أولاً و ثانياً و ثالثاً
شعر: علاء نعيم الغول
هرَباً إليكِ و ليس منكِ و أنتِ أولُ معبرٍ للروحِ يقبلُ أَنْ أَمُرَّ بدونِ أوراقٍ
و أسئلةٍ و يقبلُ أَنْ أقيمَ كما اتفقنا دونَ تفسيرٍ لما كتَبَتْ يدي غيَّرْتُ
من وجهي كثيراً كي نليقَ بوردةٍ في الحوضِ لوَّنتُ الحروفَ بريشةِ الدّوريِّ
كي أجدَ المكانَ الذي يمتدُّ فيكِ و ها أنا نفسي الذي بايعْتُ فيكِ الوقتَ
لا أحتاجُ منكِ سوى الذي تعطينَهُ للطيرِ و انتسبي لقلبيَ كي أعيدَكِ في
حَشَايَ و في جفونِ حمامةٍ كانتْ تقولُ لي المساءُ مرتبٌ للحبِّ و انتبهي
هناكَ فراشةٌ و على النوافذِ طائرٌ من قريةٍ ليستْ بذاتِ مساحةٍ مفتوحةٍ
لبكارةِ العشبِ الطويلِ و أنتِ فيكِ اللذةُ الأولى لما في الشَّهْدِ من ترفِ
الفحولةِ فاملأي كأسي بمائكِ و اسقِني شيئاً له رحلتْ قبائلُ عالمٍ السحرِ
القديمِ و دافعي ما شئتِ عني و اعذري ضعفي أمامَ صفاءِ عينيكِ البهيِّ
أنا أحبُّكِ أولاً و أراكِ ثانيةً أمامي صورةً للريحِ و هي تسوقُ أشرعةَ الصباحِ
و ثالثاً لكِ كلُّ هذا الصيفِ لا أدري متى سنكونُ يوماً ما هناكَ على رصيفٍ
واسعٍ نستقبلُ البحرَ الذي لا ينتهي هرباً إليكِ و ليسَ منكِ و كلما واجهتُ
نفسيَ أدركُ الفرقَ الذي بيني هنا و هناكَ عندكِ حيثُ أنتِ و قلبكِ العاجيّْ.
الاحد ٣٠/١١/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق