أمام البحر قبل أن يكذب
شعر: علاء نعيم الغول
يا بحرُ دعكَ الآن كم من مرةٍ أقسمتَ ثم حَنَثْتَ كم من مرةٍ منَّيتني
و خذلتني دعني أرممُ موجتينِ على بقايا صخرةٍ دعني أعيدُ الرملَ
لي و العشبَ و انْسَ متى اشترطتَ عليَّ أنْ أعطيكَ ذاكرتي متى
غادرتَ قريتَنا الصغيرةَ لستَ تعرفني إذن فالقلبُ مني الآن يهوى
مَنْ أذاقَتْني الحياةَ بشهدِهاو تقاسمتْ معي التحررَ منكَ كي نختارَ
لوناً غير لونكَ أيها البحرُ الوحيدُ بلا زمانٍ أو مكانٍ أوقَدَتْ من حبِّها
في القلبِ أولَ جمرةٍ قالوا ستُشْعِلُ غابةً في الإستواءِ حبيبتي مخطوطةٌ
فتشتُ عنها في بقايا الثائرينَ و ما تناثرَ في دروجِ الطامحينَ إلى
الحياةِ و في كهوفِ المستنيرينَ الذين تفرقوا خلفَ الحقيقةِ أنتِ بوصلةُ
النهاياتِ المريحةِ في زمانٍ لا يُريحُ المخلصينَ و لا يكافىءُ من يموتُ
بدونِ أوسمةٍ تعالَيْ نستشيرُ القَيْقَبَ العالي و نعرفُ كيفَ يصبغهُ
الخريفُ بكلِّ هذا الإندهاشِ على السفوحِ و عند مجرى النهرِ كوني
زهرتي في ظلِّ هذا البرتقالِ و بلِّليني بالندى إنْ مرةً عانقتُ فيكِ الشمسَ
و اقتربي معي مِنْ حوضِ فلٍّ آخرٍ لنقولَ إنا الآنَ في حِلٍّ من البحرِ القديمْ.
الجمعة ١٠/١٠/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق