وجهٌ في مرايا شاحبة
شعر: علاء نعيم الغول
للقلبِ حاجاتٌ و وجهي كانَ من حاجاتِ أميَ و الحبيبةِ
كان مرسوماً على وجهِ الرغيفِ و بابِ بيتيَ كان محفوراً
على ظلي اليتيمِ و نخلةٍ كانتْ ترى في الريحِ أولَ عاشقٍ
و وجدتُ وجهي مرةً متناسقاً فشَكَكْتُ فيهِ و قلتُ هذا الوجهُ
يشبهُني و أشبهُ فيهِ شيئاً من مرارةِ شارعٍ لم يكتملْ فيهِ
الرصيفُ و صرتُ أبحثُ عنهُ في أسماءِ وردٍ كان ينبتُ بيننا
و وجدتُ شيئاً منهُ في لونِ الخزامى و اتساعِ الأمنياتِ هناكَ
وجهي منكِ يا مرآةَ ذاكرةٍ أرمِّمُها لأعرفَ كيف وجهي بعد أنْ
صِرْنا معاً يشتدُّ فينا الاعتصارُ أمامَ نَفْسَينا تعالَيْ قد يكونُ
الوجهُ قد عرفَ الحقولَ و بَيْدَرَ الصيفِ الأخيرِ و صارَ مألوفاً
لدى من يحصدونَ السنبلاتِ و كان وجهيَ مرةً في صدرِ راعيةٍ
مريحاً كالقلادةِ مغرياً كالماءِ تحت النخلِ في تموزَ يا وجهي الذي
أنكَرْتَني في موكبِ العشاقِ لم تكنِ الحبيبةُ تشتهي منكَ ابتساماً
فهي تعرفُني بقلبي و الهواءِ و وردةٍ متروكةٍ في البيتِ عند البابْ.
السبت ٨/١١/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق