أنصاف
شعر: علاء نعيم الغول
نصفُ الحقيقةِ مؤلمٌ نصفي أنا لا يُكْملُ الايقاعَ في النسقِ
البدائيِّ الذي كُوِّنْتُ منهُ و لا أرى نصفَ السماءِ من النوافذِ
في شتاءٍ ضاربٍ في الصمتِ نصفُ زجاجةِ العطرِ الثمينةِ ضاعَ
في سفري إليكِ على الوسادةِ في ثنايا معطفٍ خبأتُ فيهِ تذاكرَ
السينما و باصٍ كان يأخدني إلى مقهىً أمامَ مراقصِ التانغو
و أكشاكٍ لبيعِ الإسطواناتِ القديمةِ عند مفرقِ كيركوود هنا نصفُ
التساؤلِ لا يفيدُكَ في اعتباركَ واحداً من هؤلاءِ المتعَبينَ مع المساءِ
و نصفُ عيني شبهُ نائمةٍ أرى الألوانَ واضحةً و معتمةً و حارقةً قليلاً
للجفونِ و نصفُ قلبي سادرٌ في حبِّهِ لمغامراتٍ في شوارعَ غير
صاخبةٍ أنا نصفُ الطريقِ و أنتِ آخرهُ و أعرفُ أنني سأكونُ مُمْتَنَّناً
لنفسيَ في النهايةِ نصفُ هذي الأرضِ للتجارِ و الموتى و نصفٌ
آخرٌ للبحرِ و الباقينَ تحتَ ركامِ هذا الليلِ نصفُ البرتقالةِ لي و نصفٌ
يجمعُ الطرقاتِ حولي آهِ يا نصفي الأخيرُ و كم يعذِّبُني بنصفِكِ في
كازابلانكا التي تحتلُّني كمدينةٍ متروكةٍ من أهلِها للشمسِ دونَ وجعْ.
الاثنين ١٥/١٢/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق