حبيبةٌ من عشبٍ و جمر
شعر: علاء نعيم الغول
قلَّبْتُها كتُبَ الحياةِ و لم أجدْ معنىً يُريحُ
تركتُ قلبيَ هكذا ليقولَ ما يهواهُ حتى ضجَّتِ الأسماعُ منهُ
و طُفْتُ حتى ملَّ مني السيرُ و انتزعَ المكانُ خطايَ و استقبلتُ
نفسيَ بالملامةِ بعدما احترقَ الرصيفُ و غادرتْ سفنٌ تروحُ إلى
البعيدِ منَ السماءِ هناكَ حيثُ يكونُ غيمُ الصيفِ أشبهَ بالسواحلِ
و هي شاردةٌ على كتفِ المدينةِ و اسْتَبَحْتُ هدوءَ نرجسةٍ و قلتُ لها
الكثيرَ منَ الحكاياتِ التي ما مرةً صدَّقْتُها حتى وجدتُّكِ و اعترفتُ
بأنني أهواكِ منذُ تناقلَ العشاقُ ورداً جفَّ بينَ قصائدٍ في متنِها
نزفُ الجوارحِ و التشردُ بين أسئلتي و أجوبةٍ تجاملُني أنا مَنْ
طارَ بي سِرْبُ الحمامِ إليكِ بعد الليلِ يتركُني على عُشْبٍ أمامَكِ
يا حبيبتيَ الغنيةُ بابتهالاتِ الصباحِ و مفرداتِ البحرِ ضُمِّي فيَّ
ما ضمَّتْهُ هذي الريحُ في هربي إليكِ فأنتِ بيتي حيث فيكِ الدفءُ نافذةٌ
على شمسٍ أضاءتْ في هوائكِ نصفَ زهرِ البرتقالِ و كلَّ شمعِ
الليلِ في عينيكِ نافذتي على قلبي المجاهرِ بالتلاشي فيكِ في
أنفاسِكِ الولهى و رعشةِ لمسةٍ أذكتْ بروحي كل هذي النارِ يا جمرَ
اصطباري و انتظاري تاركاً كُلِّي لأُبْعَثَ منكِ ثانيةً بلا خوفٍ و لا وجعٍ.
الجمعة ٢٦/٩/٢٠١٤
من مجموعة أغاني كازابلانكا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق