آخرُ المدنِ البائسة
شعر: علاء نعيم الغول
قالوا كازابلانكا و قلتُ هناكَ شيءٌ لي
هنا قال الذي حكم المدينةَ سافراً:
لا شكَّ أنِّي مذنبٌ و مراوغٌ و لديَّ نيَّاتُ تسيءُ لمَنْ يظنَّ الخيرَ فِيَّ أنا القميءُ
المستبدُ و عاطلٌ عن كلِّ شيءٍ و المدينةُ وزرها في رقْبتي حتى الثمارُ تعفَّنتْ
من قبْحِ أنفاسي الكريهةِ لستُ أعرفُ كيفَ جئتُ إلى هنا و شطبتُ عاداتِ
الفضيلةِ بين أبناءِ المخيمِ كلُّ هذا و الذي بيَّتُّهُ للآخرينَ يخيفُني لا أعرفُ
الشيطانَ إلا حينَ يُذْكَرُ في حديثِ الأتقياءِ عن الجحيمِ و جنةِ الخلدِ
التي للطيبينَ أنا الصفيقُ المدَّعي و عليَّ إثمٌ ليسَ يعرفهُ سواي و جارتي
مَنْ ماتَ عنها زوجُها و جعلتُ منها مومساً و زرعتُ شكاً بين منْ كانوا
رفاقاً مخلصينَ فماتَ أولهُمْ و شُرِّدَ واحدٌ و تمزَّقَ الباقونَ حتى لم يعدْ للخيرِ
معنىً في قُرانا و الصغارِ أنا البذيءُ و قدْ كذبتُ على نساءٍ طيباتٍ مرةً و بصقتُ
مراتٍ و أعشقُ أنْ يُقالَ الماجنُ المأفونُ مرَّ بِغِيِّهِ و حقارةِ الرُّعناءِ لا أبغي صلاحاً
للذينَ أراهمُ في الحيِّ كم جربتُ أنْ أمضي
بعيداً في النفاقِ فصرتُ أسوأَ بعد يومٍ واحدٍ.
الجمعة ١٢/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق