كازابلانكا
شعر: علاء نعيم الغول
مقهىً يُطلُّ عليكَ يا بحرَ الغريبِ و غربتي و نهايتي في لونكَ الشتويِّ
طعمُ الشاي ذاكرةُ الصباحِ و ذكرياتي الآنَ طائرةٌ وراءَ نوارسٍ مَنْسِيَّةٍ
و أنا أرى عينيكِ أغرقُ فيهما و أراكِ فِيَّ و في يدَيْكِ لمَسْتُ دفءَ الوقتِ
أحلُمُ دائماً و على شفاهيَ بسمةٌ من شمسِكِ البيضاءَ يا قلبي كازابلانكا
البعيدةُ شارعٌ يمتدُّ فيكَ مدينةٌ لا بدَّ منها كي تُصادِقَكَ الحياةُ من البدايةِ
كي تحبَّ الوردَ ثانيةً و تسمعَ صوتَكَ المغدورَ في كلماتِكَ الأولى أحبُّكِ قالتِ
الورقاءُ لي أنتَ المسافرُ للمدينةِ فالتمسْ باباً يقودُكَ حيثُ تلقاها هناكَ و في
كازابلانكا انتطارُكَ و انتهاءُ البحثِ عنكَ تُحبُّها في كلِّ شيءٍ في اقترابِكَ
من أغانيكَ القليلةِ في تحرُّرِ مانتوفاني فيكَ لحناً ضائعاً و تلاصقِ النعناعِ
بالأسوارِ في تفسيرِ رائحةِ الحبيبةِ تحتَ نافذةِ اللقاءِ و في بياضِ البحرِ
في تشرينَ يا وجعَ الغروبِ و صحوةَ الدوريِّ قبليَ كيف لي تبريرُ نفسيَ
حين تملأني المدينةُ بالشوارعِ تلتقي فِيَّ المفارقُ كلُّها لتمرَّ من قلبي الحبيبةُ
قالَها البحَّارُ لي فتِّشْ قريباً منكَ فتِّشْ في كازابلانكا التي عرفَتْكَ من عينَيْكَ من
شَفَتَيْكَ بعدِ عناقِها و اتركْ موانئها تنامُ و قد تركتَ لها حقائبَ ليسَ ينفعُ أنْ تعودْ.
الاثنين ٢٠/١٠/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق