حبٌّ على شجر الطريق
شعر: علاء نعيم الغول
لا شيءَ يشبهُ وجهَ كلبٍ خائفٍ في الليلِ تحسبُني المدينةُ سارقاً
و أرى على شجرِ الطريقِ عيونَ مَنْ قطعوا الشوارعَ نحو موتٍ ليس
مضطراً لفهم الأمنياتِ و ما يحبُّ الطيِّبونَ و كمْ كَذَبْنا كي نُمرِّرَ صِدْقَ
ما في القلبِ من أشياءَ مفرحةٍ و لا يكفي التأنقُ في الكلامِ لكي تصيرَ
قصيدتي من أغنياتِ المنشدينَ أحبُّها و الحبُّ يجعلُني بطيئاً في قراءةِ
ما يُدَوَّنُ فوقَ أسطحِ قريتي و على الجدارِ المستفيضِ بوحشةٍ و ذهولِ
مَنْ يمضي وحيداً لستُ وحدي الآنَ يتبعُني و يُمسكُ بي هواؤكِ جاعلاً
منِّي أخيراً مَفْرَقاً كلُّ الجهاتِ قريبةٌ من بعضِها و القلبُ يعرفُ حجمَ نيَّتِهِ
و طعمَ الليلِ حين يذوبُ في شفتيكِ همساً باذخاً و أنا أجربُ أنْ أكونَ
بدونِ ذاكرةٍ أمامَكِ أكتبُ التاريخَ بين يديكِ في ترفِ العناقِ و لذةِ التوثيقِ
بالقُبَلِ التي تزدادُ أكثرَ حين تسقطُ شمعةٌ لا شيءَ يشبهُ جُبْنَ كلبٍ قابعٍ
فوق الرصيفِ أمامَ مسلخِ بلدةٍ منهوكةٍ في الليلِ تحسبني المدينة هارباً
و أظلُّ أبحثُ عن مخارجَ لا يحاصرُها الوشاةُ و لا الكلابُ المستميتةُ في
تتبعِ ظليَ المسؤولِ عني و المدينةُ نفسُها وجعٌ قديمٌ بائسٌ من دونِ وَصْفْ.
الجمعة ٢١/١١/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق