حين تراكَ في كرة الزجاج
شعر: علاء نعيم الغول
هي مَنْ يراكَ و قلبُها مرآةُ عالمِكَ البعيدِ
تراكَ في كرةِ الزجاجِ و أنتَ تحفرُ
تحتَ غيمِ الصيفِ معبرَكَ
الذي أنفقتَ فيهِ توقعاتِك و انتظارَكَ
كي تراها في مواسمِكَ الكثيرةِ
قلبُها شمعُ المساءِ يذوبُ
طِيْباً أمْ يُذِيبُ القلبَ فيكَ
عيونُها تسعُ السواحلَ و هي تنشرُ ليلَها
فوقَ الفناراتِ القديمةِ
فاحتملْ ما أنتَ فيهِ لأجْلِها
تلكَ التي ملأَتْكَ أحلاماً و شوقاً للحياةِ
على حدودِ السَّرْوِ جرِّبْ أنْ ترافقَها بعيداً
حيثُ يجري النهرُ بين سفوحِ منفاكَ
الذي رتَّبْتَهُ في قلبِها و اسمعْ
هديرَ الماءِ نبضاً في عروقِكَ
لا تسلْها ما الذي يجري و كيفَ
وجدتَها و لِمَ المكانُ قد استحالَ
إلى سماءٍ غيرِ ضيقةٍ بها حلَّقْتَ
أعلى مرتينِ
تُحبُّها و يداكَ تعتصرانِها شوقاً
إلى ما ليسَ يعرفهُ سواكَ تغيبُ عن دنياكَ
حين تضمُّها دفئاً و تنسى وقتَها وجعَ
الغيابِ المرِّ و الزمنِ الذي قد ضاعَ بحثاً
في ثقوبِ العُمْرِ عنها
لن تجيء لك الحياةُ بغيرِها
و قد احترقتَ على محطاتِ الرحيلِ
تراكَ من خلفِ الهواءِ كريشةٍ
في الريحِ في أحضانِها ستعودُ
أنتَ إلى ملاذكَ آمِناً.
السبت ٢٧/٩/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق