ تساؤلاتٍ حولَ
جدوى أن نعيشَ و قدْ فقدنا ما انتظرناهُ طويلاً أيها القلبُ المقيَّدُ
مثل بوصلةٍ لها عينٌ تُحدِّقُ في الفراغِ لمَ اجْتَرَأْتَ عليَّ تجعلني
وصيَّاً تارةً و ذبيحَ حُبِّكَ مرةً و تُذيعُ عني شائعاتِكَ بين مَنْ غَدروا 
بنا و تمرُّ عني مُجْهَداً و أراكَ تَعْرَقُ مثلما الظبيُ المُرَوَّعُ آهِ يا قلبي
القديمُ دعِ المخاوفَ و انْتبِهْ لطريقِكَ الآتي و غيرْ من ثيابِكَ و الْبَسِ 
الصفصافَ علَّكَ تعرفُ الظلَّ المُريحَ كُنِ المبادرَ و المُباغتَ لا تصففْ
مفرداتِكَ بلْ كُنِ العَفْوِيَّ حتى تستريحَ لكَ الحبيبةُ أنتَ لي وجعي
و بعضٌ مِنْ لوازمِ يوميَ المطعونِ بالنظراتِ مِمَّنْ يعرفونَ اللهَ يوماً
قبْلَ عيدِ الفِطْرِ لا تنزلْ و تتركْ ظهرَ خيلكَ عارياً و اركضْ سريعاً
كي تلاقيني هناكَ و قدْ فرشتُ لكَ المكانَ كما اتفقنا رملَ بحرٍ 
أكسبَتْهُ الشمسُ رائحةَ المسافةِ بين غزةَ و الطريقِ إلى كازابلانكا
الغنيةِ بالمفاجأةِ الأخيرةِ أيها القلبُ المعلقُ في مشانقِ وِحْدَتي هل
تستطيعُ الإعترافَ كما فعلتُ غداةَ قلتُ أحبُّها و لها نذرتُ الليلَ ثانيةً.
الخميس ٢٠/١١/٢٠١٤      
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

أمام مدفأة و ورق


أمام مدفأةٍ و ورق
شعر: علاء نعيم الغول

صوتي بعيدٌ أين صوتي كي أنادي في شوارعَ لا تُجيبُ و لا تراعي
ما فعلتُ أمامَ بيتِكِ راجياً أنْ نلتقي و نقولَ ما قالَتْه لي عيناكِ تنتزعانِ
من وجهي المعاني و انبهارَ ظهيرةٍ بتعلقي بالشمسِ في نصفِ النهارِ
و قد كتبتُ على الرصيفِ متى استعنتُ بوردةٍ لأعيدَ نفسيَ من طريقٍ
فاشلٍ في جعلِ قلبي شارعاً يُفضي لبحرٍ آخذٍ في الإنحسارِ و قد محوتُ
عن الرصيفِ توقعاتِ خطايَ لا أرجو سوى لحظاتِ حبٍّ مُتْرَفٍ بعناقِنا
و تعرُّضٍ للبردٍ يدفعُنا لنحفرَ كوَّةً في الليلِ نشعلُها بنارٍ لا تضيءُ مساحةً 
تكفي لنمشيَ آمِنَيْنِ إلى الرصيفِ المُبْتَغَى في ليلةٍ نحتاجُها لنحبَّ هذا
العُمْرَ أكثرَ نجعلَ الذراتِ أوضحَ حينَ تكشِفُنا النجومُ و نحنُ ندعو للإلهِ
لكي نظلَّ مهاجِرَيْنِ إلى بلادٍ لا تحاكِمُنا أمامَ صغارِنا و تشدُّنا لننامَ
أسرعَ حين يغلبُنا النعاسُ أمامَ مدفأةٍ تؤجلُ حَرْقَ أوراقِ الرسائلِ للصباحِ
و قاتلٌ هذا الترددُ لا مكانَ لمن يخافُ و مَنْ يفكرُ في النتائجِ مرتينِ لربما
نحتاجُ يوماً آخراً لتطولَ قُبْلتُنا مقاماً في موسيقى الانفعالاتِ الثمينةِ هكذا
كلُّ اقتراحاتي ستفشلُ إنْ جَبُنْتُ و لم أُسَجلْ رغبتي في أنْ أنامَ مُبَكِّراً.
الأربعاء ١٩/١١/٢٠١٤   
من مجموعة أغاني كازابلانكا 










حب في بطاقة التموين


حبٌّ في بطاقة التموين
شعر: علاء نعيم الغول

هلْ أنتَ لي؟ سأَلَتْ و ما انتَظَرَتْ جوابَ المُوجَعِ المطرودِ من لغةٍ تساومُ
قلبيَ المقسومَ بينَ بنايَتَينِ و حارَتينِ و موقفِ الباصِ القديمِ و ساحةِ
الشهداءِ في وسط المدينةِ أنتِ لي؟ و بقيتُ أنتظرُ المعابرَ كي تقولَ الآن
يمكنُ أنْ تغادرَ حيثُ شئتَ و أَنْ ترى وجهَ الحبيبةِ تحتَ ضوءِ الشمسِ 
و الدنيا أنا و الحبُّ لو تدرونَ ماذا في كازابلانكا الجريئةِ كالفراغِ أنا
صفيحٌ ساخنٌ و هي الندى إذْ لستُ أملكُ أنْ أجاهرَ بالحقيقةِ كم أخافُ
 تغيراتِ الوقتِ في ساعاتِنا العرجاءَ يا وقتَ النزوحِ إلى فضاءٍ مُقْنعٍ
نحتالُ فيهِ على الحياةِ و نسترُ العُرْيَ الذي فضحَ التخاذلَ في مساعينا
النبيلةِ أنتِ لي؟ و تظلُّ أسئلتي معي كبطاقةِ التموينِ لا أحتاجُ غيرَكِ 
سوف أتركُ كلَّ شيءٍ كي أراكِ و نفتحَ الأبوابَ واسعةً لنهرٍ مسرعٍ نحوي
و نحوكِ لا مكانَ لنا هنا في الحرِّ في بلدٍ تخونُ الذكرياتِ و تسحقُ
الحبَّ الملونَ كالفراشاتِ الأخيرةِ عند أشجارِ النارينجِ و أنتَ لي؟ و تغيرتْ
أسماءُ شارِعنا الذي ابتدعَ الرصيفَ لعابرينَ بلا وجوهٍ سوفَ أتركُ ما
يعيقُ الوردَ فينا فامنحيني الوقتَ كي تصلَ الموانىءُ من غيابٍ ملَّ تلك الريحْ.
الاثنين ١٧/١١/٢٠١٤   
من مجموعة أغاني كازابلانكا 


الوقت وحش سيء


الوقتُ وحشٌ سيءٌ
شعر: علاء نعيم الغول

يا أيها الوقتُ الذي لا ننتمي أبداً إليهِ لِمَ اقتَنَعْتَ بأننا سنكونُ يوماً
قادرَيْنِ على انتشالِكَ من تجاعيدِ المسافةِ و الطريقِ نردُّ منكَ ثيابنا
و نروحُ أبعدَ منكَ قُلْ لي أينَ يمكنُ أنْ تكونَ بوجهِها المنزوعِ من لوزِ
السفوحِ و كَرْمةٍ تركتْ لها تلكَ السماءُ الصيفَ يا حبي البعيدُ أراكَ 
في جدرانِ غرفتيَ الوحيدةِ في ستائرَ لا تحبُّ النافذاتِ البِّيْضَ في
قلبي النقيِّ من الملوحةِ كيف لي وأدُ الخرافةِ قتلُ ذاك الوحشِ ينهشُ
ظلَّنا و نراهُ فينا حينَ نيأسُ منْ مدينتِنا و ندركُ وقتَها أنَّ الحياةَ تريدُ
قلباً لا يقدمُ تضحياتٍ لا يجاملُ في الحقيقةِ لا يرى الموتى دليلاً كي
نغيرَ رأيَنا في الحبِّ أسألُ عنكِ أجملَ ما تخبئهُ الوسادةُ منكِ لي في
ليلةٍ أحتاجُها لأعيدَ ترتيبي بطيئاً أو كما حدَّدْتُ بعد الظهرِ يا قلبي
انتظرْ حتى تجيءَ إليكَ حاملةً بقايا الربحِ و الفرحِ النقيِّ و طعمِ
آخرِ برتقالٍ صارَ في آذارَ وجهاً آخراً للوقتِ ذاهبةٌ بنا الدنيا و يذهبُ
ما نُحبُّ و لستُ معترفاً بوقتٍ لا يراعي الانتظارَ و لا يردُّ لنا الذي قد
ضاعَ منا عندَ أولِ موجةٍ محتِ الكلامَ عن الرمالِ و غادرتْ للبحرِ ثانيةً.
الاحد ١٦/١١/٢٠١٤     
   من مجموعة أغاني كازابلانكا  


















مكالمة في آخر الوقت


مكالمةٌ في آخر الوقت
شعر: علاء نعيم الغول

في القلبِ غصاتٌ و أعرفُ عن كازابلانكا الذي ما كنتُ أعرفُ و انتهيتُ
هناكَ عند رصيفِ شارعِها و بيتٍ لو أفتشُ عنه سوف أضيعُ أكثر في متاهاتِ
 العناوينِ البعيدةِ كيف تسحبني إليكِ الشمسُ تجعلني أحنُّ إلى نداءِ البحرِ
تتركني وحيداً لا تقولُ لي المكانُ هناكَ تتركُني ألاحقُ من أراهُ حبيبتي هل
هكذا سأكونُ أفضل حائراً لا بدَّ أنكِ تعرفينَ حقيقتي و تغيراتِ اللونِ في وجهي
و أعرفُ صوتَكِ المنسيَّ مثلي لو ترينَ يديَّ ترتعشانِ كالريشِ المبللِ تحتَ أشجارِ
الشتاءِ و لستُ أنكرُ كم أحبكِ كم أحاولُ أن أسابقَ خيلَ هذا العمرِ أحتملُ اعترافاً
آخراً أني سأنتظرُ المكالمةَ التي ستقولُ هيا للحياةِ و للشواطىءِ للفضاءاتِ التي
ستعيدُ فينا العمرَ ثانيةً و تنزعُ من فراشاتِ الطريقِ اللونَ تنثرهُ على أستارِنا 
و الزهرِ قلبي الآن أوهنُ من غساءِ الليلِ قبلَ الفجرِ ماذا سوف أفعلُ كي أجاري
الريحَ أهربَ من سنينٍ لا تعودُ و كلما فكرتُ فيكِ يزيدُ في قلبي الحريقُ و تكتوي
فيَّ العروقُ و كلما جربتُ مرآةً أرى فيها الحكايةَ بيننا و أرى شفاهي زهرتينِ
على شفاهكِ كلُّ هذا و المكانُ هو المكانُ و ليس لي الا المكانُ لكي أرتبَ فيه يوماً
يحتوي فينا التساؤلَ و الإجاباتِ التي نحتاجُها فخذي يدي و ضعي يديكِ على يدي.
السبت ١٥/١١/٢٠١٤    
من مجموعة أغاني كازابلانكا 










نبؤات البنفسج


نبوءاتُ البنفسجِ
شعر: علاء نعيم الغول

وحدي بدونكِ لستُ أعرفُ أيَّ شيءٍ فجأةً تتوقفُ الأشياءُ تفقدُ ما نريدُ
و فجأةً تصلُ الحياةُ إلى حدودِ الإنهياراتِ السريعةِ تنتهي فيها البدايةُ
ثمَّ يظهرُ عارياً جسدُ المدينةِ ناشراً سوءاتِ نافذةٍ هناكَ و بابِ بيتٍ عندَ
منعطفٍ بعيدٍ ثمَّ أتركُ كلَّ هذا باحثاً عنِّي أنا المتروكُ للوقتِ الجبانِ 
و رغبتي في الإنتقامِ من المرايا حينَ أغوتْني و قالتْ للسريرِ حكايةٌ دعها
ترددُها الوسادةُ و اغتنمْ لونَ المساءِ و حُمْرَةَ النهدِ المبللِ و الْتَفَتُّ و لم يكنْ
شيءٌ ورائي كم خُدِعْتُ و لا سبيلَ إلى التعافي من بثورٍ سبَّبَتْها الأمنياتُ
و مزقتني الريحُ فوقَ الشوكِ أعطتني مفاتيحَ المسافةِ ثمَّ ألقتْ بي على جنبِ
الطريقِ كراهبٍ قد لا يكونُ اللهُ قد أعطى له سرَّ النجاةِ و بينما هذي الطريقُ
تضيقُ بي أبصرتُ لونيَ في السماءِ و قلتُ لا بدَّ المكانُ الآنَ أصبحَ لي لأنجوَ
من نبوءاتِ البنفسجِ أينَ أنتِ حبيبتي و أنا هنا وحدي أعدُّ الرملَ أكتبُ أغنياتٍ
لا أصدقُها و قلبي تارةً متسوِّلٌ و أراه مراتٍ يقودُ الحربَ ضدِّيَ أينَ أنتِ لكي
نعودَ معاً و نتركَ كلَّ أسئلةِ النهايةِ دائماً نحتاجُ نَفْسَينا بعيداً عن ضجيجِ
الآخرينَ أنا أحبُّكِ فافتحي دفءَ الصنوبرِ كي نمرَّ إلى الحكايةِ منهُ قبلَ الليلْ.
الخميس ١٣/١١/٢٠١٤
  من مجموعة أغاني كازابلانكا     











وجه في مرايا شاحبة

وجهٌ في مرايا شاحبة
شعر: علاء نعيم الغول

للقلبِ حاجاتٌ و وجهي كانَ من حاجاتِ أميَ و الحبيبةِ
كان مرسوماً على وجهِ الرغيفِ و بابِ بيتيَ كان محفوراً
على ظلي اليتيمِ و نخلةٍ كانتْ ترى في الريحِ أولَ عاشقٍ
و وجدتُ وجهي مرةً متناسقاً فشَكَكْتُ فيهِ و قلتُ هذا الوجهُ
يشبهُني و أشبهُ فيهِ شيئاً من مرارةِ شارعٍ لم يكتملْ فيهِ
الرصيفُ و صرتُ أبحثُ عنهُ في أسماءِ وردٍ كان ينبتُ بيننا
و وجدتُ شيئاً منهُ في لونِ الخزامى و اتساعِ الأمنياتِ هناكَ 
وجهي منكِ يا مرآةَ ذاكرةٍ أرمِّمُها لأعرفَ كيف وجهي بعد أنْ
صِرْنا معاً يشتدُّ فينا الاعتصارُ أمامَ نَفْسَينا تعالَيْ قد يكونُ
الوجهُ قد عرفَ الحقولَ و بَيْدَرَ الصيفِ الأخيرِ و صارَ مألوفاً
لدى من يحصدونَ السنبلاتِ و كان وجهيَ مرةً في صدرِ راعيةٍ
مريحاً كالقلادةِ مغرياً كالماءِ تحت النخلِ في تموزَ يا وجهي الذي
أنكَرْتَني في موكبِ العشاقِ لم تكنِ الحبيبةُ تشتهي منكَ ابتساماً
فهي تعرفُني بقلبي و الهواءِ و وردةٍ متروكةٍ في البيتِ عند البابْ.
السبت ٨/١١/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

مرايا في بيوت معتمة


مرايا في بيوتٍ معتمة
شعر: علاء نعيم الغول

غيري يحبُّ و يدَّعي و يقولُ في الحبَّ الذي ما ليس حباً 
يا جميلةَ هذهِ الأوقاتِ أعرفُ كم أنا للهِ أقربُ في هواكِ و أدعي
أنِّي أحبُّ الله أكثرَ فيكِ تنكشفُ الحقيقةُ حين أسمعُ صوتَكِ 
الغيبيَّ أصبحُ طاهراً من غير إثمٍ وقتَ تنتشلينَ قلبي من هواءِ
الشرِّ في بلدِ الحروبِ و أدعياءِ الحبِّ من أفكارِ من جعلوا السماءَ
و بيتَنا هدفاً و في مرمى الرصاص و كلما حاولتُ أن أجدَ الطريقَ تمرُّ 
ناقلةُ الجنودِ أمامَ وجهي و الحديقةِ يكذبونَ و لا يزالُ الحرُّ يدفعُنا لعلَّ
البحرَ يفتحُ نصفَ نيَّتِهِ لنغرقَ عندَ أولِ موجةٍ و أنا وجدتُكِ معبري
للضفةِ الأخرى من الدنيا الكبيرةِ لا أفكرُ في إساءاتِ الطيورِ غداةَ
لم أجدِ الرسائلَ منكِ ريشاً فوقَ نافذتي تعالَيْ نُرْجِعُ  البحرَ المشردَ كي
نسافرَ في ضبابِ الليلِ نمحوَ عن مرايانا بقايا حائطٍ في الخلفِ هيا
نشطبُ التاريخَ من ورقِ الفراغِ و قسوةِ الماضي الأليمِ و ما اقترفنا
من بداياتٍ نحاولُ أن نبرِّأَ نفسنا منهاو نطوي صفحةً ليستْ بلونِ الوردِ
واسعةٌ هي الدنيا لنا فيها المكانُ و ساعةٌ لا تنتهي فيها الدقائقُ في المساءْ.
الخميس ٦/١١/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

حين تلهمك الحبيبة


حينَ تُلهمُكَ الحبيبة
شعر: علاء نعيم الغول

ألهمتُكَ الماضي و أُلْهِمُ فيكَ حاضرَكَ الذي لغدٍ أنا عيناكَ فابصرْ عاشقي
وجهي المسافرَ و استمعْ في الليلِ لي و على الوسادةِ زهرتي و العطرُ يا
مَنْ قُلْتَ للبحَّارِ كيفَ وصلْتَ لي في صوتِ نورسةٍ و لونِ الموجِ في قفَّازكَ
المنسوجِ من صوفِ الغمامةِ أنتَ لي و أخذتُ منكَ الوقتَ و الحلمَ المريحَ و في
خيالكَ صرتُ أحفرُ وادياً لنكونَ فيهِ أمامَ زنبقةٍ و أرسمُ في الهواءِ طريقَنا
و صباحَ أوَّلِ ليلةٍ في البيتِ عندَ البحرِ لن تحتاجَ غيريَ كي تصدقَ فيكَ أسماءَ
الطيورِ و رغبتي في أن أراكَ هنا معي كتفي لرأسِكَ موعدٌ و يدي لقلبِكَ لمسةٌ
و يداكَ تحتضنانِ وجهي تأخذانِ يديَّ تختطفانِ خاصرتي إليكَ و أنتشي في
عطرِكَ المنثورِ من شَعْري على كتِفَيْكَ فاهدأْ أيها الآتي و رتبْ مقعدينِ لنا قريباً
من كرومِ الصيفِ و السَّرْوِ الذي بكتِ السماءُ على نوافذهِ أحبُّكَ قلتُها للشمسِ
ثانيةً لنورسةٍ تطيرُ وراءَ أولِ حُمرةٍ في الغربِ دعني أشعلُ الأضواءَ في طرفِ
المدينةِ أجعلُ التاريخَ يبدأُ عندَ شاطِئنا الطويلِ و سوفَ أُلهِمُ فيكَ ذاكرةَ البدايةِ
بيننا فابدأْ معي و اتركْ وراءَكَ آخرَ التقويمِ مفتوحاً لعامٍ آخَرٍ و على شفاهي
طعمُ أسئلةِ الخريفِ و منكَ أجوبةُ الشتاءِ و للمواسمِ موعدٌ و عناقُنا تحتَ المطرْ.
  الاربعاء ٥/١١/٢٠١٥        
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

تشرين أنتِ و ما أخاف


تشرينُ أنتِ و ما أخاف
شعر: علاء نعيم الغول

أخشى عليكِ و بعد أنْ صرْنا معاً أدركتُ أني خائفٌ فالليلُ يُغْرقُ
شرفتي بالضوءِ ينشرُ فوقَ سطحِ البيتِ رائحةَ الهجوعِ و يختفي في
صوتِ قرميدٍ تساقطَ فوقهُ المطرُ الجريحُ كطائرٍ كسرَتْ جناحيهِ الغيومُ
على شراعٍ ذابلٍ أخشى عليكِ لأنَّ قلبي فيه أنتِ بكلِّ ما قالته لي تلكَ
الحروفُ على شفاهِكِ سوفَ أبحثُ عن خيوطِ السرِّ في السحرِ الذي 
فتحَ الحياةَ عليَّ ألقى بي على أرضِ الخرافةِ لا أرى غيري و أنتِ هناكَ
في عينيكِ فاتحةُ السماءِ و مغرياتُ الإندثارِ على هوائكِ أنتِ سرُّ اللونِ
في وجهي المغامرِ و التجاعيدِ التي جعلتْ رسائليَ الطويلةَ خصبةً كترابِ
قريتِكِ البعيدةِ أيها السحرُ اشتعلْ في الماءِ حرِّرْ صوتيَ المنهوكَ من قلبي
أنا المُلقَى على طرفِ الأريكةِ لستُ أعرفُ غير أني قطرةٌ سقطتْ على حوضِ
البنفسجِ عند بابِكِ آخر الصيفِ الأخيرِ فبلِّليني مرةً أخرى بصوتكِ و اتركيني
في دثارِكِ دافئاً تشرينُ عادَ و عُدتُ فيهِ إليكِ من وردٍ و أغنيةٍ و أولِ شاطىءٍ
و أنا البعيدُ أنا الغريبُ أتيتُ كي أجدَ انتمائي فيكِ يا حُبَّ الشتاءِ و طعمِهِ
في البرتقالةِ حرري قلبي البريءَ و وجهيَ العاديَّ من ألمِ المسافةِ و الطريقْ.
الثلاثاء ٤/١١/٢٠١٤
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 

الجمعة، 20 مارس 2015

تساؤلات في وقت قصير



تساؤلاتٌ في وقتٍ قصير
شعر: علاء نعيم الغول

وحدي أراكِ و يستبدُّ الوقتُ بي وحدي هنا و هناكَ أنتِ و بيننا
وجعُ المسافةِ و انتظارُ الرملِ كي يضعَ الطريقَ أمامنا أنتِ انتظاري
و احتراقُ أصابعي و أنا أُلوِّحُ كي يراني الطيرُ كي تقفَ المحطةُ لي
قليلاً آهِ يا هذي الحقيبةُ ما الذي تبغينهُ في الشمسِ أو مطرِ الرحيلِ
كما تَرَيْنَ أرى و أعرفُ عبْءَ أنْ أبقى أُنَقِّلُ خطوتي يوماً طويلاً فاتحاً
قلبي لأولِ عشبةٍ في آبَ أركضُ خلف وجهي هارباً منِّي إليكِ فقَبِّلي
إنْ جاءَ ليلاً وجْنَتَيَّ أمامَ نافذةٍ على ضوءٍ من القمرِ القريبِ تساؤلاتٌ 
ما الذي سيضرُّ لو صرنا معاً نختارُ بيتاً ليسَ مختلفاً و نكتبُ ما الذي
قد كانَ قبلَ الحبِ صاخبةٌ هي الدنيا و عاريةٌ تحاولُ أَنْ تجردَّنا معاً
مما لدينا الآنَ و الدنيا تساومُ مَنْ يلينُ أمامَ ما تُغْري بهِ و أنا أحبكِ
قائلاً للريحِ عنكِ بدايتي و نهايةَ القلقِ الأخيرِ فأنتِ آخرُ ما لديَّ و لن
يكونَ لدي غيركِ أيهذا الوقتُ لا تقفلْ علينا الشمسَ و اتركْها تلامسُنا
لنحيا دافئَيْنِ كما نريدُ بلا خطايا و انتظارٍ آخرٍ و حقيبةٍ مرَّتْ بها كلُّ
الموانئِ و المحطاتُ البعيدةُ و انتبِهْ فهي التي في حبِّها زادُ الحياةِ و ظلُّها.
الاثنين ٣/١١/٢٠١٤ 
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 

سماء عارية و بحر سقيم


سماءٌ عاريةٌ و بحرٌ سقيم
شعر: علاء نعيم الغول

هي الدنيا ألوِّنُها و رَسْمي سيءٌ و أعيدُ تنقيةَ الحروفِ من انفعالاتي
الأخيرةِ لا أجيدُ الآنَ جعلَ ملامحي بيضاءَ تشبهُ وجهَكِ الشتويَّ أخشى
أنني ضيَّعْتُ وجهي في مكانٍ ما و أنتظرُ المواسمَ كي تدلَّ عليهِ طيراً 
لا يصاحبُني طويلاً حين يرجعُ سوفَ أسألُ عنْ مكانٍ ضاعَ فيه الليلُ
أفقدني خطاي بلا مقابلَ و انتشلتُ بقيَّتي حتى وجدتكِ عندَ هذا النبعِ
وحدكِ تنظرينَ الى السماءِ تزينينَ الماءَ بالوردِ الصغيرِ و تكتبينَ على
رمالِكِ أغنياتٍ لا  تقولُ متى  ستمنحُنا الحياةُ مسافةً أخرى و بحراً طيِّباً
نحتاجُهُ فيفيضَ فينا ذكرياتٍ غير مؤلمةٍ لنا و أنا القديمُ هنا و أعرفُ  كيفَ
أصبحَ لي هنا هذا المكانُ و كم حرصتُ على المبيتِ أمامَ بابِ الشمسِ
أنتظرُ المفاجأةَ الأخيرةَ أيهذا البحرُ تكرهُكَ الحبيبةُ لا تراكَ مسالماً و تراكَ
أسوأَ هادئاً و أراكَ تفتحُ  للسماءِ ترهلاتِكَ صدرَ مومسةٍ و أدركُ كم يراودُني
التحررُ منكَ دعْكَ الأنَ مني سوفَ أتركُ كلَّ شيءٍ ثم أرحلُ عندَ نبعِ حبيبتي
و هناكَ نكتشفُ السماءَ معاً نرتبُ أولَ القُبْلاتِ نفترشُ المساءَ كعشبِ سهلٍ
واسعٍ فتي التي منحتْ شفاهيَ لونَها و الصوتَ نشوتَهُ و قلبيَ نبضَهُ و الحبْ.
الأحد ٢/١١/٢٠١٤

من مجموعة أغاني كازابلانكا 

هروب فوق رمل ساخن



هروبٌ فوق رمل ساخن
شعر: علاء نعيم الغول

يا أيها الغُرنوقُ طِرْ و اتركْ سماءَكَ لي أنا المتروكُ مثلكَ
ربما سنكونُ يوماً ما معاً عند المغيبِ ترى على وجهي الصغيرِ
مسافةً لتطيرَها خُذْني بعيداً حيثُ أعجزُ عن مراودةِ الهواءِ لكي
أعودَ إلى هنا و هناكَ أجملُ فالتمسْ لي في جناحيْكَ الهروبَ و غربةً
من لونِ زهرٍ باردٍ و هدوءِ عينيْها معاً سنطيرُ نسألُ عن لغاتٍ لا تفسرُ
ما كتبتُ لها أمامَ البيلسانةِ عند أول غيمةٍ تهبُ الشتاءَ بدايةً ليصيرَ طعمُ
الكستناءِ بطعمِ اول قبلةٍ نحتاجُها لنعيشَ أكثرَ رقةً و تغيُّراً يا أيها الغرنوقُ
حاولْ أن نكونَ هناكَ عند حبيبتي وقتَ الصلاةِ و حينَ نسمعُ صوتَ أجراسٍ
على بابِ المدينةِ لا تقلْ للمغرضينَ عن الذي سيكونُ حينَ تطيرُ بي و الغَرْبُ
يفتحُ لي مساءً في كازابلانكا الغنيةِ بالمسافاتِ التي أحتاجُها وحدي سأعرفُ
بيتَها و متى يُفَضَّلُ أنْ يكون البحرُ جَزْراً ما الذي سنراهُ مختلفاً أحبُّكِ هكذا
أقسَمْتُ و اسْتَعْذَبْتُ آلامَ التشردِ فيكِ يا غرنوقُ لا تأخذْ هواءَكَ تاركاً قلبي
يجفُّ و أمنياتي فوقَ رملٍ ساخنٍ و أنا وحيدٌ غالباً سأظلُّ وحدي أحتسي
مُرَّ انتظاري و انتظارِ الشمسِ قبلَ غروبِها و أفولِ آخرِ حُمْرةٍ في الغيمْ.
السبت ١/١١/٢٠١٤  
 من مجموعة أغاني كازابلانكا  

مطر على حافة الليل


مطرٌ على حافةِ الليل
شعر: علاء نعيم الغول

يا طَيْرُ قُلْ لي كيفَ تعرفُ أنْ تطيرَ و تلحقَ الشمسَ القديمةَ 
كيف تعرفُ أنَّ غيمَ الصيفِ أبعد و السماءَ تكونُ أقربَ في الشتاءِ
و كيف تنحتُ في العواصفِ صورةَ الفُلْكِ الهزيلةِ ثم تنسى أنني لم
أُحْصِ بعدُ الريشَ منكَ على نوافذِ بيتِنا و رمالِ هذا البحرِ أسمعُ
صوتَ هذا الغيثِ يجعلني بدائيَّ العلاقةِ معْ نداءِ الكستناءِ و دفءِ
أولِ ليلةٍ في الريحِ يا مطرَ البدايةِ لا أخافُكَ حين تُغْرِقُني و تأخذُ من 
ثيابي لونَ شارعِنا الطويلِ و صوتَ خطواتي الثقيلةِ و الرصيفُ معلقٌ
في البرْدِ أعرفُ أنَّ حبي غيمةٌ عبرتْ هواءَ البحرِ جاءتْ من وراءِ حكايةٍ
فيها اتخذْنا الليلَ باباً واسعاً لنمرَّ منهُ لتبدأَ الدنيا التي نحتاجُها حتى
نكونَ حبيبتي لا بدَّ أنا ما أرادَ اللهُ نكتبُ في صحائِفِنا النقيةِ أغنياتِ
فراشةٍ و توقعاتِ بنفسجاتٍ لا نريدُ سوى انحسارٍ آخرٍ للبحرِ يكشفُ
عن خبايا القلبِ عن نيَّاتِنا و حكايةٍ أخرى لنا في صَدْفَةٍ فيها نداءُ غَدي
و ما نبغيهِ في أحلامِنا هيا خذيني منكِ منِّي من صباحٍ مارقٍ في 
وردةٍ من لونِ وجهي حينَ أشرعتُ النوافذَ و احتملتُ الشمسَ مراتٍ.
الجمعة ٣١/١٠/٢٠١٤        
من مجموعة أغاني كازابلانكا 





قبل دقائق من الان


قبل دقائقَ من الآن
شعر: علاء نعيم الغول

هل تعرفونَ الموتَ هل جربتمُ الأشياءَ فيهِ و قدْ تلاشتْ فيكَ رغبتُكَ
القديمةُ لامتلاكِ بياضِها و الوقتِ هل للبحرِ معنىً حين يذبلُ تاركاً
للرملِ رغوتَهُ الخفيفةَ و انكسارَ اللونِ في وجهِ النوارسِ هل عرفتمْ
كيف أبدو الآنَ و هي بعيدةٌ و قد اعترفتُ بأنها كانت هنا بيني
و بينَ دقائقِ الفرحِ القليلةِ فارجعي من أي بابٍ يجعلُ الدنيا مكاناً
اشتهي فيه استعادةَ ما تناستهُ الطيورُ لصوتِها سحرُ التعاويذِ التي
تُخْفي ترانيمَ الهدوءِ و عودةَ الروحِ التي كادت تغادرُني غداةَ وجدتُ
نفسي هكذا مستلقياً عيناي تفتقدانِ طيفَكِ ليس يعرفُ ما بقلبي
غيرها و لها أنا هذا المحاربُ يمتطي صهواتِ قلبٍ يعبرُ الريحَ الجريئةَ
دونَ خوفٍ دونما قلقٍ على تغييرِ وجهتَهُ ليبلغَ أمنياتٍ لم تكنْ لتكونَ
لولا بسمةٌ منها تحيلُ القفرَ عشباً لا نهايةَ للحياةِ إذا عَشِقْتَ و لن ترى
في الموتِ شيئاً مُفْزِعاً فاطلقْ هواءَكَ عالياً و ازرعْ لهُ ما شئتَ من زهرٍ
و وردٍ و اعطِ قلبَكَ صوتَها و اتركْ تشاؤمَكَ المريعَ على رصيفكَ و ابدإ
الدنيا أخيراً من هنا و ارجعْ لبحرِكَ كي يعودَ اللونُ أكثر زرقةً و توسعاً.
الخميس ٣٠/١٠/٢٠١٤ 
 من مجموعة أغاني كازابلانكا   

متآمرون على حب صغير


متآمرون على حب صغير
شعر: علاء نعيم الغول

هل أجبروكَ على هوائِكَ أجبروكَ على مكانٍ لا تُحِبُّ و علقوا
في البابِ أجراساً تقولُ لكَ احترسْ مما تفكرُ فيهِ نحنُ نراكَ لا
تُقْفِلْ عليكَ البابَ حتى لا تحلِّقَ في خيالِكَ سوفَ نقتحمُ المكانَ عليكَ
نعبثُ في مراياكَ التي حاولتَ فيها الإختباءَ نَسِيتَ أَنَّ عيونَنا ضربتَ
عليكَ حصارَها حتى ترَكْتَ لنا مصيركَ لستَ تملكُ منهُ شيئاً نحنُ نعرفُ
كيف أنتَ الآنَ مضطربٌ و كيفَ تلومُ نفسَكَ بعدما أَسْلَمْتَها للعابثينَ بما
اعتقدتَ مساسهُ أمرٌ بعيدٌ أيها الحبُّ انتبهْ فعليكَ عبءُ العشقِ  لا تفريطَ
في أسرارهِ و الحبُّ حربٌ يوشكُ القتلى على تقديمِ لائحةِ الخسائرِ قبل
بدءِ النارِ يا حبُّ اقتربْ مني و خذني الآنَ لا تدعِ انتظاري حارقاً للقلبِ
لا تدعِ المدينةَ مرةً أخرى تقولُ لكَ ابتعدْ لأظلَّ وحدي أنتَ ذاكرتي و عمري
أنتَ آخرُ موجباتِ العيشِ في الزمنِ الرديءِ على جوانبِ شارعينِ تآكلا في
الحرِّ و البردِ الذي انتزعَ الرصيفَ من العراةِ و من مشاةٍ يلهثونَ وراءَ
دفءٍ لا توفرهُ البيوت و لا المدينةُ أيها الحبُّ احترسْ ممن يلاحقُ فيكَ أحلاماً
لها عشنا طويلاً و امحُ عن جفنيكَ آلامَ النعاسِ و كن معي كيلا نخافْ.
الاربعاء ٢٩/١٠/٢٠١٤    

من مجموعة أغاني كازابلانكا 







في الليل اعرف أن بي ما ليس بي


في الليلِ أعرفُ أن بي ما ليس بي
شعر: علاء نعيم الغول

و أعرفُ أنَّ بي ما ليسَ بي و أكرهُ أنْ يجيءَ الليلُ ينعتُني بأني
دائماً ذاكَ الغريب يقولُ لي أحبَبْتَها و لها جعلتَ الريحَ عالقةً على
ظهرِ السماءِ و لن تسامحَكَ المدينةُ يل غريبُ و أنتَ تنشرُ في شوارعها
اتهامَكَ للقبيحاتِ اللواتي يتَّهِمْنَكَ بالتحاملِ يا غريبُ تعالَ قبليَ كي
أعيدَ لكَ الحبيبةَ ساعتينِ على طريقِ البحرِ و اسألْها عنِ الوردِ الذي 
ما كان ينبتُ في مدينتِنا أنا الليلُ القديمُ و سوف أبقى فيكَ فاتحةَ
التساؤلِ و الهروبِ و ما تشاءُ من التذمرِ فيَّ أنتَ كأيِّ رَحْمٍ ضاقَ فيهِ
أجنَّةٌ تلهو بذاكرةٍ بلونِ الموتِ يا ليلَ الحكاياتِ المعادةِ هل مللتَ حكايتي
و تركتَني هي لا تراني الآنَ لا تدري بما في القلبِ لستُ مشاكِساً حتى
أحرِّضَ أمنياتي مرةً أنرى و أتركَ ما حباني الوقتُ من ترفِ التألُّمِ
لستُ أعرفُ ما أقولُ تسربتْ مني نهاياتي و أعرفُ أنني ما عدتُ
مُكْتَرِثاً متى سيعودُ هذا الليلُ فهي بعيدةٌ و لها نذرتُ الروحَ و الدنيا
و وحدي كل يومٍ في مكانٍ ليس فيهِ سواي أحلمُ في عيونِكِ تعتريني
الموجِعاتُ و أنتهي وحدي و أعرفُ أنَّ بي ما ليس بي و أكرهُ أنْ يجيءَ الليلْ.
الثلاثاء ٢٨/١٠/٢٠١٤     
من مجموعة أغاني كازابلانكا 



شيء ما


شيءٌ ما
شعر: علاء نعيم الغول  

شيءٌ ما و أشيائي التي لا تنتهي و هناكَ شيءٌ آخرٌ و تودُّدي 
للوقتِ كي يمتدَّ و الوردُ الذي نحتاجُهُ عند اللقاءِ و صورتي و أنا 
أحاولُ جعلَ وجهيَ مُبْهَمَاً و أنا أفكُّرُ فيكِ أسحبُ من جفونِ الليلِ 
آخرَ طائرٍ أخذَ الفراغَ و حيرتي فيما سأفعلُ عند بابِ البيتِ وحديَ
لا أراكِ و لا أحبُّ هنا البناياتِ المليئةَ موجِعاتٍ و افترَضْتُ أنا سأبقى
بارعاً في جعلِ أفكاري أقلَّ تقشُّفاً و كشفتُ عن أني بدونِكِ لا أرى
سبباً لأعرفَ آخرَ الأسماءِ في وصفِ البنفسجِ يا حبيبتيَ البعيدةُ
أينَ أنتِ و هل وسادتُكِ الوثيرةُ صفحةٌ أخرى لهمسٍ لستُ أسمعُهُ 
متى سنكونُ أقربَ لا تباغتُنا المفاجأةُ التي من شأنِها فتحُ المخاوفِ
أنتِ لي فقفي معي في أيِّ مَمْشى لا يعودُ الى الوراءِ و لا يساومُنا
تعالَيْ كي نجدفَ نحو تلكَ الضفةِ الأخرى و نهرٍ لم يفِضْ من قبلُ
نُغْوي عنده الحجلَ الذي عرفَ اتساعَ العشبِ و الشمسِ الطليقةِ
في السماءِ أحبُّ فيكِ أنا وحيداً تاركاً ما ليس يجدينا هنا و أحبُّ
صوتَكِ عابراً هذي المسافةَ كي يعيدَ القلبَ لي و يعيدَ لي فيكِ الحياةْ.
الاثنين ٢٧/١٠/٢٠١٤     
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

قلب الوعود و الليل


قلبُ الوعودِ و اللوز
شعر: علاء نعيم الغول

لا شيءَ في أنَّ الطريقَ طويلةٌ لا شيءَ في أني مشيتُ و في النهايةِ
بابُ بيتِكِ لا تَغيُّرَ في السماءِ هي البعيدةُ دائماً و تقولُ لي لو كنتَ حراً
لاتبعتُكَ و اتخذتُكَ مَعْرَجاً ليُتاحَ لي منكَ الذي لم يُعْطِنيهِ الليلُ أنتَ أخذتَ
دربكَ منْ ضفائرِيَ التي جدلتُها بالنائمينَ و أنتَ وحدكَ كيفَ قلبُكَ يحملُ
الزمنَ الذي فقدَ العقاربَ في خطاكَ تُحبُّها فهي التي منحَتْكَ ما لا تستطيعُ
الآنَ تفسيراً له و وجدتَ فيها سرَّكَ المكشوفَ منذُ وُلِدْتَ تعرفهُ الطيورُ و مَنْ
يراكَ تعيدُ للموجِ الموانىءَ و اخضرارَ العشبِ في أيارَ و الصدفَ المليءَ
بوشوشاتِ الريحِ في تشرينَ و الغيمَ الذي تركَ الفنارَ لبُرْهةٍ في آبَ لا تخشٓ
الذي تخشاهُ و اجعلْ أغنياتِكَ معبراً منِّي و رملاً لم تطأهُ حوافرُ الزمنِ التي
تركتكَ وحدكَ هكذا متناثراً كرذاذِ صيفٍ جففتْهُ الشمسُ فوقَ زجاجِ نافذةِ
الحبيبةِ لا أراها الآنَ أعرفُ أنَّ شوكَ الليلِ أنبتَ في الوسائدِ غيرَ هذا الهمسِ
أعرفُ كم يراودُها الهواءُ عن الذي تهواهُ فيَّ و أنتَ يا قلبَ الوعودِ و ما قَسَمْتَ
أمامَها لا تبتئسْ فالوردُ قالَ مشيتَ فاكملْ فتحَ سرِّ اللوزِ و اكتبْ إسمَها في
زهرهِ وقتَ الظهيرةِ و انتظرها كي تجيءَ لظلِّهِ و امسكْ يديها كي تمرَّ لقلبِها.
الاحد ٢٦/١٠/٢٠١٤          


تفاصيل على سور البداية


تفاصيلٌ على سور البداية
شعر: علاء نعيم الغول

يومي طويلٌ باردٌ كفراشةٍ أخذتْ طريقاً كانَ فيهِ الليلُ يخلعُ ما عليهِ
من الحكاياتِ التي اتَّسَخَتْ و قالتْ أيها القمرُ احتملني ليلةً أخرى
طويلٌ كلُّ شيءٍ في انتظارِكِ خانقٌ كهواءِ بيتٍ لا تمرُّ الشمسُ عنهُ
و باهتٌ كتحيةٍ ممنْ نسوا أنَّ الحياةَ تُعيدُنا في كل عامٍ مرتينِ حبيبتي
مَنْ لي هنا إنْ لمْ تكوني في المسافةِ بين وجهي و الوسادةِ من سواكِ
أراهُ ثم أرى و أسمعُهُ لأسمَعَ لنْ تُضحي بي فتنحسرَ الشواطىءُ 
و الزنابقُ أكرهَ وقتَها أني عرفتُ يدي و وجهي و احمرارَ التوتِ وقتَ
الصيفِ مسرعةٌ بنا أرواحُنا و بطيئةٌ هي مغرياتُ الانتظارِ و متعبٌ
هو ما يُقَدَّمُ دونما رأيٍ لنا و عنيدةٌ تلكَ الفراشةُ حينَ تخدشُنا بملمسِ
لونِها و أنا أحبكِ منذُ أنْ وزعتُ أسمائي على كل المفارقِ و انتشلتُ
بقيتي حتى أراكِ معي و قدْ جدَّلْتُ شعرَكِ تحتَ ضوءِ الشمسِ في يومٍ
سننسى فيه أولَ طائرٍ فتحَ الهواءَ و آخرَ الغيماتِ يا حلُمي و عَبْهَرتي
على سورِ البدايةِ بيننا لا تتركي وجهي وحيداً يحتسيهِ البحرُ يأخذُ
صورتي و أنا أحبكِ فامنحيني ما استطعتِ و ما أريدُ و ما يُحَبْ.
السبت ٢٥/١٠/٢٠١٤     
من مجموعة أغاني كازابلانكا 





طقوس الموت و الفرح


طقوسُ الموتِ و الفرح
شعر: علاء نعيم الغول

من ذاكَ يعرفُ أنني دمُها و لحمي أنني صوتٌ و حنجرتي شفاهُكِ 
أنني هذي المسافةُ و الطريقُ خطاكِ مَنْ يدري بأني أبصرُ الأشياءَ
من عينيكِ أقرأُ فيهما من أينَ جئتُ و كيفَ صرتُ هنا أمامَكِ ليس
لي شيءٌ ثمينٌ أستطيعُ بهِ المرورَ عليكِ من بابٍ فسيحٍ لا أراني سيئاً
فأنا البدائيُّ الذي لم يستطعْ تبريرَ جرأتهِ أمامكِ و اكتفى بالموتِ سراً 
ليس مَنْ يرثيهِ يا حبي متاعبُنا خطايا الآخرين و سوءُ نيتهمْ و شيءٌ
من أنانياتِهمْ يا بحرُ خذنا فيكَ لا تُشْمِتْ بنا الغرباءَ و امنحنا بياضاً
منكَ رغوتُكَ النقيةُ دعوةٌ للحبِّ ينكرها الذينَ يحاصرونَ الرملَ حولكَ
كلما فكرتُ فيكِ يصيرُ لوني فاتحاً لونَ الصنوبرِ تحت ثلجٍ باردٍ و أنا
أحبكِ تاركاً للآخرينَ النارَ تحملني إليكِ إرادتي للموتِ عندكِ فافتحي
شفتَيْكِ لي و انسَيْ طقوسَ الحزنِ يا تينَ الصباحِ و كرزةَ الليلِ الشهيةِ
و ابدأي الفرحَ الطويلَ أمامَ عُرْيِ البحرِ و استمعي معي لحكايةٍ مكتوبةٍ
بيني و بينكِ و اتركي للآخرينَ قشورَ هذا البرتقالِ و زيِّني جسدي بزهرِكِ
يا سمائي في كازابلانكا الغريبةِ و التي أخذتْ خطايَ من الطريقِ بقُبْلةٍ.
الجمعة ٢٤/١٠/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

وجهها قبل النوم بدقيقة


وجهُها قبل النوم بدقيقة
شعر: علاء نعيم الغول

هل تعرفونَ متى الصباحُ يكونُ زهراً واحداً و تكونُ تلكَ الشمسُ
ناعمةً كملمسِ خدها هل تعرفونَ متى الغيومُ تبيتُ في خِدْرِ المساءِ
و تسحبُ الظلَّ المبللَ من شوارعِنا الرتيبةِ هلْ لديكم ما لديَّ عنِ الذي
تركَتْهُ فيَّ من ابتسامتِها أنا مَنْ جرَّبَ الدنيا كثيراً أعرفُ اللونَ الذي 
يغتالُني في خدِّها و شفاهِها ما مرةً صادفتُ وجهاً مثلَ وجهِكِ يجعلُ
الدرَّاقَ أشهى و المدينةَ شارعاً من غير أرصفةٍ تلاحقُني متى غادرتُ
بيتيَ وجهُكِ النُّوريُّ ذائقةُ السماءِ و وعدُها بظهيرةٍ من زُرْقةٍ و سنونواتٍ
أيها الوجهُ انتظرْني فيكَ لا تفقدْ هواءَكَ و انْسَ أنِّي جئتُ من بلدٍ صغيرٍ
كي أرى فيكَ اتساعي و المكانَ الحرَّ أحرقُ حينَ تنظرُّ فيَّ ذاكرتي
القديمةَ أنتَ تقرأُني و تعرفُ أنَّ فاصلةً تغيرُ ما تعاهدنا عليهِ غداةَ قلتُ
أنا أحبُّكِ أيها الوجهُ المدوَّرُ كالحقيقةِ أنتَ نافذتي و وجهي حين تنكرُهُ
المرايا لا تلُمْ فيَّ اندفاعي نحوَ ما تخفيهِ من سرٍّ و سحرٍ أيها الباقي
معي أنت اختياري و الحياةُ الآن واقفةٌ كظلٍّ ميِّتٍ في الشمسِ فامنحني
صباحاً فيهِ عطرٌ واحدٌ مِنْها أحلِّقُ فيهِ خلفَ مدينتي و شوارعٍ منسيةٍ.
الخميس ٢٣/١٠/٢٠١٤  
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 

حين اعترفت و قلت اكثر


حينما اعترفتُ و قلتُ أكثر
شعر: علاء نعيم الغول

و قالتْ لي مساءً أنتَ لي و أنا أحبُّكَ قلتُ أكثرَ و اعترفتُ بما سنفعلُ
و استمعتُ لصوتِها و نسيتُ أني لمْ أنَمْ بالأمسِ غير سُوَيْعةٍ قسَّمْتُها 
بيني و بين خيالِها و الآنَ وقتُ الحبِّ نسألُ فيهِ عنْ وعدٍ تَغَيَّرْنا بهِ
و لَهُ و فوكِ السِّحْرُ أفقدَني التسامحَ معْ جمالٍ آخرٍ و الحُبُّ أَنْ نضعَ
النهايةَ و البدايةَ في يدَيْنا خاتَمَيْنِ نقولَ للدنيا عرفنا كيفَ نبلغُ ما نريدُ
و ينبغي تزيينُ هذا البابِ مراتٍ بوردٍ من كازابلانكا و زهرٍ أَنْبَتَتْهُ الأرضُ
بينَ يديكِ لَسْنا مُترَفَيْنِ كما أشاعَ الليلُ بينَ شموعهِ و ستائرٍ متروكةٍ أيضاً
لنا و أنا وجدتُكِ في هوائي في صباحِ الأسْكَدِنْيا في شرودِ الماءِ في نهرٍ
صغيرٍ في عيوني المستفيضةِ بالتأملِ فيكِ يا وجَعي النبيلُ و صورتي 
لكِ كلُّ هذا الفيضِ من وهجِ المواعيدِ التي لم تكتملْ و لكِ انهياراتي أمامَكِ
لا أقاومُ فيكِ ما تُبْدينَهُ من كلِّ شيءٍ فيكِ يا سِحْرَ المفاجأةِ التي أخذتْ 
دقائقَ ساعتي و استوقفتْ دقاتِها في نبضِ قلبِكِ أنتِ تاريخي و تقويمُ
الذي سيكونُ منذُ وجدتُ في عينيكِ أسمائي و لوني و المكانَ و ما انتظرتُ
فأنتِ لي و أنا أحبُّكِ و اعترفتُ بما أنا و لِمَ احتميتُ بدفءِ قلبِكِ هكذا.
الاربعاء ٢٢/١٠/٢٠١٤    

 من مجموعة أغاني كازابلانكا  

زفاف الليل و عطر قريب


زفافُ الليلِ و عطرٌ قريبْ
شعر: علاء نعيم الغول

لا شيءَ يُدْهشُني فقد كشفَ الهواءُ السرَّ لي و عرفتُ أني أكبُرُ
الريحانَ أصغُرُ ظلَّ هذا السروِ أعشقُها لأنَّ البحرَ أمسكَ بي أخيراً
قبلَ موتي قالَ لي ستعيشُ أكثرَ ثم تسقي الوردَ معْها قبلَ عُرْسِكَ 
قبلَ أنْ تصلَ السنونوةُ البعيدةُ سوفَ تحملُها الى لونِ الوسائدِ في
مساءٍ لا يحبُّ الليلَ من غيرِ احتضانكِ لي و قالَ ستكتبانِ على خدودِ
 الغيمِ أولَ أغنياتِ الحبِّ ما الدنيا كما تبدو و لا الأيامُ قادرةٌ على غرسِ
الذي اقتلعتهُ هذي الريحُ من أعمارِنا هيا حبيبتي التي دنتِ السماءُ
لها نجوماً و ابتهالاتٍ تعالَيْ نسبقُ التفسيرَ نخرجُ من لغاتِ النادمينَ
و نعتلي شجرَ الشواطىءِ لا نبادرُ بالنزولِ عن الهواءِ لكي نرى عُرْيَ
المياهِ أمامَنا لا نُقْسِمُ الأيْمَانَ كي نُعفي المدينةَ من إساءتِها تعالَي مرةً
أخرى نبادلُ بعضَنا قُبَلَ اللقاءِ بلا مخاوفَ نركبُ الخيلَ السريعةَ كي
نلاحقَ ظلَّنا في الشمسِ نقتسمُ المغيبَ على بخارِ الشايِ في مقهىً
صغيرٍ ثم نفتحُ بابَ بيتٍ فيهِ نافذةٌ لنا و أريكةٌ يمتدُّ فيها العِطْرُ حتى
جِلْدِنا و نُعيدُ سَرْدَ الأمسِ بين شفاهِنا همساً و نُقْفِلُ ليلَنا متعانِقَيْنْ.
الثلاثاء ٢١/١٠/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

كازابلانكا


كازابلانكا
شعر: علاء نعيم الغول

مقهىً يُطلُّ عليكَ يا بحرَ الغريبِ و غربتي و نهايتي في لونكَ الشتويِّ
طعمُ الشاي ذاكرةُ الصباحِ و ذكرياتي الآنَ طائرةٌ وراءَ نوارسٍ مَنْسِيَّةٍ 
و أنا أرى عينيكِ أغرقُ فيهما و أراكِ فِيَّ و في يدَيْكِ لمَسْتُ دفءَ الوقتِ
أحلُمُ دائماً و على شفاهيَ بسمةٌ من شمسِكِ البيضاءَ يا قلبي كازابلانكا
البعيدةُ شارعٌ يمتدُّ فيكَ مدينةٌ لا بدَّ منها كي تُصادِقَكَ الحياةُ من البدايةِ
كي تحبَّ الوردَ ثانيةً و تسمعَ صوتَكَ المغدورَ في كلماتِكَ الأولى أحبُّكِ قالتِ
الورقاءُ لي أنتَ المسافرُ للمدينةِ فالتمسْ باباً يقودُكَ حيثُ تلقاها هناكَ و في
كازابلانكا انتطارُكَ و انتهاءُ البحثِ عنكَ تُحبُّها في كلِّ شيءٍ في اقترابِكَ
من أغانيكَ القليلةِ في تحرُّرِ مانتوفاني فيكَ لحناً ضائعاً و تلاصقِ النعناعِ 
بالأسوارِ في تفسيرِ رائحةِ الحبيبةِ تحتَ نافذةِ اللقاءِ و في بياضِ البحرِ
 في تشرينَ يا وجعَ الغروبِ و صحوةَ الدوريِّ قبليَ كيف لي تبريرُ نفسيَ
حين تملأني المدينةُ بالشوارعِ تلتقي فِيَّ المفارقُ كلُّها لتمرَّ من قلبي الحبيبةُ
قالَها البحَّارُ لي فتِّشْ قريباً منكَ فتِّشْ في كازابلانكا التي عرفَتْكَ من عينَيْكَ من
 شَفَتَيْكَ بعدِ عناقِها و اتركْ موانئها تنامُ و قد تركتَ لها حقائبَ ليسَ ينفعُ أنْ تعودْ.
الاثنين ٢٠/١٠/٢٠١٤      
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

كلام في يوم ماطر


كلامٌ في يومٍ ماطر
شعر: علاء نعيم الغول

مَطَرٌ و رائحةُ الشتاءِ و كلُّ ما قالَتْهُ لي حتى أنامَ على الذي
قُلْناهُ سِرَّاً أيها البردُ الذي اقتلعَ الصباحَ من الأَسِرَّةِ و اعتلى
صمتَ المكانِ خُذِ السماءَ بلونِها المفتونِ بالغيمِ العتيقِ و لا تُكَسِّرْ 
أفرعَ الوردِ الضعيفةَ عند هذا الكوخِ لا أحتاجُ من دنيايَ شيئاً
غيرها و وجدتُ أني الآنَ وحدي دونَها بحرٌ بعيدٌ كيف لي تغييرُ
مجرى الوقتِ أنزعُ منهُ شوكَ الليلِ أحرقُ فيهِ أطرافَ النهارِ أضُمُّها
حتى أرى نفسي نقياً من هواءٍ مرَّ بي قبلَ العناقِ أضُمُّها ليكونَ
لي ما لم يكنْ من قبلُ في طعمِ السَّفَرْجَلِ كي أصيرَ مغامراً وحدي
أحبُّكِ سائلاً عنِّي أنا المَخْفيُّ فيكِ و غائبٌ قدْ قلتُها لا شيءَ يرجعُ
للوراءِ بدأتُ منكِ و فيكِ أشرعةُ الحياةِ و في هوائكِ رحلتي أحتاجهُ
فخذي يدي حتى أسيرَ إليكِ أسرعَ مدركاً أني الذي عانيتُ حتى
صرتُ أعرفُ أنَّ فيكِ نجاةَ قلبي فارفقي بالروحِ يا سرِّي و وجهي
هل تريْنَ على شفاهيَ لونَ قُبْلتِكِ الأخيرةِ و ارتعاشةَ بسمتي و متى
اعترفتُ بما اعترفتُ إليكِ أنتِ ملاذُ عمرٍ هاربٍ مني إليكِ و أمنياتْ.
الاحد ١٩/١٠/٢٠١٤
    من مجموعة أغاني كازابلانكا  

تذاكر بلا سفر



تذاكرٌ بلا سفر
شعر: علاء نعيم الغول

أنا ما أريدُ
 أنا الذي ضيعتُ وقتي عند منعطفٍ
 و بتُّ أراودُ الطرقاتِ كي أصلَ النهايةَ مُترفاً
 و ظللتُ في غِيِّ التنقلِ تارةً بينَ الحياةِ و مُدْرَكاتي
حولَ نفسيَ تارةً بين الذي أبغيهِ من دنيايَ و الموتى
الذين تشبثوا بهوائنا حتى التقيتُكِ قبلَ يأسي منْ بلوغِ
الأمنياتِ بلا تنازلَ و الحياةُ هنا مكانٌ لاتهامِ الآخرينَ بأي
شيءٍ يا حبيبتي انتهى وقتُ التشردِ و استعدتُ الآنَ فيكِ بقيتي
و أنا الغريبُ تسيرُ بي هذي الطريقُ و لا أسيرُ و في يدي زهراتُ
فجرٍ لاحَ بعدَ الليلِ هل تجِدينَ في عَيْنَيَّ وجهَكِ و الذي خبَّأتُهُ لليومِ
قولي لي تعالَ إليَّ حتى أتركَ الفوضى و أشلاءَ المسافةِ خلفَ
ظليَ كي أسددَ ما عليَّ من انتظارٍ عند أبوابِ المحطاتِ الكثيرةِ
كي أحبَّكِ فاتحاً قلبي شواطىءَ غيرَ ضيقةٍ لأبحرَ فيكِ نحوكِ
كي ألملمَ ما تساقطَ بين قلبي و السفرْ.
السبت ١٨/٢٠/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 











مقهى مر منه البحر


مقهى مر منه البحر
شعر: علاء نعيم الغول

في القلبِ حبَّةُ بندقٍ و الشَّهْدُ من شَفَتَيْكِ يا ريحانةَ الوادي
متى وقتُ المساءِ و طعمُ قهوتِكِ التي ما ذُقْتُها هل تعرفينَ الآنَ
مقهىً نائياً يرتادهُ الغرباءُ يعرفُ أنني من أولِ المُدنِ القديمةِ عاشقٌ
قد جئتُ أبحثُ فيكِ عنكِ و عنْ مدينتِكِ التي نِسِيَتْكِ فِيَّ أنا المحطاتُ
البعيدةُ و التحررُ مِنْ إساءاتِ الطريقِ و شهوةِ الماضي فيا حُبِّي
و يا عرَّافَتي ماذا وجدتِ على خيوطِ يدي غداةَ مدَدْتُها في الريحِ 
تلمسَهُا أصابعُكِ التي اشتعلتْ هواءً بيننا ماذا وجدْتِ على بياضِ
خطوطِها و تركتُها لِتَرَيْ حقيقةَ ما جَنَتْهُ عليَّ أيامي البخيلةُ كلما
أبصرتُ في عينيكِ وجهي أكتفي بالنومِ بين هدوبِها لا أبتغي غيرَ
الهدوءِ و عودتي للعُمْرِ فيكِ قريبةٌ أيامُنا هل تعرفينَ الآن مقهىً مرَّ
منه البحرُ يعرفُ أَننا عشاقُهُ منذ اعترفْنا عند شاطئِهِ بأنَّ قشورَ هذا
البندقِ انكسرتْ لنعرفَ نكهةَ السفرِ الذي في رغوةِ الموكا و قهوتِكِ
التي يمتدُّ فيها الحبُّ حتى طعمِ قُبْلَتِكِ الغنيةِ بانتظارِ الليلِ كيف أنا
و أنتِ و كيفَ حالُ الرملِ كيف عناقُنا في الليلِ عند البحر؟ 
الجمعة ١٧/١٠/٢٠١٤     
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

أنا البعيد أنا الوحيد أنا الذي سيجيء


أنا البعيدُ أنا الوحيدُ أنا الذي سيجيء
شعر: علاء نعيم الغول

يا حبُّ قُلْ لي 
ما تُحبُّ و ما تخافُ الآنَ منهُ 
و ما تريدُ لكي نظلَّ المُؤْمِنَيْنِ بأنَّ ما في القلبِ
 لن يبقى طويلاً هكذا و معاً سنفعلُ ما نريدُ
 و لنْ ننامَ على الحقيقةِ
 سوفَ أجعلُ من هوائي طائراً يجتازُ
بي هذي المَفَازةَ 
لن أكونَ أنا الذي خَبِرَ الحياةَ 
إذا خذلتُكَ فانتظرْ
ما شئتَ سوف أجيءُ مما لستَ تعرفُ أو ترى 
سترى يديَّ و عندها لا بدَّ نعتصرُ المسافةَ بيننا
 و نُذيبُ ما في الصدرِ من  آهاتِهِ و نقولُ
ما قُلْناهُ يومَ ظننتَ أنا ربما لا نلتقي
 دعني أراكَ و قد فتحتَ يدَيْكَ ثمَّ 
 أخَذْتَني من كلِّ شيءٍ
 هاكَ وجهيَ فاقرأِ الماضي شفاهاً في شفاهِكَ
و اسمعِ الدقاتِ ذاكرةً
 أحاولُ محوها في دفءِ قلبكَ
 آهِ يا حبي الذي
راهنتُ بالدنيا عليهِ فِداكَ ما ثمَّرْتُ 
من وقتٍ لعُمْرٍ لا أراهُ يفيدُ بعدكَ
 آهِ يا دمعي الذي ما كنتُ أعرفُ
 كيفَ يُذْرَفُ بِتَّ تحرقُ فيَّ جَفْناً عزَّ فيهِ النومُ 
يا ليلُ انتظرْ علِّي أغافلُهُ قليلاً 
أنتِ لي كم مرةً سأقولُها كم مرةً
لتريحَني هذي المحطةُ من صفيرِ القاطراتِ 
و صوتِ أقدامِ المشاةِ على رصيفٍ واحدٍ
 و أنا الوحيدُ من البعيدِ
 إليكِ جئتُ و لن أعودَ و قد وجدتُ
مسافتي و القلبَ فيكِ
 و فيكِ آخرُ فرصتي ليصيرَ وجهي كاملاً.
الخميس ١٦/١٠/٢٠١٤ 
  من مجموعة أغاني كازابلانكا   
  







بيضاء


بيضاء
شعر: علاء نعيم الغول

ما كنتُ أعرفُ أنَّ هذا الحبَّ يهربُ بي يجردني
بعيداً منْ عفارِ مشقةٍ بيني و بينَ توقعاتٍ لم تكنْ مفتوحةً
كالقلبِ مثل الآنَ لم أعرفْ سوى أني بريءٌ مرةً أخرى بريءٌ
كلُّ نيَّاتي هي النيَّاتُ أولَ ما يكونُ الحبُّ أعرفُ أنها بيضاءُ
تسبقُ فيَّ لونَ الثلجِ تأخذُ من شفاهِ الفلِّ أطرافَ الظهيرةِ 
آهِ يا قلبي أنا لا شيءَ لي لا شيءَ يجعلُني أنا إلا التي جعلَتْكَ
موجاً يستبيحُ البحرَ طيراً ينشدُ الأفقَ المبددَ في المدى و الريحِ
ماذا أفعلُ الآنَ احْترقتُ و لستُ أملكُ أن أراها أيهذا الوقتُ
هل يكفيكَ أنْ أعطيكَ وقتي كي تتيحَ لي الحياةَ بقربِها فأنا أخيراً
بتُّ أدركُ أنها وجهي البعيدُ و غربتي و تنازلي عن ذكرياتٍ لمْ
تُجَنِّبْني التساؤلَ عن مصيري بعدما أفنيتُ عمري هكذا و وجدتُها
و لها البهاءُ و رعشةُ القلبِ الدفينةُ في حنايا الروحِ أرسلُها لها نبضاً
حوى كُلِّي و ما خبَّأْتُ في عينَيَّ من شوقٍ لعينيها قريباً سوفَ تنفتحُ
البدايةُ بيننا نعتاشُ من ماءٍ قليلٍ أو بقايا زهرةٍ من مِسْكِ قبلتِنا هنا.
الاربعاء ١٥/١٠/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

ابتزاز الليل و ساعة تدق


ابتزازُ الليل و ساعةٌ تدق
شعر: علاء نعيم الغول

ما نمتُ حتى ذابَ هذا الليلُ فوق يديَّ أدعيةً و شمعاً كانَ
يمكنُ أنْ يُضيءَ لي المكانَ و لم أنَمْ و حبيبتي لم تأْتِ بعدُ 
و كلُّ شيءٍ صامتٌ إلا من الدقاتِ في قلبي المزامنِ للدقائقِ
في عقاربِ ساعةٍ تبتزُّني في كلِّ ثانيةٍ تمرُّ و ساعتي تمتصُّ
لونَ الليلِ تتركني على جنبِ السريرِ ممدداً عينايَ غارقتانِ في 
طيفٍ يباغتُني يهزُّ هدوءَ وجهيَ لحظةً و يعيدُني لمربعِ القلقِ
السقيمِ و لستُ أملكُ حيلةً لأنامَ فهي وسادتي و العطرُ و الهمسُ
الذي ينهارُ منه الثلجُ فيَّ تُذيبُني أنفاسُها و هي الفراشةُ فوقَ
أطرافِ البنفسجِ كيفَ لي كسرُ الزجاجةِ و اقتلاعُ الوقتِ من قلبي 
و من دقاتِهِ العوجاءَ أينَ حبيبتي يا ليلُ و اهنأْ بالتجردِ من شفافيةٍ
ترافقُ قلبَها و اتركْ مكانكَ لي أناورُ كي أبددَ عتمةَ الصمتِ العميقةَ
أين أنتِ و تأكلُ الساعاتُ صبريَ و الهدوءَ و أنثني علِّي أخففُ
وطأةَ الليلِ المراوغِ لا أنامُ و أنتِ غائبةٌ وراءَ شقوقِ هذا الضوءِ
أسمعُ مرةً أخرى بقايا ساعةٍ تبتزُّ أنفاسي السريعةَ جُمْلةً و بلذةٍ.
الاثنين ١٣/١٠/٢٠١٤
   من مجموعة أغاني كازابلانكا  
 

برد دافىء و حبر رقيق


بردٌ دافىءٌ و حبرٌ رقيقْ
شعر: علاء نعيم الغول

و أبدو مثلما أبدو طليقاً مرةً أخرى مُحقَّاً حين قلتُ أُحبُّها
و مهيَّأً لأكونَ أكثرَ جرأةً و أعيدَ فتحَ مضيقِ قلبي للحياةِ
على شراعِكِ يا ابنةَ البحرِ المَدينِ لنا أخيراً بالبراءةِ و التخلصِ
منْ فقاعاتٍ تزيدُ الموجَ طولاً قرِّبيني الآنَ أكثرَ و اعرفي عني متى
أصبحتُ سيِّدَ هذه الأوقاتِ أجملَ ما تراهُ العينُ في مرآةِ غرفتيَ
المليئةِ بي تعالَيْ نقلِبُ الصَّدَفَ الذي فوقَ الرمالِ لعلنا نجدُ البذورَ
لعُشْبةِ نبتتْ على صخرٍ بعيدٍ و اسمعي قلبي قليلا و اسأليهِ الآنَ
عنكِ يقولُ أنتِ حكايةٌ محفورةٌ في جذعِ تلكَ السَّرْوَةِ انتبهي لوجهيَ
و هو يأخذُ من شفاهِكِ ضوءَ ثغرِكِ من ثناياكِ الرقيقةِ لونَ لؤلؤكِ الثمينِ
و قرِّبيني اليومَ منكِ لأنتشي دفئاً و شَعْرُكِ قد تبعثرَ فوقَ وجهي قائلاً
ما عادَ ينفعُ أنْ نفكرَ في الوراءِ و ما اشتهينا أنْ يكونَ الآنَ نحنُ
مسافِرَيْنِ إلى حدودِ الحِبْرِ في ورقِ الرسالةِ و احمرارِ الوردِ في صيفِ
البدايةِ بيننا يا حبُّ أعرفُها و أُشْهِدُ خالقي أني لها و بها استعدتُ
بدايتي من رحمِ هذا الوقتِ فاقتربي قليلاً كي تصيرَ النارُ برداً دافئاً.
الاثنين ١٣/١٠/٢٠١٤   
من مجموعة أغاني كازابلانكا 












ترانيم الشمع و الماء


ترانيم الشمعِ و الماء
شعر: علاء نعيم الغول

الآنَ عُدْتُ إلَيَّ كم غيَّرْتِ فيَّ و صرتُ أشبهُ وجهَكَ البريَّ
أشبهُ فيكِ حُبَّكِ و هو يحفرُّ في شفاهي طَعْمَكِ المائيَّ تلكَ
الشمسُ تفتحُ نافذاتٍ غير تائبةٍ أيا حَبَقَ الصباحِ حبيبتي 
ليستْ هنا و أنا هناكَ و كلُّ ما أرجوهُ تعرفُهُ التي تركتْ على
وجهي هواءً ليسَ من بحرٍ هنا بلْ من سواحلَ شبه نائيةٍ أرى
عينيكِ أدركُ وقتَها معنى التَّماهي فيكِ معنى الإعترافِ بغربتي
و تسامحي مع قسوةِ العُمْرِ التي لم تُعْطِني وقتاً لأكملَ ما بدأتُ
و فيكِ أبدأُ حاملاً قلبي المغامرَ ناسياً ما قدْ مضى لأعيشَ فيكِ
بدايتي و بدايتي و تَرَيْنَ فيَّ الليلَ غير الليلِ و الدنيا مكاناً واسعاً
فيهِ النهارُ لنا و ظلُّ الزَّنْزَلَخْتِ نصيبُنا أنا التقينا في الزمانِ المرِّ
في هذا الطريقِ و في قرىً مسكونةٍ بالوهمِ و السوءِ القديمِ حبيبتي
صِدْقاً لنا يومٌ سنبلغُ فيهِ حُلْمَاً لا يغادرُ حُمْرَةَ الشمعِ المضيءِ لنا
و نحنُ معاً نُقسِّمُ قُبْلَتَيْنِ على شفاهٍ أيقَنَتْ أنا التقينا كي نظلَّ
و كي نبدِّلَ طعمَ هذا الماءِ بالكافورِ و العنبِ الشهيِّ و كَرْزَتَيْنْ. 
من مجموعة أغاني كازابلانكا  

بعد الاعتراف بقليل


بعد الإعتراف بقليل
شعر: علاء نعيم الغول

أينَ الحقيقةُ أين أنتَ و لستَ أنتَ كما تريدُ و قد حفَرْتَ الريحَ
مراتٍ و جدَّلْتَ الدُخانَ ضفائراً تتسلقُ العُمرَ اشتهاءً للحياةِ
و لستَ تعرفُ ما وراءَ الغيمِ أنتَ وجدتَ نفسَكَ هكذا متعثِّراً بالضوءِ
أكثرَ أنتَ وحدَكَ منذُ أنْ قالوا الطيورُ هناكَ تبني عشَّها في سقفِ
بيتِكَ فالتمِسْ لكَ شارعاً ما مرةً جرَّبْتَ فيهِ الشمسَ و اقطفْ زهرةً
بيضاءَ تشبهُ في حبيبتِكَ البعيدةِ قلبَها و وسادةً محشوَّةً بتساؤلاتٍ
و اختياراتٍ مؤجلةٍ تقاسَمْتَ الكثيرَ مع الكثيرِ و لم يقاسِمْكَ الكثيرُ
قليلَهم فعبَرْتَ هذا النهرَ وحدكَ ممسكاً من حيثُ لا تدري بوهمِكَ 
و الحقيقةُ أوقَفَتْكَ أمامَ نفسِكَ فاعترفْ بالحبِّ فهي نهايةُ السفرِ
الذي ما مرةً رتَّبْتَهُ و تحبُّها حتى وجدتَ على جبينِكَ مِسْكَها و يداكَ
ترتجفانِ من بردِ انتظارِكَ آهِ يا حُبي المعَتَّقُ في المحاراتِ العميقةِ
في بياضِ اللؤلؤِ العاجيِّ هل تحتاجُني أمْ أنَّ وهمي فاقَ لونَ
الموجِ يا حُبِّي اقتربْ منِّي أنا الآتي إليكَ و في الطريقِ تركتُ وجهيَ
ثم جئتُكَ عارياً من غير إسمٍ هل ستفتحُ لي شفاهَكَ أم تقولُ لي
الطريقُ تغيرتْ فارجعْ لوجهِكَ و اختلفْ مع أي إسمٍ كانَ يعرفُكَ الجميعُ
بهِ أنا يا حبُّ لي قلبٌ يُجِيرُكَ من غرورِ البائسينَ و من دوارِ البحرِ
فامسكْ بي لتعرفَ كم أنا من قبلُ مِتُّ و عُدْتُ لا أخشى لأجلكَ ما
تناقلهُ الرواةُ عن الذين تقاعسوا في حبِّهمْ أنا لم أعِشْ لأموتَ فيكِ
خلوديَ الأبديُّ أنتِ الروحُ أُبْعَثُ منكِ فاغتسلي معي في الضوءِ منْ
درنِ التنفسِ في حياةٍ لمْ تكافئنا معاً و خذي يدي بيضاءَ صافيةً.
     من مجموعة أغاني كازابلانكا    

الثلاثاء، 17 مارس 2015

أمام البحر قبل ان يكذب


أمام البحر قبل أن يكذب
شعر: علاء نعيم الغول

يا بحرُ دعكَ الآن كم من مرةٍ أقسمتَ ثم حَنَثْتَ كم من مرةٍ منَّيتني
و خذلتني دعني أرممُ موجتينِ على بقايا صخرةٍ دعني أعيدُ الرملَ
لي و العشبَ و انْسَ متى اشترطتَ عليَّ أنْ أعطيكَ ذاكرتي متى
غادرتَ قريتَنا الصغيرةَ لستَ تعرفني إذن فالقلبُ مني الآن يهوى
مَنْ أذاقَتْني الحياةَ بشهدِهاو تقاسمتْ معي التحررَ منكَ كي نختارَ
لوناً غير لونكَ أيها البحرُ الوحيدُ بلا زمانٍ أو مكانٍ أوقَدَتْ من حبِّها
في القلبِ أولَ جمرةٍ قالوا ستُشْعِلُ غابةً في الإستواءِ حبيبتي مخطوطةٌ
فتشتُ عنها في بقايا الثائرينَ و ما تناثرَ في دروجِ الطامحينَ إلى
الحياةِ و في كهوفِ المستنيرينَ الذين تفرقوا خلفَ الحقيقةِ أنتِ بوصلةُ
النهاياتِ المريحةِ في زمانٍ لا يُريحُ المخلصينَ و لا يكافىءُ من يموتُ
بدونِ أوسمةٍ تعالَيْ نستشيرُ القَيْقَبَ العالي و نعرفُ كيفَ يصبغهُ
الخريفُ بكلِّ هذا الإندهاشِ على السفوحِ و عند مجرى النهرِ كوني
 زهرتي في ظلِّ هذا البرتقالِ و بلِّليني بالندى إنْ مرةً عانقتُ فيكِ الشمسَ
و اقتربي معي مِنْ حوضِ فلٍّ آخرٍ لنقولَ إنا الآنَ في حِلٍّ من البحرِ القديمْ.
الجمعة ١٠/١٠/٢٠١٤      
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

جسر لنهر و بحر لنورسة


جسرٌ لنهرٍ وبحرٌ لنورسة
سعر: علاء نعيم الغول

ما أجملَ الدنيا أخيراً صارَ لي قلبٌ و بيتٌ ثم ظلُّ شُجَيْرةِ الحناءِ
صار البحرُ لي و الحرُّ في تموزَ صرتُ أنا المحاربُ في جيوشِ
الزعفرانِ و ملحِ هذا الموجِ صار لأغنياتِكَ أيها الحبُّ التنقُّلُ بينَ
سنبلةٍ و نافذةٍ أراني الآنَ أنهبُ من هواءِ العمرِ أوسعَ قُبْلةٍ لشفاهِها
تلكَ المنيعةُ كالسماءِ أمامَ هذي الريحِ صرتُ معلقاً كالجسرِ فوقَ
النهرِ يا حبِّي الذي لم يعترفْ بتحالفاتِ الليلِ مع وهج الظهيرةِ لمْ 
تُجَرِّدْهُ الطريقُ إليكِ منْ عطْرِ القَرَنفلِ و اعترافِ الطيرِ لي بحقيقتي
و نسيتُ فيكِ متى ولِدْتُ و صرتُ أعرفُ من لغاتِ العِشْقِ أعصاها
و أمتَعَها أصوغُ بها حكايا للمساءِ و قبلَ نومِكِ حينَ تأسرُنا الشموعُ
بلعنةِ الضوءِ المراوغِ في ستائرَ لا تنامُ كما ينامُ المتعَبونَ على وسائدَ
تجعلُ الأحلامَ فاتحةَ التوقعِ أنتِ لي و يدي تخطُّ شهادتي بالحبِّ
أنظرُ من على هذي التلالِ أرى بعيداً قارَباً يجتازُ ظلَّ النورساتِ أراكِ
فيهِ و لم أصدِّقْ أنَّ هذا البحرَ يغريه الجمالُ فلا يهيجُ حبيبتي ما أجملَ
الدنيا لنا فيها الذي ما كانَ قبلَ الحبِّ و النوَّارِ فوقَ شُجَيْرةِ الحناءْ.
الجمعة ١٠/١٠/٢٠١٤    
من مجموعة أغاني كازابلانكا 


حين يضع الحب قوسه


حين يضعُ الحبُّ قوسَه
شعر: علاء نعيم الغول

ما بي أنا أشتاقُ ثم يزيدُ بي شوقي كما لو أنني ما مرةً جربتُهُ
ينتابُني وجعُ الشعورِ بأنني وحدي بعيداً لا أراها الآنَ تتركُ لي
مكاني فارغاً يبتزُّني هذا الهدوءُ فلا هدوءَ بدونِها و تعيشُ فِيَّ 
تذوبُ في قلبي هواءً كلُّ من عشقوا قديماً لم يكونوا واضحينَ كما
تبينَ بيننا هذا البياضُ و ومضةُ الروحِ الجريئةِ و اغترابٌ لمْ تبدِّدْهُ
ادعاءاتُ الطريقِ بأنَّ ما عشناهُ قبلَ الحبِّ أعطانا الذي عشنا لهُ
يا حُبُّ هل تدري بأنَّكَ لستَ أجملَ من رسائلِنا و طعمِ القُبْلةِ الأولى
و همسِ شفاهِها و الدفءِ عند عناقِها و غنائِها الآتي من الصحراءِ
من طَلْعِ النخيلِ و أقحوانِ الصيفِ من جُمَّيْزِ قريتِنا الوحيدةِ أيها
الحبُّ المدججُ بالسهامِ عجزتَ عن تحميلِنا ما لا نطيقُ فقد تركنا
الخوفَ و التبريرَ خلفَكَ و استبقنا العُمْرَ بالفرحِ الذي لن ينتهي
فاتركْ على عتباتِ هذا القلبِ قوسَكَ و اتخذْ فينا ملاذَكَ نحنُ مَنْزَعُكَ
الذي تحتاجهُ لتصيرَ أقوى لن ترى أبداً سوانا طائرَيْنِ إلى الحدودِ
و عائدَيْنِ إلى البدايةِ ممسكَيْنِ بكل وردٍ لم ينازعْنا ابتسامتَنا معاً.
الخميس ٩/١٠/٢٠١٤ 
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

مرايا الروح



مرايا الروح
شعر: علاء نعيم الغول

و سألتُها عن حالِها قالتْ: كحالِكَ
كيفَ تعرفُ أنَّ بي شيئاً و هذا البحرُ
يفصلُ بيننا و الريحُ و الغيمُ البعيدُ و خوفُنا؟

 ما عاد ينفعُ أنْ نجاملَ في حقيقةِ أننا روحٌ
تُصابُ بما نصابُ و لا مفرَّ من الذي سيصيبُنا
هيا إليَّ فقد وجدتُ الجوَّ في بيتي أقلَّ رطوبةً في الصيفْ.

عندي هنا ما ليس عندي في مكانٍ آخرٍ
فالطيرُ تعرفُني هنا و الليلُ و الموتى و لونُ الفلِّ
فاقتربي من السورِ المُطِلِّ عليَّ كي نحيا معاً من غيرِ خوفْ

في القلبِ أنتِ و في هوائي و العروقِ و صورتي
و أنا هناكَ على ستائركِ المضيئةِ في شموعكِ في الندى
و يديكِ في أشيائكِ الأولى و ما يأتي و قد صرنا معاً للعُمْرِ.

 وردتُها بلونِ الخوخِ و الرملِ النقيِّ
و وردتي نسيتْ براعِمَها على شوكِ الفصولِ
و ها أنا أحتاجُ موسمَكِ الذي لا ينتهي فيهِ المدى و الشمسْ.
الاربعاء ٨/١٠/٢٠١٤ 

من مجموعة أغاني كازابلانكا 

  


بوصلات تائهة

بوصلاتٌ تائهة
شعر: علاء نعيم الغول

لا شيءَ غير البحرِ
 هذا المُختفي بيني و بينَكِ
شاطئاهُ أنا و أنتِ 
و للأغاني الحزنُ و الفرحُ المُدَجَّنُ كالطيورِ
 و غُربتي تزدادُ حينَ يذوبُ ملحُ الرملِ في قَدَمَيَّ
أمشي حافياً في الماءِ 
في زبدٍ يدغدغُ جلديَ المشدودَ
مثلَ طبولِ مَن عبروا البحيراتِ القديمةَ
 كي يموتوا ثائرينَ و هاربينَ
 أرى بعيداً آخرَ البحرِ المريبِ
 و خلفهُ لا بدَّ أنتِ هناكَ 
فاتخذي الفنارَ الأبيضَ النائي
 مكاناً نلتقي في ظلهِ ليلاً
 لنكملَ رحلةً أخرى لنا كالفاتحينَ و كالغزاةِ 
و لا تخافي الاتساعَ أمامَنا
 هي فرصةٌ لنرى الحقيقةَ و احتمالاتِ الحياةِ
على ضفافِ الحبِّ
 ما عيناكِ إلا مرفأ  و نهايةٌ 
للبحثِ عني في مرافىءَ لم تُعِدْ لي بوصلاتِ القلبِ
 فيكِ نهايتي و بدايتي
و على يديكِ نقوشُ أسمائي الأخيرةِ
 ليس يعرفها سواكِ 
و لستُ أرغبُ في سواكِ 
و كيفَ ضاقَ الأمسُ بي من غيرِ صوتِكِ 
أيهذا الحبُّ سجِّلْ في قوائمكَ الطويلةِ كم أنا أحتاجُها.
الثلاثاء ٧/١٠/٢٠١٤  
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

في الهواء كما تحت الشجر


في الهواءِ كما تحتَ الشجرْ
شعر: علاء نعيم الغول

لِمَ كلُّ هذا البعدِ؟
 ما جدوى المسافةِ بيننا و أنا 
أزاحمُ ظليَ الممتدَّ قَبْلِيَ و الحدودَ 
و ما يُحاكُ من القبيلةِ كي أراكِ
 و كي نكونَ كما نريدُ نقولُ للدنيا
 الذي أَخْفَتْهُ عنا
كي نكاشِفَها بقَلْبَيْنا بلا قلقٍ
 على وقتِ الضحى من أن يجيءَ
لسوفَ نقتطعُ الذي نرجوهُ من هذي الحياةِ
 و لا نخافُ الشوكَ في عُنُقِ الورودِ 
و نعبرُ الشفقَ الجموحَ و قد أخذنا الوقتَ من
نبضِ الطيورِ و وشوشاتِ الريحِ
 من صوتِ الندى فوقَ الزجاجِ
و نرجساتٍ عند سورِ البيتِ
 ما هذي الحياةُ بدوننا و بدونِ هذا
الحلمِ كيفَ نعيشها
 و أنا و أنتِ نشقُّ في هذا الفراغِ طريقَنا
سنكونُ نحنُ أمامنا ما لا يضيقُ من المكانِ
 وراءنا ما لنْ نعودَ إليهِ فاقتربي معي 
من نبعةٍ رقراقةٍ و تطيبُ تحتَ الوردِ رائحةُ
العناقِ و بوحُ ما في القلبِ يحملُنا بعيداً
 خلفَ تلاتٍ على أطرافِها عُشْبٌ و زنبقةٌ 
و دوريٌّ يرانا نائمينِ على الهواءِ
أنا أحبُّكِ و اسألي عينيكِ
 حين يلوحُ في لونيهما شفقُ المساءْ.
الاثنين ٦/١٠/٣٠١٤  

من مجموعة أغاني كازابلانكا 

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...