بعد الإعتراف بقليل
شعر: علاء نعيم الغول
أينَ الحقيقةُ أين أنتَ و لستَ أنتَ كما تريدُ و قد حفَرْتَ الريحَ
مراتٍ و جدَّلْتَ الدُخانَ ضفائراً تتسلقُ العُمرَ اشتهاءً للحياةِ
و لستَ تعرفُ ما وراءَ الغيمِ أنتَ وجدتَ نفسَكَ هكذا متعثِّراً بالضوءِ
أكثرَ أنتَ وحدَكَ منذُ أنْ قالوا الطيورُ هناكَ تبني عشَّها في سقفِ
بيتِكَ فالتمِسْ لكَ شارعاً ما مرةً جرَّبْتَ فيهِ الشمسَ و اقطفْ زهرةً
بيضاءَ تشبهُ في حبيبتِكَ البعيدةِ قلبَها و وسادةً محشوَّةً بتساؤلاتٍ
و اختياراتٍ مؤجلةٍ تقاسَمْتَ الكثيرَ مع الكثيرِ و لم يقاسِمْكَ الكثيرُ
قليلَهم فعبَرْتَ هذا النهرَ وحدكَ ممسكاً من حيثُ لا تدري بوهمِكَ
و الحقيقةُ أوقَفَتْكَ أمامَ نفسِكَ فاعترفْ بالحبِّ فهي نهايةُ السفرِ
الذي ما مرةً رتَّبْتَهُ و تحبُّها حتى وجدتَ على جبينِكَ مِسْكَها و يداكَ
ترتجفانِ من بردِ انتظارِكَ آهِ يا حُبي المعَتَّقُ في المحاراتِ العميقةِ
في بياضِ اللؤلؤِ العاجيِّ هل تحتاجُني أمْ أنَّ وهمي فاقَ لونَ
الموجِ يا حُبِّي اقتربْ منِّي أنا الآتي إليكَ و في الطريقِ تركتُ وجهيَ
ثم جئتُكَ عارياً من غير إسمٍ هل ستفتحُ لي شفاهَكَ أم تقولُ لي
الطريقُ تغيرتْ فارجعْ لوجهِكَ و اختلفْ مع أي إسمٍ كانَ يعرفُكَ الجميعُ
بهِ أنا يا حبُّ لي قلبٌ يُجِيرُكَ من غرورِ البائسينَ و من دوارِ البحرِ
فامسكْ بي لتعرفَ كم أنا من قبلُ مِتُّ و عُدْتُ لا أخشى لأجلكَ ما
تناقلهُ الرواةُ عن الذين تقاعسوا في حبِّهمْ أنا لم أعِشْ لأموتَ فيكِ
خلوديَ الأبديُّ أنتِ الروحُ أُبْعَثُ منكِ فاغتسلي معي في الضوءِ منْ
درنِ التنفسِ في حياةٍ لمْ تكافئنا معاً و خذي يدي بيضاءَ صافيةً.
السبت ١١/١٠/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق