الأربعاء، 25 مارس 2015

مدينة في حقائب صغيرة


مدينةٌ في حقائب صغيرة
شعر: علاء نعيم الغول

قولي كازابلانكا الذي ما قلتُ كم فتشتُ عنكِ و كنتُ أبحثُ
 في مكانٍ صاخبٍ عنِّي أنا المبتورُ من هذا الهواءِ و من مدينتيَ 
الكريهةِ و الفضاءِ الرَّخْوِ ألهو بين نفسي و انهيارِ علاقتي ببكارةِ 
التفاحِ في الحقلِ المجاورِ كلُّ شيءٍ في المدينةِ آخذٌ في الإصطفافِ
 وراءَ طابورِ الإغاثاتِ القديمةِ و التي لن تنتهي يا إخوتي نحنُ الرهائنُ
 كيف يدركنا الخلاصُ و نحن جوعَى و العراةُ مهدَّدونَ بموجةٍ من برد سَيْبيريا
 الحياةُ تعودُ أسرعَ للوراءِ كأنها مشدودةٌ بقبورِ من ماتوا و قد تركوا الحياةَ لنا 
و قالوا سوفَ تلعنُنا الحقيقةُ إنْ تركنا البحرَ ينقصُ كلَّ عامٍ شاطئاً فتشتُ 
في اللغةِ التي صنعتْ كلاماً زائفاً و عرفتُ أنَّا مقبلونَ على مساءٍ مُخجلٍ بنسائهِ
 و الراكضينَ وراءَ صندوقِ الإعانةَ أيها المأسورُ مثليَ لا تكررْ ما فعلتُ و خذْ
 طريقاً واسعاً من غيرِ تأنيبٍ لآخرِ نيةٍ خبأتَ فيها ما ستفعلُ بعدَ أنْ تضعَ 
المدينةَ في حقيبتِكَ الصغيرةِ ثم تمضي موجَعاً كبقيَّتي في هذهِ الكتبِ
 التي دوَّنتُها عن ذكرياتي في مدينتي التي دفعتْ بنا نحو النهايةِ
 فاقبليني يا كازابلانكا البريئةُ من ذنوبٍ لم تُصِبْني بالخمولِ ْ.
من مجموعة أغاني كازابلانكا 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...