الجمعة، 20 مارس 2015

وجهها قبل النوم بدقيقة


وجهُها قبل النوم بدقيقة
شعر: علاء نعيم الغول

هل تعرفونَ متى الصباحُ يكونُ زهراً واحداً و تكونُ تلكَ الشمسُ
ناعمةً كملمسِ خدها هل تعرفونَ متى الغيومُ تبيتُ في خِدْرِ المساءِ
و تسحبُ الظلَّ المبللَ من شوارعِنا الرتيبةِ هلْ لديكم ما لديَّ عنِ الذي
تركَتْهُ فيَّ من ابتسامتِها أنا مَنْ جرَّبَ الدنيا كثيراً أعرفُ اللونَ الذي 
يغتالُني في خدِّها و شفاهِها ما مرةً صادفتُ وجهاً مثلَ وجهِكِ يجعلُ
الدرَّاقَ أشهى و المدينةَ شارعاً من غير أرصفةٍ تلاحقُني متى غادرتُ
بيتيَ وجهُكِ النُّوريُّ ذائقةُ السماءِ و وعدُها بظهيرةٍ من زُرْقةٍ و سنونواتٍ
أيها الوجهُ انتظرْني فيكَ لا تفقدْ هواءَكَ و انْسَ أنِّي جئتُ من بلدٍ صغيرٍ
كي أرى فيكَ اتساعي و المكانَ الحرَّ أحرقُ حينَ تنظرُّ فيَّ ذاكرتي
القديمةَ أنتَ تقرأُني و تعرفُ أنَّ فاصلةً تغيرُ ما تعاهدنا عليهِ غداةَ قلتُ
أنا أحبُّكِ أيها الوجهُ المدوَّرُ كالحقيقةِ أنتَ نافذتي و وجهي حين تنكرُهُ
المرايا لا تلُمْ فيَّ اندفاعي نحوَ ما تخفيهِ من سرٍّ و سحرٍ أيها الباقي
معي أنت اختياري و الحياةُ الآن واقفةٌ كظلٍّ ميِّتٍ في الشمسِ فامنحني
صباحاً فيهِ عطرٌ واحدٌ مِنْها أحلِّقُ فيهِ خلفَ مدينتي و شوارعٍ منسيةٍ.
الخميس ٢٣/١٠/٢٠١٤  
 من مجموعة أغاني كازابلانكا 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...